الارشيف / عرب وعالم

مستشار حميدتي لـ "الخليج 365": "البرهان" يخيّر السودانيين بين حكمه أو الحرب

محمد الرخا - دبي - السبت 6 أبريل 2024 09:02 مساءً - قال الدكتور إبراهيم مخيّر، عضو المكتب الاستشاري للقائد العام لقوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، إن نوايا قائد الجيش السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ظهرت، مؤخرًا، عندما أعلن الرغبة في رئاسة الحكومة الانتقالية في الفترة المقبلة وإلا استمرار العنف والحرب في السودان.

وأكد مستشار "حميدتي"، خلال مقابلة خاصة مع"الخليج 365"، أن "الدعم السريع" يطالب بضرورة حظر الطيران الحربي في الكثير من المناطق، حفاظًا على المدنيين الذين يتعرضون لخسائر باهظة في الأرواح جراء ما تحصده "المسيرات الإيرانية" في تلك المناطق، حيث أدخلت الرعب في قلوب الأطفال وجعلت العناية بالشيوخ والمصابين أمرًا معقدًا.

- كيف ترى خط سير المواجهات بين قوات "الجيش" و"الدعم السريع"، ومستقبلها خلال الفترة المقبلة؟

 إذا تتبعت مسيرة معارك "الدعم السريع" في مواجهة "البرهان" والكتائب الدينية المتطرفة المتحالفة مع الجيش، تجد أن قوات الدعم لا تسعى إلى القتال، على عكس "البرهان" ومن معه الذين يتبعون تصرفات عدائية، على سبيل المثال فإن ولاية "الجزيرة" لم يدخلها "الدعم السريع" إلا بعد خطاب "البرهان" الشهير الذي أعلن فيه اكتمال الاستعدادات بالهجوم على قواتنا في الخرطوم.

أخبار ذات صلة

مستشار حميدتي لـ"الخليج 365": "الدعم السريع" تسيطر على 70% من السودان

كما أعلن عن تجمع 40 ألف مقاتل وإعادة هيكلة الفرقة الأولى، لتتهيأ للقتال في الخرطوم، لقد تم التخطيط للإساءة لسمعة قوات الدعم السريع من قبل أعضاء النظام السابق، ظنًا منهم أن "الدعم السريع" يقف بينهم وبين الاستمرار في السلطة، متناسين أن الشعب السوداني هو من اتخذ القرار وأطاح بـ"عمر البشير"، وأن "الدعم السريع" خضع لإرادة الشعب فقط.

 - ما الدليل على أن "الدعم السريع" لا يسعى إلى القتال على عكس البرهان كما تقول؟

منذ بدء الحرب كرر القائد محمد حمدان دقلو، نداءاته للبرهان وحث الضباط الشرفاء، بالجنوح إلى السلم، وأردف ذلك بزيارات متعددة لدول عدة يشرح فيها القضية السودانية، ويدعو للمشاركة في الضغط لإنجاز السلام وقد استجابت له منظمات دولية ورؤساء دول، وأثنوا على مبادرته غير المشروطة لمقابلة "البرهان". كما استجاب القائد للمبادرات الدولية كافة التي تكن نوايا صادقة تجاه الشعب السوداني مثل التي تقدمت بها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا "إيغاد"، والاتحاد الأفريقي، والسعودية، والولايات المتحدة الأمريكية.

كما وقعنا على اتفاقية مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، التزمنا فيها بالتنسيق  لتحقيق السلام في السودان.

في المقابل قام وفد "البرهان" في جدة بالتسويف، ورفض تسليم الهاربين من السجون من قادة الحركة الإسلامية المتشددة والمتطرفين المطلوبين دوليًا، كما رفض دعوة "الإيغاد" بمقابلة القائد، وتنكر إلى اتفاق البحرين بعد أن وقع عليه "الكباشي" مساعد "البرهان"، ومن ثم تصاعدت عملية وضع العراقيل أمام دخول الإغاثة للمتضررين وهدد السياسيين السودانيين الذين طالبوه بالتوقيع على اتفاقية "أديس أبابا" كما وقعنا، وأخيرًا أعلن نواياه بأن يكون رئيسًا للحكومة الانتقالية في الفترة المقبلة وإلا استمرار العنف والحرب. 

