محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 09:11 مساءً - قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن التوترات في العلاقة القوية تاريخيًّا بين إسرائيل والولايات المتحدة باتت واضحة، وتكشف حاجة البلدين إلى نهج موحد لمعالجة الأزمة التي أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وأشارت الصحيفة إلى أن الفشل في التوصّل إلى إجماع في الولايات المتحدة وإسرائيل حول كيفية تخفيف محنة سكان غزة، وتهميش حركة حماس، يمكن أن يُعزّز عن غير قصد موقف الجماعة المسلحة، ما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار ليس إسرائيل فحسب، بل المنطقة بأكملها.
وأوضحت الصحيفة أن الأحداث الأخيرة، بما في ذلك انتقادات الرئيس بايدن لتعامل إسرائيل مع الضحايا المدنيين وتوصيل المساعدات، وخطاب السيناتور تشارلز شومر الذي انتقد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ودعم الولايات المتحدة لقرار الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار الذي تعارضه إسرائيل، تعكس توتر المشهد السياسي الداخلي المعقد في كلا البلدين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس بايدن يواجه ضغوطًا من الجناح اليساري في الحزب الديمقراطي، الذي ينتقد بشكل متزايد سلوك إسرائيل، بينما يتصارع نتنياهو مع قاعدة يمينية تدعو إلى ضم الضفة الغربية، لافتة إلى أنه ورغم هذه التحديات، هناك دلائل تشير إلى أن الحوار العملي قد يسود على المسارح السياسية.
بدورهم، أبدى مستشارو نتنياهو استعدادهم لإعادة جدولة اجتماع مع كبار مسؤولي إدارة بايدن، الذي تم إلغاؤه سابقًا ردًّا على الإجراءات الأمريكية في الأمم المتحدة. كما أجرى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت مناقشات موضوعية مع فريق بايدن للأمن القومي، مع التركيز على التوازن الدقيق بين الأهداف العسكرية والمخاوف الإنسانية في رفح.
ولفتت الصحيفة إلى أن إصرار إدارة بايدن على وضع خطة شاملة لحماية المدنيين في غزة خلال أي هجوم على رفح، يُسلّط الضوء على خطورة الوضع، موضحة أنه رغم أن اللجوء إلى خدعة التفاوض مع حركة حماس يظل هو المفضل، إلا أن الجهود الدبلوماسية الأخيرة توقفت، الأمر الذي يجعل احتمال القيام بعمل عسكري مطروحًا على الطاولة.
وفي خضم التكهنات حول هجوم إسرائيلي وشيك على رفح، فإن واقع التحديات اللوجستية والإنسانية يؤكد الحاجة إلى مداولات متأنية.
وبحسب الصحيفة، فإن الوقت يُشكّل عاملًا جوهريًّا، إذ يتحمّل المجتمع الإسرائيلي والسكان المدنيون في غزة وطأة الصراع المطول، مبينة أنه ورغم الانتقادات، فإن التزام الرئيس بايدن تجاه إسرائيل لا يزال ثابتًا، ويقدم توجيهات قيمة وسط تعقيدات الجغرافيا السياسية الإقليمية.
وختمت "واشنطن بوست" أنه في نهاية المطاف، فإن التوصّل إلى حلّ مستدام لأزمة غزة يتطلّب قيادة جريئة، وجهودًا دولية متضافرة، موضحة أنه بينما تُبحر إسرائيل على الطريق إلى الأمام، فإن الاستجابة لنصيحة حلفائها، بما في ذلك الولايات المتحدة، ستكون ضرورية في رسم مسار نحو السلام والاستقرار الدائمين في المنطقة.