محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 11:17 مساءً - تباينت الآراء السياسية بشأن بدء حركة حماس وإسرائيل التجهيز لسيناريو ما بعد الحرب في قطاع غزة، وذلك مع التقدم بالمفاوضات غير المباشرة بشأن التهدئة في غزة، برعاية إقليمية ودولية، والترجيحات باقتراب الإعلان عن اتفاق بين الجانبين.
وحسب تقارير إعلامية، فإن تقدمًا غير مسبوق في المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل يمكن أن يؤدي لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتبادل أسرى ورهائن بين الجانبين، الأمر الذي يدفع الطرفين للتحضير لما بعد الحرب.
خطط إسرائيلية
يرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "إسرائيل ومنذ بداية الحرب على غزة لديها خطط واضحة بشأن الوضع في القطاع بعد انقضاء مهمتها العسكرية، خاصة ما يتعلق بالوضع الأمني وطبيعة الحكم والجهة التي ستحكم".
وأوضح حرب، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "السيناريو الذي تسعى إسرائيل لتنفيذه في غزة يتمثل في سيطرتها أمنيًا على القطاع، وإضعاف قدرات حماس العسكرية إلى أدنى الحدود"، مبينًا أن ذلك يظهر جليًا باستخدامها قوة تدميرية عنيفة في الحرب.
وأضاف: "السيطرة الأمنية لإسرائيل على غزة ستسمح لها بضمان أطول فترة هدوء على جبهتها الجنوبية، علاوة على تنفيذ عمليات عسكرية محدودة النطاق في أي وقت شاءت، من دون أن تؤدي هذه العمليات لمواجهة عسكرية مفتوحة مع الفصائل المسلحة".
وأشار إلى أن "إسرائيل ستعمل أيضًا على ضمان وجود نظام حكم في غزة ينفذ الأجندات الخاصة بها، في إطار حكم إداري للفلسطينيين يضمن بقاء الانقسام مع الضفة الغربية ويعمّقه"، مؤكدًا أن الحرب مكّنت إسرائيل من مخططها.
وبيّن المحلل السياسي أن "حماس بدورها ترغب في استمرار حكمها لغزة بأي ثمن كان، الأمر الذي يجعلها مستعدة للتعاطي مع أي سيناريو قد يُفرض عليها، ويدفعها لمحاولة الحصول على صفقة تضمن بقاءها في الحكم".
وتابع: "بقاء حماس بالحكم هو الهدف الاستراتيجي لها، وهو ما دفعها للتنازل عن معظم شروطها للإفراج عن الرهائن الإسرائيليين"، مرجحًا أن تتعاطى الحركة مع أي مقترح يضمن بقاءها في الحكم، وستضمن الهدوء لسنوات طويلة.
سيناريوهات متعددة
ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن ثمة "سيناريوهات متعددة لقطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب الإسرائيلية"، لافتًا إلى أن الوضع في القطاع سيكون مختلفًا بشكل كبير عما كان عليه قبل السابع من أكتوبر الماضي.
وقال هواش، في حديث لـ"الخليج 365"، إن "السيناريو الأول يتمثل في التوصل لاتفاق إقليمي دولي بمشاركة حماس وإسرائيل على إدارة قطاع غزة وصلاحيات كل طرف، يضمن الهدوء لإسرائيل وحكم غزة للحركة لسنوات طويلة.
وأوضح هواش أن "مثل هذا السيناريو بحاجة لضغوط إقليمية ودولية على الطرفين، وأن يكون هناك شركاء إقليميون ودوليون في إعادة إعمار القطاع وتنظيم آلية حكمه"، مبينًا أن ذلك سيضعف نفوذ حركة حماس وشعبيتها.
وبيّن أن السيناريو الثاني يتمثل بعودة إسرائيل عسكريًا لحدود ما قبل السابع من أكتوبر، مع ضمان نزع سلاح حماس أو تقليص قدراتها العسكرية لأدنى الحدود، مؤكداً أن ذلك سيكون في إطار اتفاق يمنح الانتصار لحكومة بنيامين نتنياهو وقادته العسكريين.
وأضاف: "السيناريو الثالث يتمثل بإدخال قوات حفظ سلام لقطاع غزة، تعمل على التنسيق مع حماس والسلطة الفلسطينية بشأن الجوانب الإدارية للسكان"، متابعًا: "مثل هذا السيناريو يلقى اعتراضًا من إسرائيل والفلسطينيين وبالتالي لن يُكتب له النجاح".
وبيّن المحلل السياسي أن "السيناريو الرابع يتمثل بشراكة سياسية بين حماس والسلطة الفلسطينية على حكم غزة، يكون في إطار اتفاق مع إسرائيل والولايات المتحدة، يبدأ بإعادة إعمار القطاع، ويراعي المخاوف الأمنية لإسرائيل".
وختم هواش: "لا يمكن لمثل هذا السيناريو النجاح، خاصة أنه بات من المستحيل التوافق بين السلطة الفلسطينية وحماس، وبالتالي فإن الخيار الأقرب هو اتفاق إقليمي بين إسرائيل وحماس"، مؤكداً أن ذلك يقرّب الجانبين من التوصل لاتفاق سياسي في السنوات المقبلة.