الارشيف / عرب وعالم

كيف تتفاعل الحيوانات مع كسوف الشمس الكلي؟

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 01:06 مساءً - تظهر الحيوانات مجموعة من السلوكيات خلال كسوف الشمس الكلي بدءًا من القلق وحتى التصرفات غير المتوقعة، وذلك وفقًا لمجموعة متنوعة من التقارير والدراسات القصصية، ولطالما اهتم الباحثون بكيفية استجابة المخلوقات لهذا الحدث السماوي؛ مما حفز التعاون بين عشاق الطبيعة والعلماء.

وقالت مجلة "سميثسونيان"، إنه بالتزامن مع متابعة هذا الحدث، سيعمل العلماء على مراقبة سلوك الحيوانات في العديد من حدائق الحيوان عبر مسار كسوف الشمس الكلي لمعرفة ردود أفعالها تجاه الظلام المفاجئ وغير المتوقع.

وستكون هذه الدراسة امتدادا لملاحظاتهم من أحدث كسوف كلي حدث في عام 2017 في الولايات المتحدة، عندما بدأت السلاحف المستقرة عادة في التجول، وركضت الزرافات باضطراب، وشرعت قرود السيامنغ (من فصيلة الجيبون) في جوقة مفاجئة وصاخبة من الصراخ.

بدورها، توضح كلير فيرجنو-جروسيه، أستاذة طب الحيوان في كلية الطب البيطري في جامعة مونتريال، كيف يمكن للكسوف الكلي أن يعطل روتين الحياة البرية، مشيرة إلى أن معظم التقارير عن سلوك الحيوانات أثناء الكسوف هي روايات، ولكن من الواضح أن بعض الحيوانات تتفاعل بشكل غير عادي أثناء الأحداث الشمسية.

وعندما يحدث الكسوف، على الرغم من أنه من الناحية الفنية نهارا، ستبدأ العديد من الحيوانات في التصرف كما تفعل عادة عند حلول الظلام، وتبدأ روتينها المسائي المعتاد.

وبحسب كلير ترتبط دورات المد والجزر الشمسية والقمرية ارتباطا وثيقا بعدد من الأنظمة الهرمونية، بما في ذلك الميلاتونين الذي يؤثر على دورات نومنا، ولكن الميلاتونين يساعد أيضا في تنظيم العديد من الأنظمة الهرمونية المهمة الأخرى في المملكة الحيوانية، بما في ذلك النشاط الإنجابي، وطرح الريش، وعادات الصيد والتغذية؛ لذلك يمكن أن تؤثر مستويات الضوء على استجابات الحياة البرية بعدة طرق.

لكن التغيرات السلوكية التي تظهر أثناء الكسوف تكون عابرة؛ لذلك من الصعب دراستها أو تحديد أنماطها.

وأضافت المجلة أنه من المعروف أن الطيور والثدييات وحتى بعض الحشرات تظهر سلوكيات غير نمطية، وعلى سبيل المثال، الطيور التي تنشط عادة خلال النهار سوف تتوقف عن الغناء، تماما كما تفعل عند الغسق، وكذلك ستبدأ بعض الضفادع بالنعيق في المساء. وقد تستيقظ الخفافيش أيضا وتطير كما لو أن الليل قد حل.

كما يصف أحد التقارير أن أفراس النهر في أفريقيا بدأت في الانسحاب من مجاري أنهارها في النهار أثناء الكسوف.

وشوهدت بعض أنواع المفصليات في أمريكا الجنوبية وهي تحطم شبكاتها، وهو ما تفعله عادة في المساء.

وتوضح كلير أن التهديد الأكبر يأتي من الزيادة المحتملة في التفاعلات بين الإنسان والحيوان.

عادة قد تظهر الحيوانات الليلية، وتعود الأنواع النهارية إلى أوكارها، في الأوقات التي يكون فيها البشر ما يزالون نشيطين للغاية، ويمكن أن يكون خطرا على كل من الحيوانات والبشر. على سبيل المثال، تم الإبلاغ عن زيادة في نفوق الحيوانات على الطرق في الولايات المتحدة خلال أحد الكسوفات.

وأشارت كلير إلى أنه قد يبدو من المعقول أن تُظهر الحيوانات تغيرات سلوكية ممتدة في المناطق التي تظل مظلمة لفترة أطول أثناء الكسوف الكلي، لكن الأدلة ما تزال غير كافية.

وقد تواجه الحيوانات ذات الدم البارد، مثل الزواحف والأسماك، انخفاضا مؤقتا في عملية التمثيل الغذائي الخاصة بها أثناء الكسوف، حيث تتأثر درجة حرارتها الداخلية بشكل مباشر بدرجات الحرارة المحيطة.

ومع اقتراب كسوف كلي آخر للشمس، يتوق الباحثون إلى جمع بيانات جديدة عن تفاعلات الحيوانات، حيث يوفر كسوف هذا العام، الذي يمتد على مساحة أوسع من القارة، فرصة لدراسة مجموعة واسعة من الأنواع والبيئات.

وختمت المجلة بالقول، إنه في حين أن ندرة كسوف الشمس الكلي تعني أن تأثيرها على الحياة اليومية ضئيل، فإن دراسة استجابات الحيوانات ترضي فضول الإنسان الأساسي، ولا سيما أن فهم كيفية تفاعل الكائنات مع مثل هذه الظواهر يساهم في معرفتنا بالعالم الطبيعي، ويسلط الضوء على الترابط بين جميع الكائنات الحية.

Advertisements