الارشيف / عرب وعالم

بعد أن عززت علاقاتها بالجيش السوداني.. ماذا تريد طهران من الخرطوم؟

محمد الرخا - دبي - الجمعة 12 أبريل 2024 03:07 مساءً - عزز الجيش السوداني علاقاته مع إيران بعدما زودته بمعدات عسكرية ساعدته في حربه ضد قوات الدعم السريع العسكرية، في وقت تُثار فيه التساؤلات حول المقابل الذي تسعى إليه طهران في السودان.

وبعد مرور عام على الحرب السودانية، أقر الجيش السوداني بحصوله على طائرات مسيّرة إيرانية الصنع مكنته من تحويل دفة الصراع ووقف تقدم قوات الدعم السريع واستعادة أراضٍ حول العاصمة، وفقًا لما نقلته "رويترز"، يوم الأربعاء.

وحذَّر محللون من تزايد النفوذ الإيراني في السودان نتيجة هذا التقارب، وأن ذلك قد يمكن طهران من السيطرة على البحر الأحمر ما قد يشعل الصراع في المنطقة الملتهبة.

وقال المحلل السياسي عباس التجاني، إنه "من الواضح أن توطيد العلاقة بين السودان وإيران يجني مكاسبها الجيش السوداني من خلال الحصول على الأسلحة التي يستخدمها في الصراع مع قوات الدعم السريع، بيد أنه من غير الواضح ما المقابل الذي ستحصل عليه طهران نظير ذلك".

وذكر التجاني لـ"الخليج 365"، أن "الراجح هو سعي إيران للحصول على موطئ قدم في مياه البحر الأحمر لأهميتها الإستراتيجية بالنسبة لها".

وأضاف أن "طهران قد تكون مستعدة لدفع أي ثمن مقابل تمكينها من منطقة البحر الأحمر، لكنها لم تنسَ ملابسات قطع العلاقات معها وطرد سفيرها من الخرطوم في العام 2016".

وأوضح التجاني، أن "إيران والسودان يتعاملان بحذر مع بعضهما البعض"، مستدلًا بعدم تبادل السفراء بشكل رسمي حتى الآن رغم الحديث عن إعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما.

وكانت وزارتا الخارجية السودانية والإيرانية، أعلنتا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في بيان مشترك، أنهما "ستستأنفان علاقاتهما السياسية والدبلوماسية بما يخدم مصالح البلدين"، وذلك عقب الاتصالات التي جرت بين كبار المسؤولين في الجانبين خلال الأشهر الأخيرة.

وبعد أن أثار التقارب السوداني الإيراني مخاوف دول غربية، اجتمع وزير الخارجية السوداني، علي الصادق، مع السفراء المعتمدين والمقيمين في البلاد.

ونقل لهم الوزير خلال الاجتماع أن "إعادة العلاقات بين السودان وإيران، أمر طبيعي ولا يثير علامات استفهام، حيث إن العلاقات كانت مقطوعة وتمت إعادتها، وهذا أمر طبيعي بين الدول في العلاقات الدبلوماسية"، وفق ما نشرته وكالة السودان للأنباء.

تهدد المنطقة

من جهته، رأى المحلل السياسي علاء الدين بابكر، أن "إيران تريد من وراء دعمها للجيش السوداني السيطرة على منطقة البحر الأحمر حتى تتمكن من التحكم في حركة الملاحة في المنطقة".

وتوقع بابكر في تصريحات لـ"الخليج 365"، أن "منطقة البحر الأحمر هي محل تنافس وصراع دولي، وأن أي محاولة لسيطرة إيران عليها ستشعل الصراع، وسيجر ذلك المزيد من الأزمات على السودان".

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلت، في الرابع من مارس/ آذار الماضي، عن مسؤول استخباراتي سوداني قوله إن "الجيش رفض منح إيران إذنًا بإنشاء قاعدة عسكرية بحرية دائمة على البحر الأحمر مقابل إمداد الجيش بسفينة حربية قادرة على حمل مروحيات ومسيّرات".

وبعد ساعات من نشر الصحيفة الأمريكية هذا الخبر، نقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر عسكرية قولها إن "مصدر المعلومة في التقرير الأمريكي شخص منتحل صفة مستشار قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، ولا وجود له على الواقع".

وكان موقع "بلومبيرغ" الأمريكي كشف، في يناير/ كانون الثاني الماضي، عن دور إيراني مباشر في الصراع العسكري الذي يشهده السودان، وأكد أنه يغذي النزاع في البلاد، ويهدد الاستقرار في المنطقة.

وقال تقرير، نشره الموقع، إن "إيران تدخلت بشكل مباشر في الصراع الدائر في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بطريقة تحيزت فيها للجيش السوداني، بتزويده بالطائرات دون طيار".

وقبل أسابيع قالت المدير القطري للجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف، إن الهجمات التي تشنها ميليشيا الحوثي على السفن في البحر الأحمر، أدت إلى إعاقة شحنات المساعدات الحيوية للسودان وزيادة تكاليف الوكالات الإنسانية؛ ما يعرض الملايين لخطر المجاعة.

وأجبرت الهجمات الحوثية على السفن التي تحمل المساعدات من آسيا إلى بورتسودان، على الإبحار حول أفريقيا واجتياز البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تدخل البحر الأحمر عبر قناة السويس من الشمال؛ ما يؤدي إلى تأخيرات كبيرة وزيادة في التكاليف، وفقًا للمسؤولة.

Advertisements