محمد الرخا - دبي - الاثنين 1 أبريل 2024 08:10 صباحاً - تعيش الضفة الغربية حالة من الاضطراب منذ نحو عامين، خاصة عقب معركة "سيف القدس" بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية في مايو/ أيار عام 2021.
وعقب تلك الأحداث برزت مجموعات مسلحة كثيرة في الضفة الغربية كانت أبرزها "كتيبة جنين" و"عرين الأسود" والتي يجري تمويلها بشكل مباشر من قبل الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وبإشراف إيراني.
وقال الخبير في الشأن السياسي الدولي رائد نجم، إن "إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية ومعها الحكومة هو مسعى إيراني دائم، ومبدأ عمل تحت مسمى ما يعرف بتصدير الثورة، والثورة على الحكم المركزي وإسقاطه لصالح ميليشيات جديدة تتبع إيران، فالحالة الفلسطينية ليست استثناء". حسب نجم.
وأضاف نجم لـ"الخليج 365"، أن حالة الضفة الغربية ليست جديدة في التفكير الإيراني، حيث تعتبر أن الجهاد الإسلامي أقدر على تحمل هذه المسؤولية بتمويل مجموعات من حركة فتح وتسليحها، والهدف هو إضعاف السلطة وتقوية الفصائل الموالية لها مثل الجهاد وحماس، ومن يعترض على ذلك سيكون مستهدفا إعلاميًا بالدرجة الأولى.
وتابع، "أما ميدانيًا فلا أعتقد أن الدخول في مواجهة مع السلطة يمثل مصلحة في هذا التوقيت، إلا إذا كان هناك تحرك سياسي إقليمي واسع يمكن أن يفقد إيران نفوذها في الملف الفلسطيني، كما كانت تلجأ في السابق لتنفيذ عمليات مسيسة لإفشال عملية التسوية بالكامل من خلال حركتي حماس والجهاد".
من جهته، قال الخبير في الشؤون العسكرية رائد موسى، إن إيران وغيرها من أطراف يحاولون تنظيم جماعات مسلحة في الضفة بهدف أن يكون لهم تأثير في مجريات الأمور كما غزة، من أجل أن يكون لهم موقع في أي ترتيبات سياسية قادمة؛ إذ إنهم يسعون لعدم تجاهلهم من الأطراف الفاعلة في ترتيب المنطقة.
إيران وإثبات سيطرتها
وأضاف موسى لـ"الخليج 365" أن إيران والعابثين بالشأن الفلسطيني الداخلي يحاولون إثبات استمرار سيطرتهم على بعض خيوط المعادلة في الصراع، كي لا يتم تجاهلهم في الترتيبات الإقليمية.
ولفت إلى أن إيران تريد ان تكون حاضرة أيضًا، وتنال دوراً وامتيازات في أي ترتيب سياسي اقتصادي قادم، هذا بالإضافة إلى أن حكومة نتنياهو وشركاءه من المتطرفين يسعون لتأجيج الأوضاع في الضفة كسياسة أونهج يتبنوه لترضية الأصوات المتطرفة التي أتت بهم إلى السلطة.
وأوضح موسى، أن "ذلك يعزز من مكانة الجماعات المسلحة الفلسطينية، كونها تواجه العدوان الإسرائيلي بشكل يومي، بينما في الواقع مواجهة المسلحين الفلسطينيين للممارسات العدوانية للاحتلال يساعد الجيش الإسرائيلي جدًا في تحقيق أهدافه التدميرية للضفة ومخيماتها".
وبحسب الباحث في الشأن السياسي الفلسطيني يحيى قاعود، تعمل إيران في الساحة الفلسطينية بشكل علني وواضح، من أجل تأمين مصالحها، وهي سياسة جميع الدول والكيانات السياسية، ولها علاقات مع أحزاب الإسلام السياسي، تحديداً حركتي الجهاد الإسلامي وحماس، سواء بالدعم السياسي، أو المالي، أو الزيارات، أو اللقاءات.
إيران تسعى لتأجيج الضفة الغربية
وأضاف قاعود لـ"الخليج 365"، أنه "ليس جديداً الدعم المالي الإيراني لبعض المجموعات في الضفة الغربية، وهو ما صرحت به الأحزاب من قبل، وكان مثاراً للإحاطة الأمنية الإسرائيلية على مدار عامين، والجديد هو تأجيج المناطق الفلسطينية في الضفة الغربية تحت مسمى "وحدة الساحات" وكأن المصطلح عملياً مرتبط بفلسطين دون سواها".
ولفت إلى أن "السياسة الخارجية الإيرانية واضحة، وتأتي بشكل منتظم على لسان وزير خارجيتها بأنه يدعو لحل الصراع، وتهدئة الأوضاع، لكن السياسة الفعلية لإيران تدعم جميع الحركات التي تدين لها بالولاء كالحوثيين وحزب الله".
وختم قاعود: "ما يدفع إيران بكل قوة إلى تحريك الضفة الغربية هو محاولة إيصال رسالة تقول للمنطقة والعالم إن طهران تمتلك زمام تحريك الساحات في المنطقة العربية وخاصة الفلسطينية، دون أي نتائج سياسية إيجابية لمصلحة القضية الفلسطينية للأسف".