محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 07:10 مساءً - تسعى الجزائر إلى تنشيط علاقاتها مع محيطها الإفريقي وذلك في ظل توتر العلاقات مع النيجر ومالي، لأسباب من أبرزها ترحيل المهاجرين غير النظاميين.

ويجري وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف جولة إفريقية بدأها من رواندا ثم كينيا، حيث بحث في كلا البلدين تعزيز العلاقات الثنائية في ظل ما تشهده القارة الإفريقية من تطورات على الصعيدين السياسي والعسكري.

وتأتي الجولة بعد أيام من استدعاء النيجر للسفير الجزائري لديها احتجاجا على ما وصفته بـ "معاملة سيئة" للمهاجرين غير النظاميين، وهي خطوة واجهتها الجزائر بإجراء مماثل.

وقال جبرين عيسى الباحث في الشؤون الإفريقية إن "جولة عطاف الإفريقية تعكس توجه الجزائر الجديد من أجل تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية أكثر مما كانت عليه خاصة قبل 2020، حيث كانت الجزائر قبل هذا التاريخ تركز فقط على دول الجوار في الساحل بالنسبة لعمقها الإفريقي وتسعى دائما إلى ربط هذه العلاقات بأبعاد أمنية واقتصادية".

وأضاف عيسى لـ"الخليج 365" أن "الجزائر تسعى الآن إلى توسيع نفوذها في دول العمق الإفريقي"، مشيرا إلى أن هذه "المساعي تصب في خانة إعادة تموضع الدبلوماسية الجزائرية في إفريقيا وخطوات لا تعني أن الجزائر تبتعد عن محيطها الإقليمي خاصة دول الجوار مثل مالي والنيجر".

وأشار إلى أن "الأزمات التي وقعت خلال الفترة الماضية مع النيجر ومالي، إنما هي أزمات عابرة والقيادتين في نيامي والجزائر قادرتان على حلها دون أي تصعيد".

ورأى المحلل السياسي المتخصص في الشؤون الإفريقية محمد صالح العبيدي أن "الجزائر تسابق الزمن لإعادة ترميم علاقاتها مع المحيط الإفريقي خاصة في ظل الانتكاسات مع مالي التي ألغت العمل باتفاق السلم والمصالحة المبرم في 2015 وأيضا التوتر مع النيجر بسبب المهاجرين".

وقال العبيدي لـ"الخليج 365" إن "الجزائر قد تذهب بعيداً عن الزيارات والجولات الدبلوماسية إلى اتخاذ إجراءات من شأنها تهدئة علاقاتها مع هذه الدول خاصة بعد تعيين سفراء جدد"، مشيراً إلى وجود مساع لإعادة الأمور إلى نصابها خاصة في ظل التسابق الدولي والإقليمي.

وأكد بأن القيادة الجزائرية قادرة على المرور بعلاقاتها مع الدول الإفريقية سواء مالي أو النيجر إلى مربع آخر شريطة اتخاذ إجراءات جدية في علاقة بعدة ملفات خاصة الشؤون الداخلية لهذه الدول.