محمد الرخا - دبي - الخميس 11 أبريل 2024 03:03 مساءً - كشف قيادي فلسطيني، أن ضغوطًا مورست على حركة حماس من قِبل الوسطاء للتنازل عن عدد من شروطها المتعلقة بالتهدئة، خاصة ما يتعلق بعودة النازحين إلى غزة وشمالها، وهي القضية الخلافية الأبرز في المفاوضات.
وأوضح القيادي، الذي فضَّل عدم الكشف عن اسمه، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "الوسطاء يطالبون حماس بالقَبول بشروط إسرائيل المتعلقة بالعودة التدريجية للنازحين، وأن تكون التهدئة على مراحل يتم خلالها تنفيذ بنودها".
وأشار إلى أن "الوسطاء يريدون أن تبدي حماس مرونة أكثر في ما يتعلق بأسماء الأسرى الذين تطالب إسرائيل بالإفراج عنهم مقابل الرهائن والمحتجزين لديها"، مشددًا على أن الحركة لم تُبدِ موافقة على ذلك.
وأضاف: "رغم تمسّك حماس بشروطها للتهدئة فإنها تبدي مرونة في المباحثات، وتسعى للتوصل لحل وسط يمكّنها من التوافق على تهدئة، خاصة أن فشل المفاوضات يعني الدخول في مرحلة جديدة من الحرب، وهو ما لا تريده الحركة".
وأكد القيادي أن "حماس لم تعطِ ردًّا نهائيًّا على ضغوط الوسطاء، إلا أنه من المرجح أن تُعرَض صيغة معدلة على الجانبين خلال الأيام المقبلة".
ورجَّح أن تبدي الحركة مرونة أكبر وأن توافق على خطة العودة التدريجية للنازحين.
أخبار ذات صلة
تحولات أوصلت محادثات وقف إطلاق النار في غزة إلى "نقطة حرجة"
واصطدمت مقترحات التهدئة في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل بشروط متبادلة من الجانبين، فيما تُمارَس ضغوطٌ هائلةٌ من الوسطاء الدوليين والإقليميين لإنجاز صفقة لتبادل أسرى ووقف إطلاق النار.
وتطالب إسرائيل الولايات المتحدة بمنحها "فيتو" في وجه أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين تطالب حماس بإطلاق سراحهم، وذلك إثر الاقتراح الأمريكي بالإفراج عن 900 أسير، مئة منهم من "الأسماء الثقيلة"، وفق تقارير عبرية.
ولكن تل أبيب تطالب بدورها بتمكينها من ترحيل الأسرى، الذين سيتم إطلاق سراحهم، من غزة والضفة الغربية، فيما تطالب حماس بوقف نهائي لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وزيادة تدفق المساعدات.
وأوضحت الحركة، في بيان لها الثلاثاء، أنها "ستدرس المقترح وستقدم ردَّها للوسطاء، واصفة الموقف الإسرائيلي بـ "المتعنت".
من جهته أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديد موعد لاجتياح رفح، التي تؤوي مئات الآلاف من النازحين.
أخبار ذات صلة
بعد اغتيال أبناء هنية.. أولمرت: إسرائيل رسمت أسوأ صورة لنفسها
ويرى أستاذ العلوم السياسية، مصطفى قبها، أن "الفجوة لا تزال كبيرة بين حماس وإسرائيل للتوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة".
ولفت إلى أن الاتفاق بحاجة إلى جهود أكبر من الوسطاء وضغوط على الطرفين من أجل إنهاء الحرب.
وأوضح قبها، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "ما تريده إسرائيل يمثل هزيمة كبرى لحماس في الشارع الفلسطيني وسيؤدي لإضعاف سيطرتها على القطاع، وتراجع شعبيتها بشكل كبير، كما إن ما تريده الحركة يمكن أن يؤدي لإسقاط حكومة نتنياهو".
وأشار إلى أن "الشروط المتبادلة تقف عائقًا أمام التوصل لتهدئة، وأن الجانبين بحاجة لصيغة توافقية معدلة يمكن أن تحقق لهما الأهداف السياسية والعسكرية المرجوة".
وشدد على أن حماس تحتاج لصفقة تبادل أسرى قوية وعودة كافة النازحين.
وأضاف: "بتقديري، حماس تبدي مرونة كبيرة في شروطها بخلاف ما هو معلن من جانبها، وذلك في إطار سعيها لتجنب مرحلة جديدة من الحرب ستستهدف بالدرجة الأولى مدينة رفح جنوبي القطاع".
وبيّن قبها أن حماس معنية بوقف الحرب دون اجتياح الجيش الإسرائيلي لرفح.
وحسب المحلل السياسي، فإن "حماس ستبدي مرونة أكبر، وستوافق على بعض مطالب إسرائيل التي قد تكون غير معلنة في ما يتعلق بالوضع الأمني لغزة وعودة النازحين، مقابل التوافق على صفقة لتبادل الأسرى تشمل شخصيات وازنة في الشارع الفلسطيني".