13 أبريل 2024, 2:09 م
منذ اندلاع معركة "سيف القدس"، في مايو/آيار من العام 2021، بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، على خلفية تهجير أهالي حي الشيخ جراح، شكلّت الفصائل العسكرية في الضفة مجموعات قتالية مسلحة بأسماء جديدة، وبدأت بمواجهة أرتال الجيش الإسرائيلي المقتحم للمخيمات والمدن ونصب الكمائن لها.
ولم تستطع إسرائيل إخفاء غضبها من ذلك، لا سيما أن هذه المجموعات القتالية بدأت باستهداف المستوطنين على الشوارع الالتفافية، وقرب المستوطنات المحيطة بالمدن الفلسطينية.
واستنفر الجيش الإسرائيلي باستنفار وحداته الخاصة، وبدأ بعمليات اغتيال وتصفية بحق مئات المطاردين بشكل شبه يومي من خلال التسلل والتنكر للوصول إلى أماكن تواجدهم.
أخبار ذات صلة
"نيويورك تايمز": خطة إيرانية لـ"إشعال الضفة الغربية"
وقال الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني محمد حوشية إن الجيش الإسرائيلي وعلى مدار 3 سنوات اختلفت طريقة تعامله تمامًا مع ساحة الصراع في الضفة الغربية ، لا سيما بعد بروز نشاط عسكري غير مسبوق في أوساط المخيمات الفلسطينية، وبدأ باستخدام عمليات الاغتيال والتصفية بحق كل من انتمى لهذه المجموعات.
وأضاف حوشية لـ"الخليج 365": "استطاع الجيش الإسرائيلي على مدار 3 أعوام اغتيال وتصفية أكثر من 700 عنصر مقاتل ممن ينتمون إلى كتيبة جنين أو كتيبة نابلس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي أو كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح، ومجموعات عرين الأسود التي أعلنت أنها لا تنتمي إلى أي فصيل فلسطيني في عمليات استخباراتية دقيقة بين الجيش والشاباك".
وتابع حوشية: "عاشت الضفة الغربية، منذ العام 2005، تقريبًا وهو عام انتهاء الانتفاضة الفلسطينية الثانية حتى العام 2020 سنوات من الاستقرار الأمني النسبي داخل المدن والمخيمات، حيث لم تكن تشهد اقتحامات الجيش الإسرائيلي مواجهات عسكرية أو كمائن مسلحة واقتصرت فقط على بعض المواجهات".
وبحسب المحلل السياسي، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي اعتمدت في محاربتها للظواهر المسلحة على وجود معلومات وتصريحات ميدانية بقرب هذه المجموعات من إيران، فأصبحت تقتحم وتقصف أحيانًا وتغتال بطرق متنوعة بذريعة أنها تحمي مواطنيها من إحدى أذرع إيران في المنطقة وهو ما تشرعن به عملياتها.
أخبار ذات صلة
ما علاقة التسجيل الصوتي لمحمد الضيف ومخطط إشعال جبهة الضفة الغربية؟
من جهته، قال الباحث في الشأن السياسي الإسرائيلي عصمت منصور لـ"الخليج 365": ازدادت وتيرة الاغتيالات بشكل أكبر مما كانت عليه في الانتفاضة الثانية مع اشتعال مدن ومخيمات الضفة الغربية، وباتت المجموعات الفلسطينية المسلحة تشكل حالة شعبية بعد هدوء استمر قرابة 15 عامًا بقيادة جيل أكبرهم لا يتعدى 30 عامًا، وهو ما يوضح أن هذا الجيل نشأ وكبُر في فترة الهدوء، وهذا لم يمنعه من أن يتحول إلى مقاتل".
وأوضح أن "هناك تحريضًا كبيرًا أعقب معركة سيف القدس أو حارس الأسوار كما أسماها الجيش الإسرائيلي من قبل المسؤولين السياسيين والعسكريين الإسرائيليين تجاه المسلحين الفلسطينيين".
وتابع: "منذ ذلك الوقت انطلقت عمليات الاغتيال التي اعتمدت وسائل وطرق مختلفة في كل عملية، بدءًا من التسلل من خلال قوات خاصة إلى أماكن تواجد المطاردين حتى قصفهم بوساطة طائرة مسيرة".
وأكمل: "مع ازدياد عمليات الاغتيال ووصولها إلى ذروتها في العام 2022 بحسب التقارير الصادرة عن المركز القومي الإسرائيلي للدراسات والبحوث فإنه بالمقابل هناك هاجس فلسطيني كبير من أن تنخفض وتيرة المواجهة وصولًا إلى حالة من الهدوء الكبير التي ستحتاج إلى سنين طويلة لإعادة عمليات المواجهة".
وختم المختص في الشأن الإسرائيلي: "لا يتمتع مطاردو الضفة الغربية بالدعم الكافي الذي يمكنهم من الاستمرار في مواجهة الجيش الإسرائيلي بقدراته الفائقة، حيث يعيش المقاتلون في ظل حصار عسكري ومالي داخل المخيمات لا يمكنهم التحرك بأريحية بسبب وجود مئات الحواجز الإسرائيلية بين المدن والقرى إلى جانب دور الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية وهو ما يسهل عملية اغتيالهم والقضاء عليهم" على حد قوله.