محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 02:22 مساءً - حذَّرت لجنة من خبراء الشؤون الإنسانية التابعين للحكومة الأمريكية من أن انتشار الجوع وسوء التغذية في غزة بسبب الهجوم الإسرائيلي المستمر بدعم أمريكي، غير مسبوق في التاريخ الحديث، ويمثل أزمة لا مثيل لها في العصر الحالي.
وقالت صحيفة "هوف بوست" الأمريكية إنّ الخبراء لفتوا إلى وجود دلائل تشير إلى أن المجاعة قد تحدث بالفعل في مناطق معينة من قطاع غزة، مرجّحين حدوث زيادة سريعة في الوفيات المرتبطة بالجوع خلال الأسابيع المقبلة.
تقديرات صادمة
وأوضحت الصحيفة أنّ هذه "التقديرات الصادمة" نُقلت عبر برقية كتبها مسؤولون من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وتم توزيعها على مختلف الهيئات الحكومية الأمريكية، بما في ذلك مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، وفروع وزارة الخارجية والبعثات الدبلوماسية في الخارج.
وتعكس البرقية "قراءة المنظمات الإنسانية الخارجية للوضع المزري واليائس في غزة، وتُظهر أن إدارة بايدن تعي جيدًا خطر ارتفاع أعداد القتلى بشكل كبير في الأيام والأسابيع المقبلة، في الوقت الذي تستمر فيه بدعم العملية العسكرية الإسرائيلية ومقاومة الدعوات إلى إنهاء دائم للحرب" وفق الصحيفة.
وشدد الخبراء الأمريكيون في برقيتهم على "الحاجة الماسة إلى مساعدات إنسانية فورية وكبيرة، للتخفيف من ظروف المجاعة في غزة، بالإضافة إلى ضرورة توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية والممر الآمن لعمال الإغاثة."
وتضمنت البرقية "اعترافًا بالتحديات الكبيرة التي تواجهها المنظمات الإنسانية في تقديم المساعدات لغزة وسط استمرار الأعمال العدائية" بحسب الصحيفة.
واستحضرت "هوف بوست" البيان العام السابق للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في الـ18 من مارس الماضي، الذي وصف المجاعة في القطاع بأنها "وشيكة".
تفاقم الأزمة
وأحجمت البرقية عن توجيه انتقادات مباشرة لإسرائيل، لكنها أوضحت كيف "تؤدي بعض السياسات، مثل: الانتهاكات في نقاط التفتيش والتنسيق غير الواضح واحتجاز السائقين واستهداف شاحنات المساعدات بإطلاق النار والقصف الجوي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع" وفقًا للصحيفة.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه "قد يكون للاستنتاجات التي تضمنتها البرقية آثار قانونية لا سيما في ظل الجدل الذي أثاره المشرعون ونشطاء حقوق الإنسان في الأسابيع الأخيرة بشأن مدى قانونية وشرعية الدعم العسكري الأمريكي لإسرائيل التي تعرقل وصول المساعدات الإنسانية الأمريكية إلى غزة".
كما سلطت البرقية الضوء على التحديات اللوجستية التي تعيق الجهود الإنسانية في غزة، بما في ذلك تراكم التأشيرات الذي يحد من نشر موظفين مؤهلين لمعالجة المجاعة وتوفير العلاج الغذائي الأساسي، إضافة إلى التأخير في تسليم المساعدات الإنسانية، مثل أكثر من 1000 حاوية طحين اشترتها وكالة الأمم المتحدة، ولا تزال عالقة في ميناء أشدود الإسرائيلي.