أخبار ذات صلة

سياسي سوداني لـ"الخليج 365": البرهان عقبة أمام مفاوضات إنهاء الحرب

- إلى أي مدى ترى تهديد المدنيين في هذه المواجهات في ظل بشاعة تلك الحرب؟

الحرب في حد ذاتها انتهاك للمدنيين، لذلك نسعى جادين إلى إيقافها أو تجميدها في مناطق مختلفة بأسرع فرصة ممكنة، لقد ظللنا نحاصر بعض المواقع العسكرية والمدن دون أن نكتسحها، والغرض من ذلك هو شل قدرتها على توسيع القتال دون الدخول في معارك ذات كلفة بشرية ومادية للسودانيين خاصة المدنيين، وخير مثال على ذلك، مدينة "الفاشر" بولاية شمال دارفور، وأيضًا مدينة "الأبيض" بولاية شمال كردفان، حيث لم تدخل قواتنا حتى تلك اللحظة إليهما اختياريا، لكننا نجحنا في شلل مقدرات القوات الموجودة بهما تمامًا، ومنعها عن المشاركة في الحرب.

تمت محاصرة سلاح المهندسين في "أم درمان" لشهور بدون محاولة اقتحام ذلك الموقع لأن حوله أماكن ذات كثافة سكانية كبيرة ولكن على الرغم من ذلك وأثناء محاولاتنا إعادة التموضع في مواقع أخرى، للاستجابة للهدنة التي أعلنها مجلس الأمن في بداية شهر رمضان، قام الجيش تدعمه مجموعات متطرفة بمهاجمة قواتنا غدرًا وتكبدنا شهداء وخسائر في الآليات، رغم أنها محدودة لكن مؤلمة لأننا كنا مستبشرين بحضور شهر رمضان ونمد يدنا بيضاء من أجل الهدنة الدولية.

 - لماذا لم يكن هناك تجاوب مع النداءات الدولية لإدخال المساعدات الإغاثية على الاقل؟

على الرغم من استمرار النداء للمجتمع الدولي من جانبنا، بالضغط علي "البرهان" بوقف استعمال الجوع كـ"سلاح"، إلا أن "البرهان" ما زال يراوغ ، حيث منع الإغاثة وقام بقصف بعض القوافل في الحدود الغربية للسودان.

كما قام بالهجوم على بعض الدول التي تحاول مساعدة السودان؛ مما جمد نشاط وكالات الإغاثة الدولية، كما أصر "البرهان" على احتكار سيطرة قواته والقوات الموالية له على توزيع الإغاثة مما أدخل الشك أن يكون الأمر غطاء لإثارة الفوضى وحث العنف في مناطق أصبحت أكثر هدوءًا بعد أن سيطر عليها الدعم السريع، وطرد منها المجرمين والإرهابيين.

- وما هو المطلوب في هذا الصدد لإيصال المساعدات وتقديم الحد الأدنى من الانقاذ للمدنيين؟

 نحن ندعو إلى إشراف مراقبين دوليين على إيصال وتوزيع الإغاثة، ولدينا تجارب سابقة، حيث قمنا من قبل بحماية قوافل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة "الفاو" التي كانت توزع البذور والأسمدة في الموسم الزراعي في إقليم غرب السودان أثناء الحرب، مما جنب ذلك الإقليم مجاعة سابقة.

أخبار ذات صلة

السودان.. دعوة لإطلاق مشروع شريان حياة عالمي لمواجهة شبح المجاعة

وعلى الرغم من آمالنا العريضة الموضوعة على المجتمع الدولي بمد يد العون للمواطنين، إلا أن "الدعم السريع" قام بخطوات سباقة وعملية في المجال الإنساني منذ بدء الحرب، إذ صدر قرار مبكر للفريق أول محمد حمدان دقلو، بإنشاء وكالة الإغاثة والشؤون الإنسانية، لتقديم الكساء والغذاء وحتى المسكن، مع توفير الخدمات الأساسية كالماء والكهرباء مجانًا للمواطنين في مناطق سيطرتنا، كما تم تكوين المحاكم الطارئة لمعاقبة المجرمين كما تعمل لجان التصدي للانتهاكات ومكافحة الظواهر السالبة، بنشاط في ضبط المخالفين والإرهابيين.

