الارشيف / عرب وعالم

"الغارديان": إعلان نتنياهو غزو رفح بين التكتيك والتهديد

محمد الرخا - دبي - السبت 13 أبريل 2024 05:17 مساءً - تفاقمت المخاوف من ازدياد الكارثة الإنسانية في غزة، بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن غزو مدينة رفح، إلى جانب تسريبات بخصوص شراء الحكومة الإسرائيلية 40 ألف خيمة، لتهجير نحو نصف مليون فلسطيني إلى مكان مجهول.

وجاء في مقال نشر عبر صحيفة "الغارديان" البريطانية، ناقش الغزو الإسرائيلي المحتمل للمدينة، أن تهديد نتنياهو باستخدام القوة العسكرية ديباجة مألوفة في الأشهر الأخيرة، يستخدمها كأداة سياسية.

فيما رأى مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن إعلان نتنياهو مجرد تهديد فقط، فقد قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه ليس لدى واشنطن علم بتحديد موعد لأي عملية في رفح، فيما قال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي، إنه "إذا كان لدى نتنياهو موعد لغزو رفح، فهو لم يطلعنا عليه ".

في ضوء ذلك، رأت "الغارديان" في مقالها، أن إعلان نتنياهو المتكرر حول التفويض بغزو رفح قد يخدم أغراضاً أخرى تتجاوز العمل العسكري الفعلي. فمن الممكن أن يكون تكتيكًا لصرف الانتباه عن القضايا الملحة مثل المجاعة المتفاقمة، والتحديات السياسية التي يواجهها نتنياهو داخل إسرائيل.

وربما يكون غزو المدينة يلوح في الأفق، لكنّ هناك احتمالا ان يكون الحديث المستمر عن رفح هدفه تشتيت الأنظار عن الأزمات والانتقادات المستمرة لحكومة نتنياهو.

في حين ذهب بعض المراقبين إلى اعتبار تهديدات نتنياهو بغزو رفح، بأنها تكتيكات تفاوضية للضغط على حماس لقبول شروط إسرائيل لإطلاق سراح الرهائن. وهناك من يعتقد أن تهديداته تهدف إلى استرضاء أعضاء اليمين المتطرف في حكومته مثل إيتامار بن غفير وزير الأمن الداخلي، الذي هدد أخيرا بالإطاحة بنتنياهو، إذا قام بإنهاء الحرب دون شن هجوم كبير على رفح وإلحاق هزيمة كبيرة بحركة حماس.

في السياق ذاته، أفاد الخبير في السياسة الإسرائيلية بمجموعة الأزمات الدولية ميراف زونسزين، بأن تهديد نتنياهو بالغزو يمكن أن يكون ذريعة لإلقاء اللوم على الولايات المتحدة، لعدم قدرة إسرائيل على هزيمة حماس بشكل كامل، وبذلك تتحول الانتقادات إلى واشنطن بسبب معارضتها شن هجوم بري كبير في رفح.

وبحسب الصحيفة، فإن "سرعان ما أصبحت رفح رمزاً في السياسة الإسرائيلية يصعب فهم معناه، ومع ذلك، من الأهمية بمكان أن نتذكر أن وراء الحسابات السياسية تكمن حياة مئات الآلاف من الأفراد النازحين".

بيد أن المقال شدد على أن الوضع الإنساني المتردي يمتد إلى ما هو أبعد من رفح، ويتخلل قطاع غزة بأكمله، ورفض أيضا فكرة أن رفح تمثل خطًا أحمر نهائيًا لا ينبغي تجاوزه، معتبرا أن المعاناة التي يعيشها سكان غزة قد تجاوزت بالفعل حدود القسوة الإنسانية.

وعلى الرغم من الضغوط الدولية، لاسيما تلك التي يمارسها البيت الأبيض، تصر إسرائيل على عرقلة توصيل الإمدادات الغذائية الأساسية إلى المدنيين في غزة؛ إذ تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن اسرائيل تمنع وصول قوافل الغذاء المتجهة إلى المناطق التي تتفشى فيها المجاعة؛ ما يؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

وأظهرت "الغارديان" التناقض الواضح في تعامل إدارة بايدن مع الوضع في غزة؛ فعلى الرغم من التعبير العلني عن معارضتها لغزو رفح الذي من شأنه أن يعرض حياة المدنيين للخطر، إلا أنها تواصل تقديم دعم عسكري كبير لإسرائيل، لاسيما الذخائر التي تم ربطها بشكل كبير بالموت والدمار على نطاق واسع بين المدنيين.

وخلص المقال إلى أن التساؤل الآن، هو ماذا يحدث عندما تتجاوز إسرائيل "الخط الأحمر" وتغزو رفح، استناداً إلى ملاحظات سابقة، يتكهن المقال بتنظيم مزيد من الاحتجاجات الصاخبة والغضب الأخلاقي، مصحوبة بقدر أعظم من مبيعات الأسلحة، ومن ثم سيتم رسم خط أحمر جديد.

Advertisements