الارشيف / عرب وعالم

"نفط القرن الـ21".. لماذا فشلت واشنطن في حرب المعلومات؟

محمد الرخا - دبي - الخميس 4 أبريل 2024 09:06 مساءً - أقر مشرعون أمريكيون بإخفاق بلادهم في الانخراط الحاسم في ما يسمى بحرب المعلومات "نفط القرن الـ21"، كما يصنفها خبراء، الأمر الذي جعل روسيا والصين تحاصران أمريكا وكبرى الدول في العالم بـ"الحلقات"، بحسب تصريح لمسؤول أمريكي رفيع سابق، ولا سيما بعد أن ألغت أمريكا في عام 1999 "الوكالة الأمريكية للمعلومات".

صحيفة "واشنطن بوست" نقلت عن جوزيف ليبرمان وجوردون همفري، عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي السابقين، في مقال لهما أن الولايات المتحدة أخفقت في الانخراط بشكل فعال في حرب المعلومات، مشيرين إلى نجاح خصومها في نشر روايات كاذبة لتقويض الثقة الأمريكية.

وجوزيف ليبرمان كان عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كونيتيكت من عام 1989 إلى عام 2013 والمرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس في عام 2000. وجوردون همفري هو عضو مجلس الشيوخ الأمريكي السابق عن ولاية نيو هامبشاير. صاغ ليبرمان هذه المقالة التي نشرتها الصحيفة مع همفري في الأشهر التي سبقت وفاة ليبرمان في 27 مارس/آذار.

ونقلت الصحيفة عن مدير وكالة المخابرات المركزية ووزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس، قوله إن "روسيا والصين تديران الحلقات حولنا".

"الداتا" العسكرية والإلكترونية

وفي الآونة الأخيرة سيطر نوعان من "الداتا" على سائر أنواعها وهما العسكرية والإلكترونية. فمن لديه الأولى على نحو متقدم يربح الحرب، ومن يستحوذ على الأخيرة يملك أكبر ثروة موجودة في العالم، كما يقول خبراء.

والجيوش الإلكترونية بطبيعة الحال تعد أخطر من نظيرتها المسلحة فبإمكانها تعطيل حاملة طائرات برمتها أو برنامج نووي.  

ووصفت الصحيفة الأمريكية التقدم الصيني والروسي بأنه "مثير للقلق"، خصوصا في ظل عدم وجود كفاءات مسؤولة عن رواية قصة أمريكا التي لا تزال ملهمة للعالم، على حد تعبيرها.

وأردفت: "على مدى ثلاث سنوات، ظلت اللجنة الاستشارية الأمريكية للدبلوماسية العامة، وهي جزء من وزارة الخارجية، تحث البيت الأبيض والكونغرس على تعيين مسؤول رئيس في حرب المعلومات. ويبدو أن التوصيات قد تم تجاهلها".

حرب المعلومات

"الداتا الحربية" لها مستويات مختلفة خلال الحرب "المستوى الاستراتيجي والتكتيكي"، وتتداخل هذه الأنواع من "الداتا" بعضها مع بعض في أثناء الحرب.

على سبيل المثال، تجمع المسيرات بيانات عن أرض المعركة في أثناء طيرانها، وتنقل بدورها إلى التحليل واتخاذ القرار العسكري، ونتيجة هذا القرار العسكري ومساهمته في كسب الحرب يتأثر القرار السياسي العام والعلاقات بين الدول المتحاربة أو المتنافسة.

ولا يتوقف دورها هنا، إذ هي بعد ذلك ضرورية لقياس النجاح بعد تنفيذ العملية، لدراسة الأضرار التي لحقت بالهدف، والتي بدورها تسهم في تحسين أداء السلاح وتعديله بمواصفات وابتكارات جديدة متطورة.

وفي عام 1999، ألغت أمريكا "الوكالة الأمريكية للمعلومات"، وهو القرار الذي اعترض عليه عضوا مجلس الشيوخ الأمريكي السابقان، قائلان إن القرار أدى إلى تقويض قدرة البلاد على مواجهة الأنظمة المعادية بشكل فعال في المجال المعلوماتي.

وأكد الكاتبان الحاجة الملحة إلى خطة استراتيجية لمواجهة الروايات المضادة، بما يضمن قيام الرئيس بايدن باتخاذ إجراءات فورية من خلال تعيين مسؤول رئيس، وتأمين التمويل والموارد اللازمة لهذه الجهود.

ودعا الكتابان إلى أن يكون لبايدن دور مباشر وفعال في قيادة جهود الدبلوماسية الذي اتبعه رونالد ريجان خلال الحرب الباردة.

Advertisements