الارشيف / عرب وعالم

"روح" يبث الروح في الدراما العراقية

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 3 أبريل 2024 11:18 صباحاً - شهدت الدراما العراقية نقلة نوعية وغزارة في الإنتاج خلال رمضان 2024، عبر إنتاج 24 مسلسلاً درامياً تنوعت ما بين التراجيدي والأكشن والفكاهي، في وقت تناولت فيه موضوعات اجتماعية سلطت فيها الضوء للمرة الأولى على أصحاب الهمم من متلازمة "داون"، متجسدة في مسلسل "روح" الذي بات واحداً من أهم الاعمال الدرامية الذي تناول هذه الشريحة ليس على مستوى العراق فحسب بل على صعيد الدراما العربية.

وتسعى الدراما العراقية عبر هذا الكم من الإنتاج لتخطي حاجز المحلية إلى العربية من خلال الارتقاء بالنصوص والإخراج عبر الاستعانة بمخرجين عرب وفنيين في بعض الأعمال الدرامية التي قدمت عبر غالبية الفضائيات العراقية خلال هذا العام.

لكن؛ تبقى عقدة الإنتاج واحدة من عقد الدراما العراقية، إذ تفتقر إلى الموارد المالية التي تمكنها من النهوض بواقعها إلى مصاف الدراما الخليجية والمصرية والسورية مثالاً لا على سبيل الحصر، وهذا ما أكده الأكاديمي والمخرج "حكمت البيضاني"، حيث قال لـ "الخليج 365" إن "الساحة الفنية العراقية مازالت فقيرة من جانب الإنتاج، على المستويين المالي والتوجيهي، وتخضع لمزاجيات الجهات المنتجة في انتقاء الأعمال الدرامية وموضوعاتها"، ويعتقد "البيضاني"، أنّ "انفتاح الإنتاج في الدراما العراقية سيجعلها تشكل فارقاً كبيراً خلال السنوات القليلة المقبلة".

الفنانة والأكاديمية عواطف نعيم، ترى خلال حديثها لـ"الخليج 365" أنّ "هناك دورانا لعجلة الحركة الإنتاجية الدرامية في العراق، ورغم تفاوت الأعمال بين الجيدة جدا والمقبولة إلا أنّ هذا التنوع والزيادة في الإنتاج سيؤدي إلى تشجيع كتاب السيناريو لتكثيف جهودهم خلال المواسم المقبلة من رمضان، خصوصاً فيما يخص الأعمال الدرامية التي تطرح موضوعات مجتمعية جريئة مسكوتا عنها لسنوات".

وتناول المسلسل قصة الفتاة "روح" التي تعيش مع جدها وأمها عقب وفاة والدها وليد، والصراع الذي تخوضه "روح" مع التنمر داخل المجتمع الذي امتد إلى أقربائها، والمعاناة والعقد الاجتماعية التي تصيب أهالي أصحاب ذوي الهمم في المجتمع العراقي بشكل خاص والعربي بشكل عام، حيث تمتد الهواجس والمخاوف حتى إلى كل من يود الارتباط مع واحد من ذوي أصحاب الهمم.

برع الكاتب والسيناريست "محمد خمّاس" في الطرح والمعالجة الدرامية لأصحاب الهمم مستفيداً من تجربته الصحفية في إعداد وكتابة البرامج التلفزيونية والأفلام الوثائقية، وكما عودنا "الخماس" في أعماله السابقة التي اتسمت بالجرأة في الطرح، فقد شكل نسقاً وخطاباً جديداً للدراما العراقية عبر الحبكة الرصينة والجرأة المدروسة في الحوار من خلال مسلسل "روح"؛ إذ خرج فيها من عباءة المألوف عنه من الكوميديا ليذهب إلى الكوميديا السوداء التراجيدية التي تجسدت في مسلسل "روح".

وفي دراما "روح" ذهب المخرج حسن حسني بالمشاهد بعيداً عبر استخداماته لسيمائية الإخراج في تجسيد شخصية "روح" التي تعامل معها المخرج بواقعية وأبدع في صناعة الأمل لدى أصحاب الهمم.

Advertisements