محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 07:15 مساءً - مع مرور اليوم العالمي للمسرح، لم تعلن وزارة السياحة السورية، إسدال الستار على حالة الخراب في بيت أبي خليل القباني، الذي تلاحقه التراجيديا بعد مماته، مثلما فعلت في حياته.
ورغم مطالبة المثقفين، منذ سنوات طويلة، بتحويل منزل رائد المسرح العربي، إلى متحف يضم مقتنياته ويستقبل في ساحته العروض المسرحية من كل حدب وصوب، فإن البيت جرى تسليمه لمستثمر أراد تحويله لمطعم، لكن المشروع توقف، وبقيت أطلال المكان تنتظر معجزة ترد الاعتبار لرمزية هذا البيت.
حالة الخراب في بيت أبي خليل القبانيالخليج 365
ولم يبق من بيت أبي خليل القباني اليوم، سوى بعض الجدران المتهالكة، بعد أن تهدمت سقوفه، وخُلعت أبوابه وسرقت مقتنياته وبعض الجداريات التي زينت حيطانه.
وكانت وزارة السياحة السورية، استملكت منزل القباني الترابي المتهدم في المزة كيوان في العاصمة دمشق، عام 2010، بعد جدل مع وزارة الثقافة حول الأحقية في المكان.
وعُرف عن رائد المسرح العربي، أبي خليل القباني، "1833- 1903"، حرصه على إجراء بروفات الأعمال المسرحية، في ساحة منزله المطل على نهر بردى وجبل وقاسيون.
مكانة الأثرية لبيت أبي خليل القبانيالخليج 365
وتعرض القباني للاضطهاد بسبب عشقه للمسرح، خاصة بعد نجاح عرضه الأول "الشيخ وضاح ومصباح وقوت الأرواح"، الذي قدمه عام 1871، فشكاه الشيوخ لوالي دمشق، فأوقفه عن العمل.
ولم يفلح المنع في إيقاف القباني عن العمل، فعاد وقدم نحو 40 عرضًا، قبل أن يضطر للمغادرة إلى مصر عام 1884، بسبب معاودة الضغوط عليه، حيث قدم عدة أعمال لاقت نجاحًا جماهيريًّا كبيرًا في القاهرة.
وفي كلمته في يوم المسرح العالمي عام 1996، تحدث الراحل سعد الله ونوس عن القتل الإبداعي الذي تعرض له أبو خليل القباني، وقال كلمته الشهيرة: "إننا محكومون بالأمل، وإن ما يجري ليس نهاية التاريخ".
تهالك جدران منزل أبي خليل القباني الخليج 365
وينتظر عشاق المسرح السوريون، عودة الحياة إلى بيت أبي خليل القباني، الذي تتيح مساحته الواسعة إقامة مسرح صغير مع قاعة واسعة تستضيف النشاطات الثقافية.
ويقول الكاتب المسرحي سامر محمد إسماعيل لـ"الخليج 365" إن العمل على تحويل بيت أبي خليل القباني إلى متحف ومسرح يستقبل الفنانين من جميع دول العالم، مسؤولية تقع عاتق المثقفين ويجب أن يطالبوا بتحقيقها دائماً.
وشكل منزل أبي خليل القباني، ملجأ آمناً، نظراً لبعده عن مركز المدينة، بعد أن قام الأصوليون بحرق مسرحه وتحريض الصبية على ملاحقته وشتمه في الشوارع.
حالة الخراب التي لحقت منزل أبي خليل القبانيالخليج 365
وتختصر حال بيت أبي خليل القباني المتهدم، ما آل إليه المسرح العربي من تدهور، نتيجة انتشار الفنون التسويقية واختلاف قيم العصر، وهروب معظم الفنانين إلى التلفزيون، بسبب غياب الميزانيات المخصصة للمسرح.
وغطت أحداث الحرب، على قصة بيت أبي خليل القباني، كما تسبب العجز الاقتصادي بتجميد مطالبات الترميم والاستثمار التي كانت تطرح بإلحاح في السابق.
ولم تقتصر شهرة القباني على تأسيس المسرح العربي، بل في لحن الكثير من الأغنيات الشعبية التي أصبحت جزءًا من التراث، مثل: "يا مال الشام، ويا طيرة طيري يا حمامة، وصيد العصاري".