الارشيف / عرب وعالم

ملابس العيد.. ما تبقى لأم غزية من رضيعين انتظرتهما 11 عامًا

  • 1/2
  • 2/2

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 11:23 صباحاً - تاريخ النشر: 

03 أبريل 2024, 8:25 ص

بعد 11 عامًا من الزواج والأمل والمعاناة والدعاء، أنجبت الفلسطينية رانيا أبو عنزة (35 عامًا) توأمين، وظلت تحلم بتزيين رضيعيها بملابس جديدة في أول عيد لهما.

لكن في منتصف إحدى ليالي مارس/ آذار الماضي، قضت غارة جوية إسرائيلية على حلمها، إذ قتلت رضيعيها نعيم ووسام (5 أشهر) ووالدهما وسام، لتخسر أسرتها كاملةً، وفق ما نقلته وكالة "أناضول".

ووسط ركام منزلها المدمر بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة، تبحث رانيا عن أي ذكريات من رضيعيها اللذين قتلتهما إسرائيل ضمن حرب تشنها منذ الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

بيديها العاريتين ظلت الأم تبحث طويلًا بين الركام، في محاولةً لإنقاذ ملابس كانت تحلم بأن يرتديها نعيم ووسام، ليظهرا في أبهى حلة خلال عيد الفطر المقبل.

الفلسطينية رانيا أبو عنزة بعد خسارة الطفلين(أ ف ب)

وبعد ساعات من بحث شاق ومؤلم نفسيًّا، عثرت أخيرًا على ملابس صغيريها الجديدة، وقد كُتب اسم كل منهما على ملابسه.. فهذه ملابس نعيم، الملقب بـ"أبو الورد"، وتلك ملابس شقيقته وسام.

وهي تحمل حزنًا كالجبال، عرضت الأم الملابس أمام الكاميرات، قبل أن تتابع رحلة بحثها عن آخر ما تبقى من رضيعيها.

أخبار ذات صلة

شهادة مؤثرة عن مقتل عائلة غزية بالكامل

11 عامًا بلا إنجاب

الأم المكلومة استعادت ذكريات معاناتها خلال 11 عامًا من عدم الإنجاب، خضعت فيها لعمليات تلقيح صناعي فاشلة، وتلقت علاجات طبية عديدة، في ظل وضع مادي صعب لزوجها.

وتحملت رانيا وزوجها وسام تكاليف مالية باهظة، وفي النهاية رزقهما الله بالتوأمين نعيم ووسام، لتفيض حياتهما فرحا بعد صبر طويل.

وفي إحدى ليالي مارس/آذار الماضي، قضت رانيا ووسام وقتًا ممتعًا في مداعبة الطفلين، قبل أن تخلد الأسرة للنوم.

وبينما هم نيام، قصفت مقاتلة حربية إسرائيلية منزلهم، فقتلت الرضيعين ووالدهما، بينما نجت الأم من الغارة، لتحاصرها الأحزان وتطاردها ذكريات أكثرها إيلامًا هو رؤيتها طفليها وزوجها بين الركام.

بأعلى صوتها، صرخت الأم: "أولادي.. أولادي" عسى أن يسمعها فريق إنقاذ أو جيران أو أقارب، فيتمكنوا من إخراجهم، على أمل أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

أخبار ذات صلة

"أريد أمي".. تفاصيل مؤلمة عاشتها طفلة غزية علقت 4 أيام تحت الأنقاض

"هذا بيتي المدمر"

وهي فوق أطلال منزلها المدمر وعيناها تتلألأ بالدموع، قالت رانيا: "هذا بيتي المدمر، كنا نائمين عندما تم قصف المنزل".

وبحسرة، أضافت: "لم أتخيل قط أن أرى زوجي وأولادي يستشهدون، فقد قضينا (أنا وزوجي) سنوات ممتعة وجميلة مليئة بالذكريات السعيدة".

وتابعت: "لم أسمع دوي انفجار عند القصف، لكن وجدت نفسي تحت الركام الذي سقط على زوجي وأولادي أيضا".

الأم شددت على أنها لم تتمكن من الاستمتاع بوقت كافٍ مع طفليها، اللذين أنجبتهما بعد 11 عامًا من الشوق والانتظار.

ولطالما تمنت أن يمر أول شهر رمضان وأول عيد فطر ورضيعاها في حضنها، وأن يرتديا الملابس الجديدة في براءة وفرح.

ورفح مهددة بمزيد من المجازر، إذ تُصر إسرائيل على اجتياح المدينة؛ بزعم أنها "المعقل الأخير لحركة حماس"، رغم تحذيرات دولية متصاعدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح.

والرضيعان نعيم ووسام هما بين أكثر من 13 ألف طفل قتلهم الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة، والتي خلفت إجمالا عشرات آلاف الضحايا المدنيين، ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

وتواصل إسرائيل هذه الحرب، رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".

Advertisements