الارشيف / عرب وعالم

اشتكت الإمارات بمجلس الأمن.. حكومة البرهان تفتقد الحجة والبرهان

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 09:06 مساءً - قد ومن المتوقع وقد يكون ومن المحتمل، هي لغة كلمات أقرب للشك من اليقين، كانت حاضرة في كل مرة زُجت فيها دولة الإمارات العربية المتحدة في قضية قوات الدعم السريع السودانية وما أٌثير عن تقديم الدعم لها إثر الصراع الدائر هناك، وآخر الأمثلة كانت شكوى حكومة السودان ضد الإمارات أمام مجلس الأمن.

وفي تفاصيل الادعاءات التي تكشفت خيوطها بعد ساعات من إعلانها ، فإن السقطات كثيرة وعلى مبدأ "شهد شاهد من أهله"، حيث جاء في وثيقة الادعاء السوداني في مجلس الأمن تقرير عن دعم دولة الإمارات لأحد الشيوخ بالتشاد وهو الشيخ حمدان إقيمر ماديا من أجل تجنيد تشاديين يقاتلون في الدعم السريع، ليتكشف أخيرا بأن الشيخ توفي قبل أكثر من عقدين من الزمن، الأمر الذي أكدته أصوات تشادية عبر صحفييها ومنهم سعد أبكر أحمد ، وأيضا عبر إبراهيم مخير مستشار محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".

دولة الإمارات تقف خلف قوات الدعم السريع، كثُر الكلام وغابت الثوابت، الأمر الذي ظهر جليا في تقرير مجلس الأمن الأخير الذي غابت فيه الأدلة المادية تماما، وعلى العكس فإن مغالطات عدة اصطادها خبراء وصحفيون تشاديون لما ورد في التقرير، وعلى سبيل المثال لا الحصر فيقول التقرير إنه بعد زيارة رئيس المرحلة الانتقالية بالتشاد محمد ديبي إلى الإمارات في يونيو 2023، بنت الإمارات مطار أم جرس، وفي البحث يتضح أن ذلك غير صحيح ، فقد بُني مطار أم جرس في المدينة التشادية في أبريل 2022، أي قبل اندلاع الحرب السودانية بعام كامل، فضلا عن أن المدرعات التي قدمتها الإمارات للحكومة التشادية لم تُستخدم إطلاقا في حرب السودان وما زالت موجودة في مقر القوات البرية التشادية ، أما بالنسبة للتعداد البشري بعيدا عن الأسلحة فإن قوات الدعم السريع يقارب عدد جنودها المليون مقاتل وهي بمنطق العقل ليست بحاجة المزيد في حرب الشوارع التي يتفوق التكتيك فيها على قوة العدد .

ليس في الأحداث فقط بل إن صحة الأسماء و والمسؤولين والزعماء كانت مغلوطة في التقرير، الذي لفت إلى أن عمدة أم جرس وهي مدينة تقع شمال تشاد يدعى صندل حقار، إلا أن التقصي يكشف عن أن عمدة المدينة يدعى عبود هاشم حاليا، وهو في منصبه منذ عام 2019 إلى الآن، كما أن التقرير ادعى بأن الفريق التشادي بشارة عيسى جاد الله كان علامة فصل في دعم قوات الدعم السريع، لكنه في الواقع لم يكن حتى في منصب وزير الدفاع أثناء اندلاع الأزمة السودانية، إنما عُين في فترة سابقة رئيسا للأركان الخاصة لرئاسة الجمهورية وأُحيل بعدها إلى التقاعد.

وبين هذا وذاك حرب راح ضحيتها عشرات آلاف السودانيين، وهُجر ما يزيد عن 7 ملايين شخص، فضلا عن مجاعة قيل إن انعدام الحلول سيجعلها الأكبر في العالم، بينما تواصل حكومة السودان توزيع اتهاماتها هنا وهناك فالإمارات لم تكن الأولى وسبقها اتهامات لدول جوار أفريقية، كالتشاد والنيجر وموريتانيا وغيرها، إلى الوقت التي أضحت فيه حكومة البرهان وفق مراقبين دون برهان حقيقي.

Advertisements