محمد الرخا - دبي - الثلاثاء 2 أبريل 2024 11:22 مساءً - هزت الأحداث الأخيرة سمعة شركة "بونيغ" العملاقة للطيران، مما ترك الكثيرين يشككون في مصداقيتها والتزامها بالسلامة، وفقًا لتقرير نشره موقع "techxplore".
ومع اعتماد مليارات الركاب على الطائرات، التي تصنعها شركة "بوينغ" أو "إيرباص"، فإن الأضواء تنصب بقوة على قدرة بوينغ على معالجة النكسات الأخيرة واستعادة ثقة الجمهور.
وبين التقرير إلى أن سلسلة ألقت من مشكلات السلامة، بما في ذلك حوادث مثل فقدان سدادة الباب في منتصف الرحلة على متن رحلة لشركة "ألاسكا إيرلاينز"، واكتشاف أجزاء مفككة في طائرات "737 ماكس 9" المتوقفة عن التحليق، بظلالها على سمعة "بوينغ"، التي كانت ممتازة في السابق.
أخبار ذات صلة
وسط أزمة تصنيع.. طيران الإمارات تدعم اندماج "بوينغ" و"سبيريت"
وأشار التقرير إلى أن تلك الأحداث إلى جانب الحوادث المأساوية لطائرات "737 ماكس 8"، في السنوات الأخيرة، إلى إغراق شركة "بوينغ" في أزمة ثقة.
ونقل التقرير عن بيتر مانكوسي، خبير إدارة الأزمات وأستاذ التدريس المساعد في جامعة "نورث إيسترن"، تأكيده على الأهمية الحاسمة لـ"بوينغ
" لاستعادة الثقة بدءًا بإرضاء الهيئات التنظيمية، لا سيما إدارة الطيران الفيدرالية (FAA).
وأوضح أنه ما لم تظهر شركة "بوينغ" التزامًا راسخًا بمعالجة المخاوف المتعلقة بالسلامة وتلبية المعايير التنظيمية، فإن الجهود المبذولة لإصلاح صورتها العامة ستكون عديمة الجدوى.
أخبار ذات صلة
طيران الإمارات يطلب شراء 90 طائرة بوينغ من طراز 777إكس
ويمثل سقوط شركة "بوينغ" من خروجًا صارخًا عن تراثها التاريخي كنموذج لسلامة الطيران، حيثُ يعزو سايمون بيتس، مدير البرامج في معهد جوردون للقيادة الهندسية في "نورث إيسترن" والمدير التنفيذي السابق لشركة "فورد موتور"، تراجع شركة "بوينغ" إلى تحول في الأولويات نحو الربح على حساب الجودة.
ويقول بيتس إن تركيز شركة "بوينغ" على إجراءات خفض التكاليف، خاصة بعد اندماجها مع شركة "ماكدونيل دوجلاس" في أواخر التسعينيات، أدى إلى تقويض المعايير الهندسية وتآكل ثقة الجمهور.
ويثير بيتس المخاوف بشأن الإشراف التنظيمي الذي تمارسه إدارة الطيران الفيدرالية، مستشهدًا بحالات الإفراط داخل "بوينغ" في اصدار التصاريح الذاتية، وتداخل العلاقات بين موظفي بوينغ والموظفين في الهيئة، والذي بدوره يمكن أن يؤدي إلى نزاعات مصالح وتقليل من مستوى الرقابة والتفتيش المستقل.
ويؤكد بيتس على الحاجة إلى قيادة مختصة داخل "بوينغ"، داعيًا الأفراد ذوي الخلفية الهندسية القوية لتوجيه الشركة نحو ثقافة السلامة والابتكار.
أخبار ذات صلة
طيران الإمارات تعلن طلبية بقيمة 52 مليار دولار لشراء 95 طائرة بوينغ
وينظر بيتس إلى الإصلاح الأخير للقيادة في شركة "بوينغ"، الذي شهد إقالة مديرها التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة ورئيس الطائرات التجارية، على أنه خطوة في الاتجاه الصحيح.
ومع ذلك، فهو يؤكد على أهمية تعيين قادة يمنحون الأولوية للخبرة الفنية ويخصصون الموارد بشكل فعال لضمان تطوير طائرات عالية الجودة.
كما تؤكد باولا كاليجيوري، الأستاذة المتميزة في إدارة الأعمال والإستراتيجية الدولية بجامعة "نورث إيسترن"، على أهمية تعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة داخل شركة "بوينغ".
وبينت أهمية قيام كبار المسؤولين التنفيذيين بتقديم تحديثات منتظمة حول تدابير السلامة وخلق بيئة يشعر فيها الموظفون بالقدرة على إثارة المخاوف المحتملة دون خوف من العقاب.
ومع مواجهة شركة "بوينغ" تحديًا هائلاً في إعادة بناء الثقة واستعادة سمعتها كشركة رائدة في مجال سلامة الطيران، فإن الجهود المتضافرة لمعالجة المخاوف التنظيمية، وإعطاء الأولوية للتميز الهندسي، وتعزيز ثقافة الشفافية والمساءلة، قد تعيد لها مكانتها كاسم موثوق به في مجال الطيران.