محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 11:27 مساءً - أحمد عبد
يبدو أن عودة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر للمشهد السياسي العراقي باتت وشيكة، بعد أن خلت الساحة السياسية لتحالف "الإطار التنسيقي"، الذي يترأسه نوري المالكي، الغريم الأول للصدر.
وفي 29 أغسطس/آب عام 2022، أصدر مقتدى الصدر قراراً بسحب نواب "الكتلة الصدرية" السياسية من البرلمان، وأعلن رسمياً اعتزاله العمل السياسي؛ احتجاجاً على إصرار "الإطار التنسيقي" على تشكيل الحكومة بعيداً عن الصدر، رغم فوز كتلته بالأكثرية في الانتخابات المؤدية لتشكيل الحكومة الخامسة في البلاد.
"لعبة جر الحبل"
تنقسم الكتل السياسية "الشيعية" الحاكمة في العراق ما بعد عام 2003 إلى قسمين، الأول اتسم بالخط العروبي متمثلًا بالتيار الصدري بقيادة مقتدى الصدر، الذي رفض الانصياع للخط الإيراني في رسم السياسة الداخلية للبلاد، والثاني متمثلًا بباقي الكتل التي تُعرف تبعيتها للجمهورية الإيرانية وفق ما يسمى بـ"ولاية الفقيه".
ووصف المحلل السياسي جاسب الحجامي الصراع بين التيار والإطار بـ "لعبة جر حبل جغرافية".
وأضاف، لـ "الخليج 365"، أن الصدر يريد "جر العراق نحو حضنه العربي، بينما تريد الأطراف الفاعلة داخل الإطار التنسيقي السطوة لإيران والانصياع الكامل لإيدلوجياتها السياسية".
أخبار ذات صلة
العراق.. عودة الصدر تهدد بتجدد الصراع مع الإطار التنسيقي
"بيضة القبان"
وبعد أكثر من عام ونصف العام من اعتزال الساحة السياسية والاجتماعية، يعود مقتدى الصدر ليكثف حراكه خلال شهر رمضان، بدءاً من لقائه المرجع الديني في النجف علي السيستاني، الذي أحجم عن لقاء أي شخصية سياسية خلال السنوات القليلة الماضية.
وعاد الصدر أيضا إلى إصدار البيانات المكتوبة التي أثنى من خلالها على قواعده الشعبية "التي صبرت وأثبتت إخلاصها بعد انسحابنا من مجلس النواب لكي لا تكون ظهراً للفاسدين"، بحسب بيان صدر عنه.
وكان مقتدى الصدر منع "الكتلة الصدرية"، الممثل السياسي له، من المشاركة في الانتخابات المحلية "مجالس المحافظات" التي أجريت في 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، رغم محاولات بعض الجهات السياسية إقناعه بالمشاركة.
وقال النائب المستقل سجاد سالم، لـ "الخليج 365"، إن "وجود التيار الصدري داخل قبة البرلمان كان ولا يزال ضروريا؛ لأنه سيغيّر المعادلة لما له من ثقل سياسي يتمثل بالأصوات الانتخابية التي يحصدها في كل عمليات الانتخاب، والحديث اليوم يدور عن عودة التيار المحتملة للعمل السياسي".
بدوره، اعتبر الخبير السياسي عبد الله الربيعي أن التيار الصدري "بيضة القبان" في التوازنات السياسية العراقية، وأضاف، لـ"الخليج 365"، أنه "رغم بعض الهفوات التي شابت مشاركته في الحكومات السابقة، إلا أن ثقله وتماهيه مع تطلعات الشارع العراقي في بعض الأحيان يجعل وجوده ضرورة".
أخبار ذات صلة
قرارات "الاتحادية" العراقية.. إلغاء للكرد أم خريطة انتخابية لمواجهة الصدر؟
بوابة العودة
وتنحصر عودة التيار الصدري إلى العمل السياسي خلال المرحلة الحالية بإمكانية إجراء انتخابات مبكرة، بحسب الباحثة السياسية نوال الموسوي.
وقالت الموسوي، لـ "الخليج 365"، إن "الصدر يتعرض لضغوط كبيرة من قيادات التيار من جهة وقاعدته الجماهيرية من جهة أخرى، فيما تحث كتل سنية وكردية الصدر على العودة؛ بهدف إحداث توازن في العملية السياسية".
وبيّنت أن "الجميع بات يترقب تحركات الصدر الأخيرة، وأصبح الحديث عن الانتخابات المبكرة قائما".
صراع النفوذ
وكشفت مصادر خاصة لـ "الخليج 365" أن "صدعاً كبيراً بدأ ينشأ بين رئيس الحكومة محمد شياع السوداني وزعيم دولة القانون نوري المالكي؛ لاعتقاد الأخير أن السوداني يحاول التشبث بالسلطة والتهيئة لتسلم المنصب لدورة ثانية.
وعزت مصادر من داخل التيار الصدري تحركات مقتدى الصدر الأخيرة إلى الرغبة في "قطع الطريق على المالكي الذي بات يخشى السوداني وحكومته، وأصبح يتحدث بشكل صريح عن نيته تسلم رئاسة الوزراء مرة أخرى".
واعتبرت أن "التيار الصدري هو الوحيد القادر على مواجهة المالكي، سواء عبر القواعد الجماهيرية أو عبر التمثيل السياسي داخل البرلمان".