الارشيف / عرب وعالم

هل تفتعل الدراما "جدلا بيزنطيا" لرفع المشاهدات؟

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 07:23 مساءً - تشهد منصات التواصل الاجتماعي ما يمكن أن يطلق عليه "حربا" بالفعل، لكنها حرب من نوع مختلف، يتقاتل فيها النقاد والنجوم والكومبارس وشركات الإنتاج، وهي حربٌ بلا قضايا، يخوضها أخوة أعداء، بسكاكين إلكترونية حادة و"بلطاتٍ نقدية"، تضرب بكامل قوتها انتصاراً لمسلسلاتٍ مثقّبة بالثغرات.

عودة الأسئلة النقدية للواجهة، ومنها مهمات الدراما، وتعريف الفانتازيا، وحق الدراما في الربح المالي وتسلية الجمهور بلا غايات كبرى، تؤكد وجود مشكلة معرفية نقدية وجمالية لم تحلها الدراما بعد.

أثار الجدل.. وأشعل مواقع التواصل!

فقدت عبارة "أثار الجدل"، الكثير من هيبتها، عندما اقتربت من عبارة "أشعلت مواقع التواصل" المستخدمة للتعبير عن فضائح النجوم ولباسهم وتبادلهم الشتائم.

فالجدل في العنوان، كان له الفضل في شهرة "الحشاشين" قبل أن يبدأ العرض، وعندما ظهر الفيديو التسويقي للمسلسل، تأكد هدف تشويق الجمهور بالكلام المثير، على حساب المحاكمة العقلية.

بوستر إعلاني لمسلسل الحشاشينمتداولة

ورغم مهارة الأداء والإخراج والغرافيك وكثرة النجوم في العمل، إلا أن "الحشاشين"، ألقى جميع أوراقه منذ الحلقات الأولى، ولم يعد بإمكانه إضافة شيء جوهري في النصف الثاني من رمضان.

إثارة الجدل، كانت تعني أيضاً، مغازلة الجمهور بعناوين تغويه، حتى لو كانت جاهلية، مثل "المداح" بجزئه الرابع، الذي راهن على عالم الجن والسحر، في كسب متابعة الجمهور، فيما ظهر مسلسل "أعلى نسبة مشاهدة" أكثر واقعية، بتناوله قضية نساء "التكتوكر" الباحثات عن المال والشهرة.

وتسبب مسلسل "ولاد بديعة"، بمشاحنات واتهامات بين النقاد وصناع العمل، بسبب الألفاظ النابية والسلوكيات التي لا تناسب طقوس المشاهدة العائلية في رمضان.

 ورغم أن يامن الحجلي مؤلف النص مع علي وجيه، قال إن الهدف من ذلك هو إحداث صدمة عند الجمهور، إلا أن وجود الكثير من المشاهد القابلة للحذف في "ولاد بديعة"، دون أن يتأثر المسلسل، كان يشير إلى غير ذلك.

وحصل مسلسل "تاج"، على حضور مختلف، وحقق مشاهدات كبيرة، نظراً لتناوله فترة الاحتلال الفرنسي لسوريا، فظهر وكأنه يغرد خارج سرب الأعمال المركزة على الفضائح وتبني الخرافات أو كشف المحظورات.

ويقول الناقد وسام أسعد لـ"الخليج 365" لقد "حرَّرنا تاج، من التبعية العمياء لأعمال البيئة الشامية الكلاسيكية".

بوستر إعلاني لمسلسل ولاد بديعة

بوستر إعلاني لمسلسل ولاد بديعةمتداولة

وتميز مسلسل "أغمض عينيك"، بقصته غير المطروقة حول التوحد، وبنى جماهيريته بتراتبية منطقية وأخلاقية نتيجة تركيزه على الجانب الإنساني للقصة، وليس على الإثارة والأكشن والجريمة.

حروب سبقت العروض!

وتولّت المكاتب الإعلامية التابعة لشركات الإنتاج، مهمة كيل المدائح للمسلسلات وافتعال الجدل حولها، قبل أن يبدأ البث.

كما شهدت مرحلة بيع الأعمال، صراعات بين شركات الإنتاج، فحاول بعضها تسويق شائعات "نقدية"، ضد مسلسلات منافسة، حتى تقل فرصها في التسويق، وتسبب ذلك بنشوء جدل سلبي بين المنتجين.

أخبار ذات صلة

إثارة ومفاجآت.. انطلاق مسلسلات النصف الثاني من رمضان

وكشف الكاتب فادي الحسين، صاحب مسلسلي "وصايا الصبار" و"نقطة انتهى" عن تعرضهم لسيل من الانتقادات وقال: "تعرضنا في وصايا الصبار، لنوع من الحرب التسويقية، ولم نكن الوحيدين، بل طال الاستهداف كل عمل جيد وشركة انتاج جديدة، دخلت المنافسة الدرامية بقوة، واتصفت أعمالها بالقيمة الفنية العالية".

وأكد الحسين في تصريح لـ"الخليج 365" بأن شركات إنتاج سورية، قامت بتخفيض أسعار أعمالها، حتى تبيع بسرعة، ولتخفف فرص تسويق المسلسلات الأخرى التي يمكن أن تكون أكثر جودة.

لكن الجدل الأشهى الذي يفضله النجوم والمنتجون، هو المتداول على منصات التواصل الاجتماعي، لأن عائداته تظهر مباشرة في عداد القراءة والمشاهدات وتفعيل الأجراس، وبالتالي كسب الأموال.

Advertisements