محمد الرخا - دبي - الجمعة 12 أبريل 2024 03:07 مساءً - تمثل القيادة ليلاً تحديًا كبيرًا للعديد من الأفراد، حيث تؤدي التغيرات المرتبطة بالعمر في الرؤية إلى تفاقم هذه الصعوبات.
ووفقًا لبحث جديد أجرته منصة تحليل البيانات "جيتنكس"، يواجه 10% من السائقين مشكلات تتعلق بالرؤية الليلية، في حين يشعر 62% بثقة أقل خلف عجلة القيادة بعد غروب الشمس مقارنة بالقيادة أثناء النهار.
وهذه المخاوف ليست بلا أساس، إذ أن ما يقرب من 40٪ من الحوادث تحدث أثناء الليل أو ساعات الصباح الباكر، مع احتمال أن تؤدي مثل هذه الحوادث إلى وفيات بمقدار الضعف مقارنة بحوادث النهار.
سبب تحديات الرؤية
وبحسب البحث، يمكن أن تبدأ تحديات الرؤية أثناء القيادة الليلية في وقت مبكر من العمر، إذ قد تظهر في أواخر العشرينيات إلى أوائل الثلاثينيات. ويعزو أطباء العيون هذه التغييرات إلى أنماط الحياة الحديثة، ولا سيما التعرض لفترات طويلة للشاشات الرقمية مما يؤدي إلى متلازمة جفاف العين.
ويؤثر جفاف العين، الذي يتميز بعدم كفاية إنتاج الدموع وما ينتج عنه من إزعاج، بشكل خاص على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة الرؤية، خاصة عند التعب.
بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني البالغون في أوائل الأربعينيات وحتى منتصفها من طول النظر الشيخوخي، وهي حالة تقلل من التركيز عن قرب، في حين أن إعتام عدسة العين، الذي يتميز بتكوين عدسة غائمة، يصيب عادة كبار السن، مما يسبب زيادة الحساسية للأضواء والوهج.
كما يشكل الضمور البقعي المرتبط بالعمر ومرض الزرق، أو ما يعرف بالجلوكوما، مخاطر كبيرة، مما يضعف الرؤية المركزية والمحيطية، ويؤثر على القدرة على القيادة.
ويعد التمييز بين صعوبة القيادة ليلاً والعمى الليلي الحقيقي أمرًا بالغ الأهمية. ففي حين أن الأول ينبع غالبًا من عيوب في النظام البصري تتفاقم بسبب الإضاءة الخافتة، فإن الأخير، والذي يتمثل في حالات مثل التهاب الشبكية الصباغي، يؤدي إلى فقدان شديد أو كامل للرؤية في البيئات منخفضة الإضاءة.
تجنب الحوادث ليلا
ولمواجهة هذه التحديات وتعزيز سلامة القيادة ليلاً، يعد التعاون مع مقدمي الرعاية الصحية أمرًا بالغ الأهمية، اذ يمكن لفحوصات العين الروتينية اكتشاف وعلاج الحالات الأساسية التي تؤثر على الرؤية، في حين يمكن وصف النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة للحصول على الوضوح الأمثل. كما ان تطبيق قاعدة 20/20/20، حيث يأخذ الأفراد فترات راحة منتظمة من وقت الشاشة للتركيز على الأشياء البعيدة، يمكن أن يخفف من إجهاد العين والجفاف المرتبط باستخدام الأجهزة الرقمية لفترة طويلة.
وأثناء القيادة الليلية، يمكن لاستراتيجيات مثل تجنب التعرض المباشر للمصابيح الأمامية القادمة، والحفاظ على نظافة الزجاج الأمامي، وضبط إضاءة لوحة القيادة، أن تخفف من الوهج وتحسن الرؤية. وتوصي جمعية البصريات الأمريكية باستخدام مصابيح الضباب في الطقس العاصف، وارتداء نظارات طبية ذات طبقات مضادة للانعكاس، وإعادة توجيه فتحات التهوية بعيدًا عن الوجه لمنع جفاف العين.