الارشيف / عرب وعالم

الرد الإيراني على إسرائيل.. العالم يترقب "تمثيلية مفبركة"

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - السبت 13 أبريل 2024 12:03 صباحاً - محمد حامد

الراصد للأجواء المتعلقة بالرد الإيراني على إسرائيل، إثر حادث ضرب القنصلية في دمشق واغتيال قادة من الحرس الثوري الإيراني، لا يجد سوى كون ما هو قادم عبارة عن "تمثيلية" تم وضع حبكتها الدرامية بين واشنطن وطهران، لحفظ "ماء وجه" الأخيرة..

وهذا الأمر لا يعدُّ جديداً؛ فقد حدث قبل ذلك بالتنسيق بين أمريكا وإيران وبلسان الرئيس السابق دونالد ترامب، في عملية الرد الكارتوني على اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.

وبحسب تصريحات محللين ومتابعين لـ"الخليج 365"، فإن الأدوات التي ستستخدم ما بين صواريخ باليستية ومسيرات إيرانية جاهزة، وحتى الممثلين المشاركين وضيوف الشرف فهم مستعدون، والسيناريوهات تم إعدادها عبر الوسطاء المباشرين وغير المباشرين، سواء كان الاستهداف المتفق عليه لإرضاء جمهور "الإيراني"، عبر طهران بشكل مباشر، وأيضاً من خلال "وكلاء".

وكانت مصادر إيرانية قالت إن طهران نقلت لواشنطن إنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها لن تتعجل.

ومتكئاً على "بندقية"، هاجم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إسرائيل.

ووُضعت البندقية على منصة خلال خلال خطبة ألقاها بمناسبة عيد الفطر، بعد أن قال في تدوينة سابقة على منصة "إكس": "عندما يهاجم الكيان الصهيوني قنصلية إيران في سوريا، فإن ذلك يوازي مهاجمة أراضينا. أخطأ الكيان الخبيث، ويجب أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك".

الاستهداف إذا كان مباشراً من إيران أو من جانب الأذرع، سيكون من خلال صواريخ باليستية وكروز وطائرات مسيرة.

المحلل السياسي والمختص في النزاعات الدولية الدكتور سعد عبد الله الحامد

ويعتقد المحلل السياسي والمختص في النزاعات الدولية الدكتور سعد عبد الله الحامد، أن "الجانب الإيراني قد يوجه ضربات لمواقع عسكرية وغير مدنية إسرائيلية، لاسيما بعد الاتصالات المكثفة والتنسيق مع الجانب الأمريكي، ولن تنطلق تلك الضربات من جنوب لبنان عبر حزب الله فقط".

ويضيف الحامد، في تصريحات لـ"الخليج 365": "هناك سيناريوهات أخرى في هذا الصدد، تكمن في ضربات عسكرية عن طريق الأذرع والمسيرات، بجانب صورة لضربة ايرانية مباشرة، وخاصة أن تل أبيب لديها المعلومات والتفاصيل من الحليف الأمريكي".

ويرى الحامد أنه "في ظل ترتيبات مسبقة وما أشارت إليه عدة تقارير غربية إلى ذلك، لن تكون هذه الضربات الإيرانية المنتظرة إذا حدثت بالتأثير الكبير، خصوصاً مع وجود القوات الأمريكية التي تساند إسرائيل بالمنطقة".

واستطرد: "لكن المعضلة الأكبر في أن هذا الرد الإيراني سيعطي فرصة كبيرة للجانب الإسرائيلي لاستهداف رفح الفلسطينية بشكل أكبر، مما يكون ذريعة لتل أبيب لتوسيع ساحة الحرب بالمنطقة ضد الفلسطينيين".

المحلل السياسي والمختص في النزاعات الدولية الدكتور سعد عبد الله الحامد

وتابع: "الأخطر من التصرف الإيراني، ردة الفعل الإسرائيلية بتوسيع دائرة الحرب تجاه رفح مع وجود إمكانية أكبر لتوسيع للصراع نتيجة للتصعيد الذي سنراه خلال الأيام القادمة والذي سيكون له رد إسرائيلي على جبهات أخرى قد تكون في العراق أو سوريا أو جنوب لبنان، فأصبحت كل الاحتمالات قائمة في هذا الصدد".