- كيف تتعاملون إداريًا في أماكن سيطرة "الدعم السريع" لتلبية احتياجات المواطنين؟

رغم الحق الذي تكفله الوثائق الدولية للدعم السريع بتكوين إدارات مدنية في المناطق التي تسيطر عليها قواتنا، إلا أن "الدعم السريع" اختار أن يتخلّى عن هذا الحق لسكان تلك المناطق، واكتفى بدور حماية المدنيين حيث تكونت الإدارة المدنية وهي عبارة عن آلية أهلية لتقديم الخدمات من مياه وصحة وكهرباء وتوفير مستوى من الأمان بتنشيط العمل الشرطي والقضائي في محاولة لإعادة الحياة المدنية إلى طبيعتها  في ولاية الجزيرة، وتتكون تلك الآلية من آهالي المنطقة أنفسهم الذين يسعون بالتعاون مع قواتنا في تحقيق توفير تلك الخدمات الأساسية للمواطنين هناك، ورئيس آلية الإدارة المدنية "صديق أحمد" من أبناء "الجزيرة"، وكذلك قائد القوات في ولاية الجزيرة هو الأخ "كيكل" وهو أيضًا من أبناء تلك الولاية.

ونعتقد يجب على المجتمع الدولي أن يبادر إلى مساعدة تلك الإدارات التي نسعى إلى تطبيق أمثلتها في مناطق سيطرتنا كافة بجدية، وأن يمد يد العون لتلك التكوينات المدنية بالتدريب والمساندة المعنوية والمادية، وقوات "الدعم السريع" لا تمانع في حماية أي منظمات تسعى لدعم تلك الإدارات المدنية لمثل هذا الأمر من أهمية إنسانية ، مما يساهم بشكل كبير في إيقاف الحرب تماما ويعيد النظام في تلك المناطق المستهدفة.

- هل هناك معوقات أخرى من الممكن أن تعطل توفير البيئة الآمنة للمدنيين في مناطق السيطرة التابعه لكم؟

حظر الطيران يبدو أمرًا لا مفر منه إذا ما أردنا ان نساعد المدنيين، إذ على الرغم أن الخسائر التي تتكبدها قواتنا من المسيرات الإيرانية لا تذكر، إلا أن المدنيين يتعرضون لخسائر باهظة من الأرواح. كما  قد أدخلت الرعب على الأطفال وجعلت العناية بالشيوخ والمصابين أمرًا معقدًا، ولذلك نعيد ونكرر، نطالب بحظر للطيران الحربي في تلك المناطق، لقد أصبح الجيش مشلولًا تمامًا ومحاصرًا، ولا يملك سوى "المسيرات" وقليل من الطائرات بعد أن أسقطنا أكثر من 70 طائرة له.

وعاد يقذف المواطنين ببراميل المتفجرات من طائرات الشحن التجارية، لكن "الدعم السريع" يدرك مدى تعقيد هذه المعارك لوجود تلك الجيوب داخل المدن وبين السكان، لكنه يلتزم بقواعد الاشتباك والاتفاقيات الدولية المتعلقة بالحرب وحقوق الإنسان، وقد أعلن عدة مرات أن كل مناطق السيطرة مفتوحة لأي لجنة دولية تسعى للتحقق من أي انتهاكات تكون قد ارتكبتها قواته كما يصر "الدعم السريع" على التأكيد بأنهم سوف يخضعون من يرتكب مثل هذه الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، إن وجد، وسيعاقب بالقانون محليًا أو دوليًا وبلا تردد إذا ما كان من المدنيين أو العسكريين ولو كان بين صفوفنا.

أخبار ذات صلة

مستشار حميدتي لـ"الخليج 365": "الدعم السريع" تسيطر على 70% من السودان

Advertisements