الارشيف / عرب وعالم

وسط تنافس غير مسبوق.. بدء التصويت في الانتخابات المحلية بتركيا

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الأحد 31 مارس 2024 03:06 صباحاً - يتوجه الناخبون الأتراك، اليوم الأحد، إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية التي ستجرى في 81 ولاية تركية.

وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في تمام الساعة السابعة صباحاً، وتبقى كذلك حتى الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي في الولايات الشرقية، ومن الثامنة صباحاً حتى الخامسة مساء في باقي أنحاء تركيا.

أما النتائج الأولية فيتوقع أن تبدأ في الظهور مع حلول الساعة العاشرة مساء (19:00 بتوقيت غرينتش).

وبلغت نسبة المشاركة 84% في الانتخابات المحلية الماضية التي جرت عام 2019، وحققت المعارضة فوزاً كبيراً في بلديات المدن الكبرى.

ويبلغ عدد سكان تركيا 85 مليوناً، ويحق لأكثر من 61 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم، لاختيار 1393 رئيس بلدية وولاية، وانتخاب ما يقارب من 33 ألف مختار لكل مدن وأحياء وقرى تركيا.

ويشارك في هذه الانتخابات مئات المرشحين المستقلين، و36 حزباً سياسياً، بحسب رئيس الهيئة العليا للانتخابات أحمد ينر.

ويأتي في مقدمة الأحزاب المتنافسة حزب "العدالة والتنمية" الحاكم، وحزب "الشعب الجمهوري" حزب المعارضة الرئيسي، وحزب "المساواة الشعبية والديمقراطية" الكردي، والحزب الجيد، وحزب التقدم والديمقراطية، وحزب المستقبل، وغيرها.

ويلاحظ انخفاض نسبة النساء بين المرشحين، إذ لا تتجاوز نسبتهن بين مرشحي حزب "العدالة والتنمية" 2.2%، وحزب "الشعب الجمهوري" 9.3%، وحزب "الشعوب الديمقراطي" 31%.

مظاهر انتخابية في إسطنبولغيتي

أهمية إسطنبول

وتُولي كافة الأحزاب التركية أهمية قصوى للفوز برئاسة بلديات مدن الولايات الكبرى، خاصة إسطنبول وأنقرة، حيث استقطبت المدينتان جهود الحملات الانتخابية، بالنظر إلى أهميتهما السياسية والاقتصادية.

وتفوق ميزانية بلدية مدينة إسطنبول ميزانية باقي المدن الثمانين الأخرى في تركيا، حيث بلغت 516 مليار ليرة (16.05 مليار دولار) للعام 2024، في حين أن ميزانية بلدية العاصمة أنقرة بلغت 92 مليار ليرة (2.8 مليار دولار). ويحق لما يقارب 11 مليون ناخب التصويت في هذه المدينة.

ويرى برهان كور أوغلو أستاذ العلاقات الدولية في جامعة ابن خلدون، أن "بلديات المدن الكبرى وميزانياتها تمنح الأحزاب بعض السيطرة على التمويل والعقود وفرص العمل، وتوظفها الأحزاب من أجل تعزيز شعبيتها على مستوى البلاد. إضافة إلى أن مدينة إسطنبول تحظى بمكانة رمزية خاصة بالنسبة للرئيس أردوغان، وهي المدينة الأكبر والأكثر تنوعاً وأهمية".

ويتنافس على رئاسة بلدية إسطنبول 49 مرشحاً، بينهم 22 مرشحاً حزبياً، و27 مرشحاً مستقلاً، وأبرز المرشحين هو أكرم إمام أوغلو، مرشح حزب "الشعب الجمهوري"، والرئيس الحالي للبلدية، ينافسه بقوة مراد قوروم، مرشح حزب "العدالة والتنمية"، ووزير البيئة والتخطيط العمراني السابق.

وبلغ عدد المرشحين لرئاسة بلدية أنقرة 24 مرشحاً، بينهم 19 من الأحزاب السياسية و5 مستقلين. ويعتبر منصور ياواش، الرئيس الحالي لبلدية أنقرة، ومرشح حزب "الشعب الجمهوري"، أبرز المرشحين، ينافسه تورغوت ألتينوك مرشح حزب "العدالة والتنمية"، الرئيس السابق لبلدية منطقة "كسبسورين" الشعبية في أنقرة.

الرئيس أردوغان مع مرشح

الرئيس أردوغان مع مرشح "العدالة والتنمية"رويترز

حظوظ الفوز

ويرجع كور أوغلو فوز المعارضة ببلديتي إسطنبول وأنقرة في انتخابات عام 2019، إلى "التحالف الذي كان قائماً بين أحزاب المعارضة"، لذلك يرى أنه "بعد انهيار التحالف، تبدو حظوظ مرشحي حزب العدالة والتنمية ستكون أكبر، لكنه استدرك بأنه "لا يوجد حسم إسطنبول، فيما بلدية أنقرة أرجح ان يفوز بها مجدداً منصور ياواش".

 تشير آخر استطلاعات الرأي التي أجرتها شركة "متروبول" إلى أن إمام أوغلو يتفوق على كوروم بـ 9 نقاط، وأن 46.3% من ناخبي حزب "المساواة الشعبية والديمقراطية" الكردي، و64% من ناخبي الحزب "الجيد" في إسطنبول، يميلون إلى التصويت لصالح إمام أوغلو، على الرغم من تفكك تحالف المعارضة، الأمر الذي يقوي حظوظ إمام أوغلو.

من جهته، قلّل الكاتب عبد القادر سيلفي، في مقاله بصحيفة "حرييت" المقربة من حزب "العدالة والتنمية"، من شأن توقعات استطلاعات الرأي، معتبراً أن حزب الشعب الجمهوري يقف وراء هذه الاستطلاعات من أجل "تغيير توجهات الناخبين عن طريق الاستطلاعات".

لكن استطلاع آخر، أجرته شركة "آسال" من عدة أيام، أظهر تفوق إمام أوغلو بـ 3 نقاط على كوروم، في حين أن منصور ياواش تفوق في نفس الاستطلاع بفارق وصل إلى 21 نقطة عن تورغوت ألتينوك.

ويعتبر المحلل السياسي نوري ألطون آغا في تصريح لـ "الخليج 365" أن "جميع الأحزاب، بمن فيها أحزاب المعارضة وحزب العدالة والتنمية، يتمنون خسارة أكرم إمام أوغلو، لأنه إذا فاز ببلدية إسطنبول للمرة الثانية، فإنه سيصبح الزعيم المقبل لتركيا وليس لحزب الشعب الجمهوري فقط".

وأضاف: "بالنسبة لأردوغان فإن الفوز ببلدية إسطنبول بات مسألة شخصية، لأن فوز مرشحه فيها سيجعله قادر على تدعيم سلطته، وربما سيمكنه من تغيير الدستور كي يتمكن من الترشح للرئاسة لولاية ثالثة".

وفي المجمل، يتفق الأتراك على أن انتخابات إسطنبول هي بمثابة معترك تخوضه الأحزاب السياسية من بين عشرات البلديات الكبرى ومئات الصغرى، والفوز فيها يتجاوز البلدية ليصل إلى أبواب السياسة في القصر الرئاسي بأنقرة.

Advertisements