الارشيف / عرب وعالم

يافا.. مدينة تاريخية ربطت فلسطين بالعالم (فيديو إرم)

  • 1/6
  • 2/6
  • 3/6
  • 4/6
  • 5/6
  • 6/6

محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 11:18 صباحاً - تُعد مدينة يافا أو "عروس البحر" كما يُسميها أهل فلسطين، من أهم المدن وأقدمها، وقد أسسها الكنعانيون في الألف الرابع قبل الميلاد، وربطت فلسطين بالعالم تجارياً، قبل السيطرة الإسرائيلية عليها إبان أحداث النكبة، التي وقعت عام 1948.

وتقع المدينة التاريخية الأجمل فلسطينياً على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وهي اليوم ضمن بلدية تل أبيب الإسرائيلية، واحتلت لفترة طويلة مكانة هامة بين المدن الفلسطينية الكبرى من حيث المساحة وعدد السكان والموقع الإستراتيجي.

أحد أحياء مدينة يافافيسبوك

وفي عام 1949 قررت الحكومة الإسرائيلية توحيد مدينتي يافا وتل أبيب إدارياً، تحت اسم البلدية المشترك "بلدية تل أبيب – يافا"، بعد أن غيرت معظم معالمها وهدمت أجزاءً كبيرة من أحيائها، في إطار عملية أطلق عليها اسم "درور".

ويسكن المدينة في الوقت الراهن قرابة 60 ألف نسمة معظمهم من اليهود، إضافة لأقلية من المسلمين والمسيحيين، فيما كانت منذ تأسيسها مركزاً تجارياً هاماً للمنطقة، وازدهرت عبر العصور القديمة، علاوة على أنها تعرضت للاحتلال أكثر من مرة.

تسمية المدينة

"يافا" اسم كنعاني يعني المنظر الجميل، ومعظم التسميات التي أطلقت على المدينة عبر العصور المختلفة حملت المعنى ذاته، فيما يشير بعض المؤرخين إلى أن المدينة قد سُميت على اسم "يافث"، أحد الأبناء الثلاثة للنبي نوح.

ميناء مدينة يافا

ميناء مدينة يافافيسبوك

ويقول المؤرخون، إن "يافث" هو مَن بنى مدينة يافا بعد انتهاء الطوفان، فيما يشير آخرون إلى أن أقدم تسجيل لاسم المدينة كان باللغة الهيروغليفية والتي تعود لعهد الفرعون تحتمس الثالث، حيث ورد اسمها ضمن البلاد الآسيوية، التي كانت تحت سيطرة الفراعنة.

واكتسبت المدينة مكانتها من كونها تمثل مفترق طرق بين القارات الثلاث آسيا وأفريقيا وأوروبا، علاوة على مظاهر الجمال الفريدة بها، إذ إنها تعد من أكثر المدن الفلسطينية جمالاً وأكثرها تعدادًا لأشجار الحمضيات.

أحد شوارع مدينة يافا

أحد شوارع مدينة يافافيسبوك

وبقيت المدينة حتى عام النكبة، تحتفظ باسمها ومدلولها كعروس فلسطين، خاصة مع كثرة الحدائق، وأشجار البرتقال ذي الشهر العالمية، والذي كان يُصدر للخارج منذ القرن التاسع للميلاد، كما إنها شكلت عام 1885 أول مجلس بلدي.

ومع الفتح الإسلامي لفلسطين، ظلت مدينة يافا تحتل مكانة مهمة بين المدن الفلسطينية، علاوة على أنها بقيت مركزاً تجارياً رئيساً ومرفأً لبيت المقدس ومرسى للحجاج.

أقدم ميناء بالعالم

ويعتبر ميناء المدينة التاريخية من أقدم موانئ العالم، ويعود تاريخه لأكثر من 4 آلاف عام، في حين اتخذت إسرائيل قراراً عام 1965 بإغلاقه أمام السفن الكبرى وتحويلها لميناء آخر، وأبقته مفتوحاً فقط للسفن الصغيرة.

أحد أحياء مدينة يافا

أحد أحياء مدينة يافافيسبوك

أحد أحياء مدينة يافا.

تعتبر المدينة حقلاً اقتصادياً مهماً، حيث ساعدت تربتها ومناخها ووفرة المياه فيها على انتشار زراعة الحمضيات، ما جعل المدينة مصدراً لتصديرها للأسواق العالمية، ما أدى لانتشار الشركات الاستثمارية وشركات النقل فيها.

وينتشر في يافا العديد من الصناعات كصناعة البلاط، والقرميد، وسكب الحديد، والمنسوجات، والحلويات، ومن أهم معالمها مسجد يافا الكبير، ومسجد حسن بك، وكنيسة القلعة، وساحة الساعة، وساحة العيد، والحمامات القديمة، والمزارات الدينية.

عاصمة فلسطين الثقافية

وقبل أحداث النكبة، كانت يافا عاصمة فلسطين الثقافية، وشهدت تأسيس أهم الصحف الفلسطينية اليومية وعشرات المجلات ودور النشر، إلى جانب احتوائها على أهم وأجمل دور السينما والمسارح والأندية الثقافية.

ثمار الأشجار في مدينة يافا

ثمار الأشجار في مدينة يافافيسبوك

واليوم تشكل يافا أربع ضواح ثانوية لمدينة تل أبيب الإسرائيلية، وتتكون من 12 حياً يسكن العرب ثلاثة منها فقط، ومن أهم أحيائها: "العجمي، والمنشية، وارشيد، والنزهة، والجبلية، وهرميش، كما إن بها برج ساعة عبد الحميد الثاني، وأسواقها من أشهر الأسواق.

وشهدت المدينة طباعة أول بريد فلسطيني، وكانت تحت دائرة استهداف المخططات الإسرائيلية منذ الانتداب البريطاني على فلسطين، خاصة وأن ميناءها كان المركز الرئيس للهجرة اليهودية لفلسطين، ما أدى لزيادة أعداد اليهود عن العرب من المسلمين والمسيحيين.

Advertisements