محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 07:15 مساءً - تباينت آراء المحللين السياسيين بشأن إمكانية أن يمثل المقترح الإسرائيلي بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين مع حركة حماس، مدخلاً لاتفاق شامل بين الجانبين، خاصة في ظل تعثر مفاوضات التهدئة التي تجري بوساطة دولية وإقليمية.
وقدمت إسرائيل، مقترحًا لحركة حماس يتضمن موافقتها على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين أعادت اعتقالهم بعد أن كانت قد أطلقت سراحهم، إثر عملية تبادل في صفقة جلعاد شاليط، وذلك مقابل إفراج الحركة عن جثتي أسيرين إسرائيليين تحتجزهما منذ 2014.
أخبار ذات صلة
"شاليط مجددا".. إسرائيل تعرض على حماس إطلاق سجناء مقابل جثتي جنديين
وقالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، إن "إسرائيل مستعدة لإطلاق سراح هذه الفئة من الأسرى مقابل إفراج حماس عن جثتي الجنديين المحتجزتيْن منذ 2014، هدار غولدن، وأورون شاؤول"، مبينًا أن حماس لم تسلم ردها بعد.
وحسب القناة، فإن "من المتوقع أن يتم التعامل مع الاقتراح خلال المفاوضات في العاصمة المصرية القاهرة"، الأمر الذي يمكن أن يمثل اختراقًا في المفاوضات بين حماس وإسرائيل، خاصة مع تعثر التوصل لصفقة تبادل أسرى لسنوات طويلة.
مدخل إسرائيلي
ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة القدس، سعيد زيداني، أن "مثل هذا المقترح يمكن أن يمثل مدخلاً لتحريك المياه الراكدة بمفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل"، لافتاً إلى أن تل أبيب ستكون الكاسب الأكبر من هذا المقترح.
وأوضح زيداني، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "من المرجح أن تقبل حماس المقترح الإسرائيلي، على الرغم من إصرارها في السابق على الإفراج عن أسرى صفقة شاليط المعاد اعتقالهم كشرط للمفاوضات على جثتي الجنديين الإسرائيليين.
أخبار ذات صلة
رئيس "الموساد" يحدد شرط نجاح صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس
وأضاف: "اليوم حماس تعتقد أنها تمتلك الكثير من أوراق القوة، وأن عدد الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين الذين بحوزتها سيمكنها من التوصل لاتفاق تبادل أسرى، وهو الأمر الذي قد يدفعها للقبول بهذا المقترح مع بعض التعديلات".
وأشار إلى أن "نجاح مثل هذه الصفقة مرهون بجدية إسرائيل بهذا المقترح، علاوة على إمكانية قبولها ببعض طلبات حماس، مثل هدنة إنسانية لعدة أيام بغزة، وعودة عدد محدود من النازحين من وسط وجنوب القطاع لشماله".
وحسب المحلل السياسي، فإن "المقترح بحاجة لتطوير ودراسة من كلا الجانبين عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين، لكنه سيؤدي في حال إقراره لبدء حماس وإسرائيل محادثات جادة لصفقة تبادل أسرى شاملة توقف الحرب بغزة".
واستكمل: "المطلوب من الوسطاء التأكد من جدية إسرائيل بشأن هذا المقترح، والعمل على بلورته في إطار اتفاق مؤقت للتهدئة"، مشيراً إلى أن المقترح يمكن أن يشمل زيادة تدفق المساعدات الإنسانية لغزة، وهو الذي يمثل أولوية لحماس بالوقت الراهن.
أخبار ذات صلة
أبرزها "شاليط".. تاريخ صفقات الأسرى الإسرائيلية الفلسطينية
بالون اختبار
في المقابل، عدّ أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، أيمن يوسف، أن "من المستبعد أن يلقى المقترح الإسرائيلي قبولاً من جانب حركة حماس"، لافتًا إلى أن الحركة تسعى للتوافق مع إسرائيل على صفقة تبادل شاملة.
وأوضح يوسف، في حديث لـ"الخليج 365"، أن "ما يجري تداوله في الإعلام العبري بمثابة بالون اختبار لما يمكن أن تقدمه حماس من تنازلات من أجل وقف الحرب والتوصل لصفقة تبادل مع إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بالأسرى والمحتجزين".
وأضاف: "إسرائيل تدرك جيدًا أن مثل هذا العرض لا يمكن أن يلقى قبول قيادة حماس، وأن الحركة تبدي مرونة من أجل التوصل لصفقة تاريخية بالنسبة لها تخرجها من المأزق السياسي الذي وضعت نفسها فيه على إثر أحداث السابع من أكتوبر".
وتابع: "قبول حماس بمثل هذا العرض يضعف من قوتها أمام الرأي العام الفلسطيني، ويؤثر على قدرتها على حكم غزة بعد الحرب"، مشددًا على أن أي اتفاق مع إسرائيل لا يضمن لحماس مواصلة سيطرتها على قطاع غزة لن يكتب له النجاح.
وأشار المحلل السياسي، إلى أن "حماس معنية بأي اتفاق يبقي سيطرتها الأمنية والإدارية على غزة، وأن أي اتفاق يمكن أن يؤثر على ذلك لن يتم تنفيذه"، مؤكدًا أن تبادل الأسرى بين الجانبين لا يمكن أن يكون إلا في إطار صفقة شاملة، وفق تقديره.