الارشيف / عرب وعالم

"إغراق غزة بالمساعدات".. ما هدف الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة؟

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - السبت 13 أبريل 2024 07:06 مساءً - تعمل إسرائيل منذ عدة أيام على إغراق قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية، رغم فرضها شروطًا مشددة على دخولها إلى القطاع منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ما فاقم أزمات سكان غزة، وأوصلهم للمجاعة.

ويوم أمس الجمعة، أعلن الجيش الإسرائيلي السماح للمرة الأولى بإدخال عدد من شاحنات المساعدات المحملة بالمواد الغذائية برًا إلى شمال القطاع، عبر المعبر الشمالي الذي أنشأته إسرائيل حديثًا، مؤكدًا أن ذلك ضمن جهود زيادة مسارات إدخال المساعدات إلى غزة.

ويأتي ذلك بعد أسابيع على مقتل 7 من عمال الإغاثة التابعين للمطبخ المركزي العالمي، وهي الحادثة التي قوبلت بتنديد أمريكي ودولي كبيرين، ودفعت دول العالم للضغط على إسرائيل من أجل تسهيل دخول المساعدات إلى غزة.

أخبار ذات صلة

عبر معبر جديد.. إسرائيل تدخل مساعدات إلى شمال غزة للمرة الأولى براً

ضغوط دولية

ويرى المحلل السياسي، أليف صباغ، أن "الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة بشأن المساعدات إلى غزة تأتي إثر الضغوط الدولية التي تُمارس عليها من قبل المجتمع الدولي"، لافتًا إلى أن استهداف عمال الإغاثة الأجانب تسبب بإحراج كبير لتل أبيب.

وأوضح صباغ، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "إسرائيل فشلت في تبرير حادثة مقتل عمال الإغاثة؛ الأمر الذي دفعها لتقديم التنازلات فيما يتعلق بدخول المساعدات إلى القطاع، خاصة غزة وشمالها، وهي المناطق التي تشهد معاناة إنسانية غير مسبوقة".

وأضاف أن "مقتل عمال الإغاثة دفع الولايات المتحدة ودولا أخرى لتوجيه انتقادات علنية لإسرائيل بشأن الوضع الإنساني في غزة"، مبينًا أن حكومة بنيامين نتنياهو لم تجد خيارًا سوى تقديم التنازلات، والسماح بدخول كميات كبيرة من المساعدات إلى القطاع.

وأشار إلى أن "الإستراتيجية الإسرائيلية الجديدة تهدف بشكل أساسي لاستعادة الدعم الغربي للعملية العسكرية في غزة، والذي بدأ بالتراجع على حساب الحاجات الإنسانية للنازحين"، مبينًا أن إسرائيل تسعى لاسترضاء الغرب لتجنب المطالبة بوقف الحرب.

وبين المحلل السياسي أن "إسرائيل ستعمل على تحسين أوضاع سكان غزة وشمالها، وإدخال المساعدات لكافة المناطق، بما يقنع دول العالم بالاستمرار في دعم الحرب، والموافقة على تنفيذ عملية عسكرية واسعة في مدينة رفح".

ولفت إلى أن "إسرائيل تدرك جيدًا أهمية ملف المساعدات الإنسانية للعالم، كما أن هذه الإستراتيجية ستعمل على التخفيف من الضغوط الممارسة على إسرائيل؛ إلا أنها ستزيد من الانتقادات الداخلية من حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي اليمينيين وأهالي الرهائن والمحتجزين".

شاحنات تحمل مساعدات إنسانية تدخل رفح في جنوب قطاع غزة أ ف ب

إطالة أمد الحرب

من جانبه، يرى المحلل السياسي، أنطوان شلحت، أن "السياسة الإسرائيلية الجديدة بشأن دخول المساعدات تأتي في إطار خطط حكومة نتنياهو لإطالة أمد الحرب على غزة".

وقال شلحت: "يبدو أن إغراق غزة بالمساعدات أحد شروط حلفاء إسرائيل لاستمرار الحرب".

وأوضح شلحت، في حديث لـ"الخليج 365"، أنه "من خلال إدخال المساعدات الإنسانية إلى النازحين وسكان القطاع يمكن لإسرائيل وحلفائها الترويج لضرورة استمرار الحرب والقضاء على حركة حماس في غزة"، مبينًا أن ذلك سيخفف الضغوط الدولية بشأن وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن "إسرائيل يمكنها من خلال ذلك التهرب من أي محاولات لتجريمها، كما أنها ستخفف من حدة أي قرار دولي بشأن الأوضاع في غزة، خاصة قرارات محكمة العدل الدولية، التي يثير التحرك الدولي بها قلق المسؤولين الإسرائيليين".

وبين شلحت أن "هذه الإستراتيجية ستمكن إسرائيل من إطالة أمد الحرب وتحديد أهداف جديدة لها، وستقنع العالم أنها تجنب المدنيين الآثار الكارثية للحرب، وأن حماس هي المسؤولة عن معاناتهم بسبب إصرارها على احتجاز الرهائن الإسرائيليين ورفضها لأي مقترحات للتهدئة".

ورجح المحلل السياسي أن "تعيد إسرائيل إدخال البضائع التجارية إلى غزة بذات الطريقة التي كانت عليها قبل 7 أكتوبر، وأنها قد تدفع نحو عودة الخدمات الأساسية للسكان"، مبينًا أن ذلك يأتي في إطار مواصلة الحرب حتى نهاية العام الجاري.

Advertisements