الارشيف / عرب وعالم

مدريد.. جوهرة أوروبية شيدها العرب لدواع عسكرية (صور)

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

محمد الرخا - دبي - الاثنين 8 أبريل 2024 09:13 صباحاً - من يتجول وسط مبانيها التاريخية المهيبة، وتماثيلها الأنيقة، ومتنزهاتها التي تضم روائع الحدائق والأزهار، ومطاعمها الفاخرة، وأسواقها العامرة، ربما لا تخطر بباله حقيقة بسيطة للغاية هي أن هذه المدينة التي تخطف الدهشة من عيون الغرباء، بناها العرب بل ومنحوها اسمها وهويتها قبل قرون بعيدة وفق دواع عسكرية بحتة.

تقع العاصمة الإسبانية مدريد في قلب شبه الجزيرة الإيبيرية، لتُمنح جمال الطبيعة الخلابة، أما نهر "مانثاناريس" الذي يشق طريقه وسطها، متأنيا دون تعجل، فيهبها سحرا أخاذا وطقسا بديعا.

بركة على نهر مانثاناريس أمام كاتدرائية ألمودينا والقصر الملكيأ ف ب

وإذا كانت مدريد تعد واحدة من أهم وجهات العالم السياحية، نظرا لموروثها الثقافي الشهير مثل متحف "إلبرادو" الذي يعد منافسا قويا لمتحف "اللوفر" في باريس، فإنها تتيه على الدنيا بامتلاكها درة أندية كرة القدم العالمية من حيث الميزانية والثراء وهو نادي ريال مدريد.

لوحات في متحف إلبرادو

لوحات في متحف إلبرادوأ ف ب

وتتعدد النظريات في أصل تسمية المدينة بهذا الاسم، فمن قائل إنه يعود إلى الاسم القديم لنهرها وهو "ماتريس" في زمن الإمبراطورية الرومانية، وهناك من قال إنه يأتي فعلا من كلمة "ماتريس" لكن بمعنى "منبع" في اللغات القديمة. ويذهب فريق ثالث إلى أنه يأتي من الكلمة العربية "مجرى".

في مقابل تلك الافتراضات التاريخية، هناك ترجيح واسع بين معظم الباحثين بأن اسم مدريد جاء من كلمة "مجريط" التي اشتُقت بدورها من حاصل دمج الكلمة العربية "مجرى" ونظيرتها اللاتينية "إيتو" بمعنى "الكثرة" أو "الوفرة" على خلفية انبهار العرب حين وطأت أقدامهم المدينة بكثرة الأنهار والمياه العذبة النقية التي تسيل بوفرة في جداول عديدة قادمة من قمم الجبال بعد ذوبان الثلوج، فاندمجت الكلمتان لتصبح "مجريتو" ثم "مجريط" ومن ثم "مدريد".

سياح في بركة وسط مدريد

سياح في بركة وسط مدريدأ ف ب

ورغم أن جذور المدينة عُرفت في زمن الرومان، إلا أنها لم تخرج عن كونها امتدادا مترامي الأطراف دون سكان أو عمران حقيقي.

وكان على المدينة أن تنتظر حتى القرن التاسع الميلادي حين يقرر العرب وضع لبنتها الأولى لدواع عسكرية في خضم الحروب المشتعلة بين ممالكهم في بلاد الأندلس وأعدائهم الكثر شرقا وغربا.

حدث ذلك حين قرر أمير قرطبة "محمد الأول" بناء مدينة صغيرة تكون بمثابة قاعدة عسكرية متقدمة لصد هجمات أعدائه في الجبهة الشمالية.

واختار الأمير أن يجعل نواة المدينة عبارة عن قصر يشبه الحصن أو القلعة واختار موضعه في البقعة التي أنشئ فيها حاليا القصر الملكي الشهير بالعاصمة الإسبانية.

القصر الملكي في مدريد

القصر الملكي في مدريدأ ف ب

وكانت "مجريط" مدينة محدودة المساحة في بادئ الأمر، إلى درجة أنه كان يشار إليها باعتبارها "المُدَيْنَة"، أي المدينة الصغيرة.

والمدهش أن هذه الكلمة "المُدَيْنَة" التصقت بأشهر كاتدرائية في مدريد وهي "كاتدرائية ألمودينا"، كما أن كثيرا من فتيات العاصمة حملن اسم "ألمودينا".

كاتدرائية ألمودينا

كاتدرائية ألموديناأ ف ب

وسرعان ما تكوّن حول القصر/ القلعة مجتمع عمراني من الأسواق والمحال ثم الطرق ليصبح الأمير القرطبي هو المؤسس الفعلي للعاصمة الإسبانية في صورتها الأولى.

واندثرت جميع الآثار العربية في المدينة تقريبا باستثناء أطلال وبقايا سور القلعة التي بناها الأمير محمد الأول، فضلا عن أثر آخر صغير للغاية  يفاجئ الزائر وسط المدينة  بشكل عابر دون لافتات كافية تحتفي به أو تدل عليه وهو "باب القلعة" أو "بويرتا ديل كالا"، والكلمة الأخيرة "كالا" مشتقة من الأصل العربي "قلعة".

باب القلعة

باب القلعة "بويرتا ديل كالا"أ ف ب

وتضم المدينة بين جنباتها قائمة طويلة من المعالم المدهشة ذات الشهرة العالمية التي تجذب الزوار، ومنها متحف "رينا صوفيا" ومتنزه "ريتيرو" بحدائقه وبحيراته الخلابة، فضلا عن الساحات والتماثيل التي تعد بمثابة متاحف مفتوحة مثل "بلازا دي سيبيليس" و "بلازا مايور مدريد".

Advertisements