الارشيف / عرب وعالم

هل تعرف كيف تتعامل مع مصاب اضطراب طيف التوحد؟

محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 9 أبريل 2024 01:14 مساءً - يعرف اضطراب "طيف التوحد" بأنه حالة عصبية متعددة الأوجه تؤثر بشكل كبير على سلوك الفرد وتفاعلاته الاجتماعية وقدراته على التواصل.

ومع تشخيص إصابة طفل واحد تقريبًا من بين كل 44 طفلًا في الولايات المتحدة وحدها باضطراب "طيف التوحد"، فإن فهم تعقيدات هذا الاضطراب يعد أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز الدعم والوعي داخل المجتمعات.

وبحسب تقرير نشره موقع CNET العلمي، يظهر اضطراب "طيف التوحد" بشكل فريد في كل إصابة، حيث يظهر اختلاف الأعراض، ومستويات الشدة من فرد إلى اخر.

وفي حين أن بعض الأفراد المصابين بالتوحد يمكنهم التعامل مع الحياة اليومية بشكل مستقل، فإن آخرين يحتاجون إلى مساعدة كبيرة. 

وتؤكد الإحصائيات الأخيرة، الصادرة عن "مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها"، على طبيعة انتشار اضطراب "طيف التوحد" عبر المجموعات العرقية والإثنية والاجتماعية والاقتصادية المختلفة.

ويكون احتمال تشخيص إصابة الأولاد بالتوحد 4 مرات أكثر من احتمال إصابة الفتيات به.

 بالإضافة إلى ذلك، فإن نحو ثلث الأطفال الذين تم تشخيص إصابتهم باضطراب طيف التوحد يقعون ضمن نطاق الإعاقة الذهنية.

 التعرف على أعراض التوحد

ويعدّ تحديد أعراض مرض التوحد أمرًا أساسيًّا للتدخل المبكر والدعم، وحددت الجمعية الأمريكية للطب النفسي 3 مؤشرات أساسية لاضطراب طيف التوحد، هي: التحديات في التفاعل الاجتماعي، وصعوبات التواصل، والسلوكيات المتكررة.

ويشكل التفاعل الاجتماعي تحديًا كبيرًا للأفراد المصابين بالتوحد، والذي غالبًا ما يتميز بصعوبة تفسير الإشارات الاجتماعية، والحفاظ على التواصل البصري، وفهم وجهات نظر الآخرين.

وتشمل أيضًا عقبات الاتصال التواصل اللفظي وغير اللفظي، حيث يُظهر الأفراد أنماطًا لغوية جامدة ويواجهون صعوبة في التعامل مع الإشارات غير اللفظية مثل تعبيرات الوجه ولغة الجسد.

علاوة على ذلك، فإن السلوكيات المتكررة، والتي يشار إليها عادة باسم "التحفيز"، منتشرة بين المصابين باضطراب "طيف التوحد"، وتعمل هذه السلوكيات كآليات تهدئة ذاتية ولكنها قد تشمل تكرار الكلمات والحساسيات الحسية والالتزام بالروتين.

 تشخيص وعلاج اضطراب طيف التوحد

ويعتمد تشخيص اضطراب "طيف التوحد" بشكل كبير على التقييمات السلوكية، إذ لا توجد اختبارات بيولوجية محددة.

وغالبًا ما يستخدم مقدمو الرعاية الصحية أدوات مثل قائمة المراجعة المعدلة للتوحد لدى الأطفال الصغار (M-CHAT) لتحديد العلامات المبكرة.

ويعدّ التدخل المبكر أمرًا أساسيًّا، مع خطط علاجية مصممة خصوصًا لمعالجة أعراض محددة لتعزيز الأداء اليومي.

وتشمل طرق علاج اضطراب "طيف التوحد" مجموعة من الاساليب، بما في ذلك علاج النطق، والتدريب على المهارات الاجتماعية، وإدارة السلوك، والأدوية.

ورغم عدم وجود علاج لمرض التوحد، فإن التشخيص والتدخل المبكر يؤديان إلى تحسين النتائج على المدى الطويل بشكل كبير، وتقليل الأعراض وتحسين نوعية الحياة.

 دحض الخرافات وتعزيز الوعي

ولا تزال المفاهيم الخاطئة المحيطة بالتوحد قائمة، ما يؤدي إلى استمرار الوصمة وسوء الفهم.

وخلافًا للاعتقاد السائد، فإن مرض التوحد ليس اضطرابًا واحدًا عند الجميع؛ إذ يُظهر الأفراد المصابون باضطراب طيف التوحد نقاط قوة وتحديات متنوعة على نطاق واسع.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن التوحد ليس اضطرابًا في الصحة العقلية ولكنه حالة عصبية تؤثر على نمو الدماغ ووظيفته.

وعلاوة على ذلك، فإن دحض أسطورة اللقاحات المسببة لمرض التوحد أمر بالغ الأهمية، إذ كشفت الأبحاث المكثفة عن عدم وجود أي علاقة سببية بين التطعيمات واضطراب طيف التوحد، ما سلط الضوء على أهمية المعلومات القائمة على الأدلة في مكافحة المعلومات الخاطئة.

ويعدّ اليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد، الذي يتم الاحتفال به سنويًّا في الثاني من أبريل، بمثابة منصة عالمية لتعزيز فهم وقبول مرض التوحد.

ومن خلال رفع مستوى الوعي وتعزيز الشمولية، يمكن للمجتمعات إنشاء بيئات داعمة تمكن الأفراد الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد وأسرهم.

Advertisements