محمد الرخا - دبي - الأربعاء 10 أبريل 2024 01:06 صباحاً - تعمل الصين على تكثيف "لعبتها الخطيرة" في بحر الصين الجنوبي، على نحو يهدد بجر الولايات المتحدة إلى معركتها مع الفلبين، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
وفي أوائل الشهر الماضي استخدمت سفينتان تابعتان لخفر السواحل الصينية، خراطيم المياه ذات الضغط العالي لتحطيم الزجاج الأمامي لقارب فلبيني، ما أعاق مهمته في توصيل الإمدادات إلى موقع عسكري.
وتكرر هذا "العمل العدواني"، بحسب الصحيفة، بعد أسابيع خلال محاولة أخرى لإعادة الإمداد، ما أدى إلى إلحاق المزيد من الأضرار بالسفينة وإصابة 3 من أفراد البحرية الفلبينية. وتهدف هذه التكتيكات إلى عرقلة جهود مانيلا للحفاظ على وجودها في منطقة سكند توماس شول، وهي منطقة مرجانية متنازع عليها تطالب بها الصين كجزء من تأكيداتها الإقليمية التوسعية في المنطقة.
وأثارت المواجهات المكثفة مخاوف بين صناع السياسات بشأن احتمال وقوع حادث خطير يمكن أن يدفع الفلبين إلى تفعيل معاهدة الدفاع المشترك مع الولايات المتحدة؛ مما قد يتصاعد إلى صراع أوسع.
ويسلط هذا التخوف الضوء على أهمية بحر الصين الجنوبي كنقطة محورية للمناقشات حيث يجتمع الرئيس بايدن مع نظرائه من الفلبين واليابان في قمتهم الثلاثية الافتتاحية في واشنطن.
ووصف الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، التصرفات الصينية بأنها عدوانية وخطيرة، مؤكدًا على الطبيعة المحفوفة بالمخاطر للوضع. ومن الممكن تفعيل معاهدة الدفاع المشترك بين واشنطن ومانيلا ردًا على أي هجوم مسلح تشنه الصين، وهو السيناريو الذي يستلزم اتخاذ قرارات سياسية صعبة.
وفي أعقاب الأحداث الأخيرة، أشار الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن إلى ردٍ حازم على استفزازات الصين، فوافق على تدابير وُصفت بأنها "متناسبة ومتعمدة ومعقولة" لمواجهة ما وصفها بالإجراءات غير القانونية والقسرية. وفي حين لم يتم الكشف عن تفاصيل هذه التدابير، أكد الرئيس ماركوس عزم الفلبين على عدم الاستسلام في مواجهة العدوان الصيني.
ووفقًا لوول ستريت جورنال، تواجه الولايات المتحدة التحدي المتمثل بردع المزيد من العدوان الصيني دون تصعيد التوترات، إذ تستمر الدوريات المشتركة بين الجيشين الأمريكي والفلبيني في بحر الصين الجنوبي، منذ نوفمبر/تشرين الثاني، حيث تتمركز السفن الحربية الأمريكية غالبًا بالقرب من سكند توماس شول أثناء مهام إعادة الإمداد الفلبينية. ويعمل هذا الوجود على الإشارة إلى دعم الولايات المتحدة لحليفتها مع تجنب المشاركة المباشرة.
وبالإضافة إلى التعاون العسكري، تعمل الولايات المتحدة على تعزيز التحالفات في المنطقة لمواجهة عدوانية الصين، حيث تؤكد التدريبات البحرية المتعددة الجنسيات، التي تشارك فيها الولايات المتحدة واليابان وأستراليا والفلبين، على الاستجابة الجماعية للتحديات الأمنية الإقليمية. وتهدف مبادرات مثل اتفاقيات الوصول المتبادلة إلى تعزيز التعاون العسكري، ودعم السلام والاستقرار في المنطقة.
وعلى الرغم من الجهود الدولية لمعالجة التوترات دبلوماسيًا، فإن الصين تصر على الحل الثنائي للنزاعات وتتهم الجهات الفاعلة الخارجية، خاصة الولايات المتحدة، بالتدخل.
وأدت مطالبات بكين البحرية التوسعية والحشد العسكري في بحر الصين الجنوبي إلى تفاقم المخاوف الإقليمية؛ مما أثار دعوات لتعزيز تدابير الردع.
ويدعو الخبراء إلى اتباع نهج معايرة للردع، ويقترحون مراقبة وثيقة للتحركات الصينية وتعزيز محتمل لدعم العمليات الفلبينية. ومع ذلك، فإن خطر سوء التقدير لا يزال قائمًا، مما يسلط الضوء على الحاجة إلى دبلوماسية حذرة وجهود وقف التصعيد لمنع تصعيد خطير للأعمال العدائية في بحر الصين الجنوبي.