ويوضح الحامد أن "الاستهداف إذا كان مباشراً من إيران أو من جانب الأذرع، سيكون من خلال صواريخ باليستية وكروز وطائرات مسيرة"، مرجحاً أن "يتضمن الرد استهدافاً إيرانياً مباشراً لمصالح أو مواقع إسرائيلية، بحسب ما تم التنسيق عليه مع الجانب الأمريكي، لإظهار صورة ردة الفعل الانتقامية ضد ما قامت به إسرائيل في دمشق".

المجتمع الدولي تعلَّم الدرس بعد التساهل مع توسع إيران وسيطرتها على دول مثل سوريا ولبنان والعراق وحتى اليمن.

مدير مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة، سمير سعيفان

فيما يؤكد مدير مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة، سمير سعيفان، أن "تل أبيب تضع طهران في حيرة خاصة أنها تستهدف مواقعها في سوريا منذ عام 2012، فضلاً عن ضرب مواقع داخل إيران نفسها، ما يحرج الأخيرة الى حد بعيد ويضعف هيبتها وقوتها".

ويشير أن "طهران تعلم جيداً أن الرد الفعلي سيكلفها الكثير، لأن إسرائيل لن تصمت عملياً، وستجر أمريكا لتشارك معها إذا وسعت إيران ردها، لذلك فهي لن ترد مباشرة، في ظل تصريحات الصبر الاستراتيجي".

ويلفت سعيفان، في تصريحات لـ"الخليج 365"، أن "الرد الإيراني من خلال أذرعه له قيود، حيث أن حزب الله نفسه يتخوف من التوسع في ذلك، مما له من نتائج باتساع دائرة المواجهة من جانب إسرائيل التي لا تريد حالياً فتح جبهتين، ولكن هناك أطراف وقوى داخل إسرائيل تريد بشكل أو بآخر القضاء على حزب الله بشكل نهائي".

ويشير سعيفان أن "الرد الإيراني سيكون محدوداً عملياً، بحيث أنه يرد بعض من ماء الوجه لطهران دون دفع إسرائيل بأن ترد بشكل كبير".

مدير مركز

مدير مركز "حرمون" للدراسات المعاصرة، سمير سعيفان

واستبعد سعيفان أن "يكون الرد الإيراني في إطار القيام بعمليات ضد سفارات أو قنصليات أو شركات أو مصالح إسرائيلية خارج المنطقة في أوروبا أو أمريكا"، موضحاً أن "هذا الأمر يتجنبه الإيرانيون نظراً لإدراك طهران مسبقاً مدى قسوة رد الفعل العالمي في حالة القيام بعملية أو استهداف من هذا النوع، لاسيما أن المجتمع الدولي تعلَّم الدرس بعد التساهل مع توسع إيران وسيطرتها على دول مثل سوريا ولبنان والعراق وحتى اليمن، ولكن الانطلاق خارج هذه الجغرافيا، سيؤدي إلى استفزاز الكثير من دول العالم بشكل كبير ولن يتم القبول به".

أخبار ذات صلة

يديعوت أحرونوت: إسرائيل أقرّت "خطة الرد" على الهجوم الإيراني المحتمل

بينما يقول الباحث في الشؤون الاستراتيجية، عمار عثمان، إن "الضربة الإيرانية التي تم الاتفاق عليها عبر وسطاء، ستكون لها رسائل عدة، لذلك لا تمانع أمريكا في إتمامها بشكل لا يكون له ضرر حقيقي أو آثار صعبة على مواقع ومصالح إسرائيلية".

ويضيف أن "الاتفاق تمت صياغته وتحديد الشكل وحتى الوقت، فالأمر ليس بجديد عن هذه التمثيلية التي لها من يتقنون في ضبط محاور السيناريوهات بين طهران وواشنطن مثلما فضح ترامب من قبل".

ويستكمل عمار، في تصريحات لـ"الخليج 365": "الهدف الرئيس الإيراني من الرد المفبرك المتفق عليه، بعث رسائل لحلفائها وأذرعها في العراق واليمن وسوريا ولبنان بأنها قوية ولا تترك ثأرها، وأن رهانهم على ولاية الفقيه في محله، بينما تكون الرسائل الأهم للأتباع من الناس البسطاء، بأن طهران التي تحقق الحلم الذي تمت الدعاية له فيما يتعلق بالمقاومة، مازال متمثلا في إيران وجمهوريتها بهذا التكوين".

Advertisements