الارشيف / عرب وعالم

تأهب أمريكي إسرائيلي لرد إيراني محتمل

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 11:14 مساءً - أعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل حالة التأهب القصوى، منذ يوم الخميس الماضي، استعدادًا لمواجهة ردٍ توعدت به إيران على غارة إسرائيلية استهدفت قنصليتها في دمشق، وفق صحيفتي "نيويورك تايمز" و"واشنطن بوست".

وكانت غارة إسرائيلية استهدفت، الأسبوع الماضي، القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، ما أسفر عن مقتل قادة إيرانيين كبار في فيلق القدس التابع للحرس الثوري.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين في واشنطن والشرق الأوسط، يوم أمس الجمعة، القول: "إنهم يستعدون لرد إيراني محتمل على الغارة الجوية الإسرائيلية التي نفذت، يوم الإثنين الماضي، في دمشق".

وأكد المسؤولون الأمريكيون أنه تم وضع القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة في حالة تأهب قصوى.

من جانبه، قال مسؤول إسرائيلي للصحيفة الأمريكية إن إسرائيل وضعت جيشها أيضًا في حالة تأهب قصوى.

وأضاف المسؤول الإسرائيلي أنه تم إلغاء إجازات الوحدات القتالية، وتم استدعاء بعض جنود الاحتياط إلى وحدات الدفاع الجوي، وحجبت إشارات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).

في سياق متصل، نقلت الصحيفة عن مسؤولين إيرانيين اثنين، طلبا عدم كشف هويتهما، قولهما إن إيران وضعت جميع قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى، وإنه تم اتخاذ قرار بأن إيران يجب أن ترد مباشرة على هجوم دمشق لخلق الردع.

ولفتت "نيويورك تايمز" إلى سابقة رد إيرانية، بعد أن قتلت الولايات المتحدة قائد فيلق القدس، اللواء قاسم سليماني، قبل 4 أعوام، حيث أطلقت إيران صواريخ على قواعد أمريكية في العراق، ما أدى إلى إصابة أكثر من 100 جندي أمريكي.

وبينت أن القرار النهائي بشأن توجيه ضربة لإسرائيل يقع على عاتق المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، الذي يشغل منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يصلّي على توابيت أعضاء الحرس الثوري الذين قتلوا في الغارة الإسرائيليةأ ف ب

وكان خامنئي هو الذي أمر بهجوم، العام 2020، انتقامًا لمقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني.

ورأت "نيويورك تايمز" أنه رغم أن الميليشيات التابعة لإيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط شنت عددًا من الهجمات على إسرائيل منذ بدء حرب غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، إلا أن طهران حرصت على تجنب صراع مباشر قد يؤدي إلى حرب شاملة.

وأشارت إلى أن المحللين العسكريين الأمريكيين يرجحون أن تضرب إيران إسرائيل بنفسها بدلًا من قيام وكلائها بمهاجمة القوات الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك في العراق وسوريا، كما فعلوا أكثر من 170 مرة في الأشهر الأربعة التي تلت هجوم حماس على غلاف غزة، في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال مسؤول دفاعي إسرائيلي إن المحللين الإسرائيليين توصلوا إلى نفس النتيجة، وهي أن إيران نفسها ستهاجم ولن تتحرك من خلال ميليشيا حزب الله، أقرب حليف لها، والذي يشارك في تبادل منتظم لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية منذ بدء حرب غزة، وفق الصحيفة.

من جانبها، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن شخص مرتبط بميليشيا حزب الله في لبنان، المدعومة من إيران، قوله إن الإيرانيين "يعتقدون أن الإسرائيليين يجرونهم عمدًا إلى الرد، لإثارة حرب إقليمية أو توسيع الحرب الحالية".

وأضاف الشخص، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، أن ضربة دمشق كان يُنظر إليها على أنها هجوم على الأراضي الإيرانية، ونتيجة لذلك، فإن أي انتقام من المرجح أن يأتي من إيران نفسها، وليس من حلفائها.

أخبار ذات صلة

بلومبيرغ: إيران طالبت أمريكا بـ"التنحي جانبا" للرد على إسرائيل

سيناريوهات الرد الإيراني

وبشأن سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل على إسرائيل، استبعد مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق، وكبير الباحثين في مركز التقدم الأمريكي، لاري كورب، أن تُقدم طهران حاليًا على الدخول في حرب مواجهة مباشرة مع إسرائيل، لأن من شأنها إشعال المنطقة وستكون تكلفتها باهظة.

ويُرجح كورب، في تصريح لموقع "الحرة" أن تستخدم إيران أحد أذرعها لمهاجمة القوات الأمريكية في إحدى قواعدها في العراق على سبيل المثال، أو أن تستهدف إسرائيل من خلال ميليشيا حزب الله في جنوب لبنان، أو حتى عبر ميليشيا الحوثي في اليمن، لإصابة أهداف معينة، لكنها بشكل عام ستتجنب إثارة حرب شاملة أو كبيرة.

وضرب كورب مثالًا على اتباع إيران إستراتيجية محددة تعتمد على تجنب إثارة حرب واسعة، وهو أنه بعد شن الولايات المتحدة هجمات انتقامية على مواقع للميليشيات المدعومة من إيران في العراق وسوريا، في فبراير/شباط الماضي، طُرحت تساؤلات بشأن إمكانية حصول مواجهة مباشرة بين واشنطن وطهران.

لكن المثير من وجهة نظر كورب هي أن إيران لم تمتنع عن الرد فحسب، بل أصدرت أوامر إلى عملائها ومؤيديها في العراق بالتوقف عن مهاجمة القوات الأمريكية.

الدخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق عقب الغارة الإسرائيلية

الدخان يتصاعد من مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق عقب الغارة الإسرائيلية رويترز

أما وزير الدفاع الأمريكي السابق، مارك إسبر، فقد رجّح أن تنتقم إيران من إسرائيل بسبب الهجوم الصاروخي الأخير الذي أصاب قنصلية طهران في دمشق.

وتوقع إسبر، في حديث مع شبكة "سي إن إن"، يوم أمس الجمعة، أن تتخذ إيران إجراءات ضد إسرائيل للحفاظ على كرامتها، لكن على نطاق محدود، لتجنب حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط.

وكان القائد العام للحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، قد هدَّد أمام حشد في طهران حضر جنازة الضباط الذين قُتلوا في دمشق، بالانتقام من إسرائيل، وقال: "رجالنا الشجعان سيعاقبون النظام الصهيوني". وأضاف سلامي:"نحذّر من أن أي عمل يقوم به أي عدو ضد نظامنا المقدس لن يمر دون ردٍ، وأن فن الأمة الإيرانية هو كسر قوة الإمبراطوريات".

Advertisements