الارشيف / عرب وعالم

صورة المرأة المغربية في الإعلانات الرمضانية تغضب فعاليات حقوقية

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 09:13 صباحاً - أثارت دراسة حديثة، مفادها "استمرار التمثيل التمييزي" تجاه النساء المغربيات ضمن عدد من الوصلات الإعلانية الرمضانية خلال السنوات الأربع الماضية، جدلاً واسعاً في الأوساط الحقوقية بالبلاد.

وقدمت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري بالمغرب (مؤسسة رسمية)، قبل أيام، دراسة أنجزتها حول "تمثيل النساء في الإشهار السمعي البصري"، وذلك انطلاقا من تحليل متعدد السنوات لأكثر من 750 وصلة إعلانية بُثت وقت ذروة المشاهدة على القنوات التلفزيونية العمومية خلال شهر رمضان سنوات 2020، 2021، 2022 و2023.

وسجّلت الدراسة استمرار ربط المرأة المغربية بشكل غالب بالفضاء المنزلي رغم تسجيل تقدم على مستوى تمثيلها في الفضاء المهني. كما يجري عادة تقديم الرجال في وضعيات القوة والسيطرة والنساء في أدوار ثانوية ووضعيات ارتهان.

وبحسب الدراسة، توظف عدة وصلات إعلانية مشاهد تدفع إلى شرْعنة العبء الذهني للنساء كمسؤولات أوليات وأحياناً حصريات على راحة العائلة، والقيام بأشغال منزلية والعناية بالأطفال.

أخبار ذات صلة

في سوق العمل.. القانون لا يحمي المرأة كالرجل

تكريس النمطية

وقالت لطيفة بوشوى، فاعلة حقوقية وعضو المكتب الوطني لـ"فدرالية رابطة حقوق النساء" بالمغرب، إن استمرار التمثيل التمييزي تجاه النساء ضمن عدد من الوصلات الإعلانية الرمضانية بالقنوات العمومية؛ يساهم في تثبيت وتكريس الدور النمطي للمرأة داخل المنزل خصوصاً خلال الشهر الفضيل.

وأضافت بوشوى في تصريح لـ"الخليج 365"، أن الدراسة التي قامت بها الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري مهمة جداً؛ فهي تكشف استمرار التمثيل التمييزي تجاه النساء، كما رصدت بعض التطورات الإيجابية.

وزادت المتحدثة بالقول: "الحقيقة أن المرأة المغربية تجاوزت هذا الدور النمطي على أرض الواقع".

ودعت الفاعلة الحقوقية إلى التعامل مع هذا الملف بشكل استباقي، مستدركة "نطالب بآلية استباقية، بحيث قبل أن تُذاع أي وصلة إعلانة تُقلل من مكانة المرأة يجب مراجعتها كي لا يتكرر هذا الجدل".

وأشارت عضو المكتب الوطني لـ"فدرالية رابطة حقوق النساء" بالمغرب إلى ضرورة فتح النقاش مع صناع الإعلان والمعلنين بالبلاد للتوعية بخطورة استمرار التمثيل التمييزي تجاه النساء المغربيات ضمن الوصلات الإعلانية.

ودعت بوشوى إلى استثمار الممارسات الفضلى بالمجتمع المغربي وتكريسها بشكل إيجابي في الإعلانات الرمضانية.

تعبيرية Uvarov Evgenii

نشر ثقافة المساواة

من جهتها، قالت نزهة الصقلي، الوزيرة السابقة للتضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، ورئيسة جمعية "أوال حريات"، إنها تتأسف للصورة العكسية التي يتم ترويجها حول المرأة المغربية في الإعلانات التلفزيونية، خصوصاً خلال شهر رمضان الذي تحقق فيه القنوات نسب مشاهدة عالية.

وأوضحت الصقلي في تصريح لـ"الخليج 365"، أن المرأة المغربية لم يعد دورها مقتصراً على الأعباء المنزلية فقط كما يتم الترويج له؛ بل اقتحمت مجالات عديدة، وأضحت العديد من الوجوه النسائية رائدات في قطاعات كانت في السابق حكراً على الرجال.

وأبرزت الحقوقية البارزة أن هذه الوصلات الإعلانات التلفزيونية، التي تتضمن صوراً نمطية قائمة على النوع الاجتماعي، "تحتقر المرأة وتربطها في أغلب الأوقات بالفضاء المنزلي وكأن المرأة خُلقت فقط لهذا الغرض".

وشددت المتحدثة على أن هذه الدراسة "مهمة جداً، لأن لولاها لن تكون هناك مساحة للوعي لتغيير هذه الصور النمطية، كما نلمس من خلالها مستوى التطور الحاصل فيما يخص قضايا المرأة والمجتمع".

ودعت الصقلي إلى نشر ثقافة المساواة عبر هذه الوصلات الإعلانية، كي يسير قطار التقدم والحداثة إلى الأمام.

Advertisements

قد تقرأ أيضا