الارشيف / عرب وعالم

إسقاط حكم حماس في غزة.. هل يمثل هدفا استراتيجيا لإسرائيل؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الجمعة 12 أبريل 2024 05:17 صباحاً - أثار الإعلان المتكرر للقادة الإسرائيليين، السياسيين والعسكريين، بشأن العمل على إسقاط حكم حركة حماس في قطاع غزة، واعتبارها هدفًا استراتيجيًا لإسرائيل، تساؤلات حول حقيقة سعي حكومة بنيامين نتنياهو لتحقيق هذا الهدف.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أكد القادة الإسرائيليون أن الهدف الرئيسي للحرب على غزة يتمثل في إسقاط حكم حماس في غزة، وأن ذلك يحتاج لعدة أشهر؛ إلا أن بعض القادة أكدوا، أخيرًا، أن مثل هذا الخيار يحتاج لعمل عسكري ضد حماس حتى عام 2027.

رئيس الجناح السياسي لحركة حماس في غزة يحيى السنوار، خلال مسيرة سابقة في غزة أ ف ب

حكم مدني

وأكد تقرير إسرائيلي أن تل أبيب تعمل بحكم الأمر الواقع على إدامة الحكم المدني لحماس في غزة، ما يعني أن إسرائيل تريد بسط سيطرتها الأمنية على القطاع، والسماح للحركة الفلسطينية بإدارة شؤون السكان وأمور حياتهم اليومية.

وأوضح التقرير، الذي أعدته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أنه بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من خان يونس، وعودة أعداد كبيرة من السكان إلى منازلهم المدمرة، عاد عدد من نشطاء حماس لفرض سيطرة الحركة على المدينة.

وبين أن "إسرائيل تصر على عدم استخدام الآلاف من نشطاء حركة فتح الذين يعيشون في قطاع غزة كآلية، حتى لو كانت إدارية بيروقراطية، لتحل محل حكم حماس"، مشيرًا أن الأشهر التي مرّت تزيد من صعوبة تحقيق الأهداف الأكثر تواضعًا لتدمير حماس.

وأشار أن "عناصر حماس يتحركون بملابس مموهة وبدون أسلحة ثقيلة، وأنه في غياب حكومة أخرى، فإن إسرائيل تعمل بحكم الأمر الواقع على إدامة حكم حماس المدني في غزة، وتساعدها على البقاء لأعوام مقبلة".

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي بارز في حماس وسط غزة

اتفاق دائم

ويرى المحلل السياسي يونس الزريعي، أنه "رغم التصريحات المتكررة بشأن العمل على إسقاط حكم حماس في غزة؛ إلا أن إسرائيل لا تريد تحقيق هذا الهدف"، مشددًا أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو التوصل لاتفاق دائم مع حماس.

وأوضح الزريعي، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "الأهداف الأساسية لنتنياهو من حرب غزة سياسية، فهو يسعى من خلالها لضمان مستقبله السياسي والإبقاء على حكومته".

وتابع: "تدمير حماس هو هدف يروج له نتنياهو لتخفيف الضغط الداخلي عليه".

ووفق تقدير الزريعي، فإن "إسرائيل تريد إنهاء الحرب بالتوصل لاتفاق مع حماس على تقاسم حكم قطاع غزة، بحيث يكون للأولى السيطرة الأمنية، في حين يكون للثانية السيطرة المدنية"، مبينًا أن اتفاقًا من هذا النوع يحتاج لوقت من أجل التوصل إليه.

وأشار أن "حماس ربما تكون مستعدة للتوصل لمثل هذا الاتفاق بشكل غير مباشر مع إسرائيل؛ إلا أن بعض قياداتها يشكلون عائقًا أمام تحقيق ذلك، الأمر الذي سيدفعها لإزاحة المعارضين عن دائرة صنع القرار".

وقال الزريعي إنه "من أجل تحقيق ذلك، ستعمل حماس على إجراء تغييرات جذرية في هيكلها السياسي والعسكري خلال الفترة المقبلة"، مؤكدًا أن استمرار حكم حماس في غزة هو أهم أهدافها، وهي مستعدة لدفع أي ثمن مقابل ذلك.

جنود إسرائيليون في غزة

جنود إسرائيليون في غزةرويترز

هدف احتياطي

ومن جابنه، قال الكاتب والمختص في الشأن الإسرائيلي، تيسير عابد، إن "إبقاء حماس على رأس الحكم في غزة هدفًا احتياطيًا لإسرائيل، في حال لم تنجح في القضاء على حماس عسكريًا ومدنيًا"، مبينًا أن الهدف الأول هو تدمير الحركة والانتصار عليها.

وأوضح عابد، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "الهدفين غير متناقضين، فإسرائيل تعمل على تدمير القدرات العسكرية لحماس، فيما لا تريد تدمير الحركة، بمعنى أنها ترغب في تطويعها من أجل حكم غزة في إطار الرؤية الإسرائيلية".

وأضاف أن "القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل تعمل على تحقيق هذا الهدف من خلال الخطط العسكرية بمختلف مدن القطاع، رغم أن ذلك سيعرض نتنياهو لانتقادات سياسية كبيرة من المعارضة الداخلية وشركائه بالحكومة".

وبين عابد أن "نتنياهو يدرك أن إبقاء حكم حماس في غزة رغبة أمريكية أيضًا، خاصة أن تدمير الحركة يحتاج لمسح غزة بالكامل، في ظل اختفاء قادتها وعناصرها العسكريين داخل الأنفاق"، مدللًا على ذلك بتردد نتنياهو في اجتياح مدينة رفح.

وأشار إلى أن "نتنياهو يعمل على ترويج فكرة القضاء على حماس من أجل تحقيق مكاسب سياسية، وإنقاذ مستقبله السياسي"، مؤكدًا أن نتنياهو يدرك بأنه لا يوجد بديل أفضل من الحركة لحكم القطاع، وضمان الهدوء على الجبهة الجنوبية.

وأكد عابد أن "عودة عناصر حماس إلى خان يونس بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منها، يؤكد فشل أي محاولات للقضاء على الحركة، خاصة أنها قادرة على الاختباء من الاستهداف والعودة مجددًا".

وقال "ليس أمام إسرائيل سوى ترويض حماس وإبقاء حكمها مدنيًا".

Advertisements