الارشيف / عرب وعالم

العراق.. حراك حكومي لمنع تصعيد الفصائل المسلحة ضد أمريكا

محمد الرخا - دبي - الجمعة 5 أبريل 2024 11:14 صباحاً - أكدت مصادر عراقية مطلعة وجود تحرك حكومي لمنع الفصائل المسلحة الموالية لإيران من أي تصعيد جديد ضد أمريكا، وذلك بعد عملية قصف القنصلية الإيرانية في دمشق قبل أيام.

وتبدي أوساط سياسية عراقية مخاوفها من انهيار التهدئة بين الفصائل والأمريكان في أي لحظة.

ومنذ فبراير/ شباط الماضي، دخلت الفصائل العراقية الموالية لطهران هدنة مع الجانب الأمريكي، بعد تنفيذ واشنطن ضربة جوية وسط العاصمة بغداد أسفرت عن مقتل أبرز قادة ميليشيات كتائب حزب الله العراقية (أبو باقر الساعدي).

اتصالات وتحركات

وقال مسؤول في رئاسة الوزراء العراقية لـ"الخليج 365"، إنّه "منذ قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، عمل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وفريقه الحكومي على اتصالات مع قادة بارزين في الفصائل المسلحة وكذلك شخصيات إيرانية مؤثرة داخل العراق لمنع أي تصعيد جديد بين الفصائل والأمريكان كجزء من الرد على عملية قصف القنصلية".

وأوضح المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "هناك تخوفًا عراقيًا كبيرًا من انهيار التهدئة بين الفصائل والأمريكان، ولذلك جاء الحراك العراقي الحكومي مبكرًا لمنع هذا الانهيار والضغط على الفصائل وإبلاغها خطورة أي تصعيد جديد ضد الأمريكان لما له من تداعيات خطيرة على الوضع العراقي الداخلي، وهذا نفسه ما أبلغ به الجانب الإيراني، حتى يكون له دور في ضبط إيقاع الفصائل"، وفق تعبيره.

ومن جهته قال عضو لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية في البرلمان العراقي عامر الفايز لـ"الخليج 365"، إنّ "العراق يتأثر بشكل كبير بأي أحداث في المنطقة خاصة على الصعيد الأمني، وقصف القنصلية الإيرانية في دمشق قد تكون له تداعيات على الوضع العراقي الداخلي، ولذلك فإن العراق يريد التهدئة في المنطقة حتى لا تكون أرضه ساحة للقتال وتصفية الحسابات".

حرب لا يريدها

وبين الفايز أن "الحكومة العراقية تعمل على منع الفصائل العراقية من أي تصعيد جديد مع الأمريكان، بسبب قصف القنصلية الإيرانية في دمشق، فالحكومة تدرك جيدًا أن لكل فعل رد فعل، ورد الفصائل سيكون له رد أمريكي عسكري محقق، وهنا يدخل العراق في حرب هو لا يريدها، خاصة أن الحكومة مهتمة كثيرًا بالجانبين الخدمي والاقتصادي"، وفق تعبيره.

وأضاف أن "تصعيد الفصائل ضد الأمريكان في الوقت الحالي قد تكون له تداعيات سلبية على زيارة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني المرتقبة إلى واشنطن، ولهذا تعمل الحكومة على تهدئة الأوضاع والضغط لمنع أي تصعيد عسكري جديد بين الفصائل والأمريكان".

ونفذت الفصائل المسلحة في العراق، الموالية من إيران، عشرات الهجمات بواسطة طائرات مسيّرة مفخخة ثابتة الجناح، وصواريخ من نوع "كاتيوشا"، منذُ شهر تشرين الثاني/أكتوبر الماضي، على الأهداف والمصالح الأمريكية في العراق وسوريا، ردًا على الدعم الأمريكي لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.

Advertisements