محمد الرخا - دبي - السبت 30 مارس 2024 10:10 صباحاً - يواصل الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في جميع أنحاء قطاع غزة، رغم قرار مجلس الأمن بضرورة وقف إطلاق النار؛ ما يثير تساؤلات عن الأسباب والتداعيات.
ونال القرار تصويت أغلبية الأعضاء وامتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن استخدام الفيتو"، وينص على وقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، على أن يُفضي إلى وقف إطلاق نار مستدام.
لكن الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته بوتيرة يومية في مختلف مناطق القطاع، رغم صدور القرار الأممي.
وقف إطلاق نار مشروط
وقال الباحث السياسي يحيى قاعود إن الأسباب تكمن في صيغة القرار الذي يطالب بوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن، بما يعني أن وقف إطلاق النار مشروط بإطلاق سراح الرهائن، وبذلك تبرر إسرائيل عدم التزامها بوقف إطلاق النار.
وأضاف قاعود، في حديث لـ "الخليج 365"، "هذا من ناحية صيغة القرار، أما من حيث قدرة مجلس الأمن على إجبار إسرائيل على تنفيذ قراراته فهذا مرهون بقدرته على فرض عقوبات على إسرائيل، وهذا أيضًا غير وارد طالما أنّ الولايات المتحدة تدعم إسرائيل؛ لذلك لا يمكن لمجلس الأمن فرض أي قرارات أو حتى إجراءات على إسرائيل من دون موافقة ورغبة أمريكية".
وأضاف قاعود: "أعتقد أن الامتناع الأمريكي عن التصويت ضد القرار جاء نتيجة الخلاف بين إدارة بايدن ونتنياهو بشأن بعض القرارات المتخذة خلال الحرب على غزة، أبرزها اجتياح رفح وقتل وإعدام آلاف المدنيين باستخدام القوة المفرطة خلال الهجوم".
ولفت قاعود إلى أن "بعض الأساليب التي استخدمها الجيش الإسرائيلي عشية قرار مجلس الأمن بتهديد السكان قبل قصف المربعات السكنية في رفح، على اعتبار أنه لا يقوم بمسح مناطق سكنية كاملة هي وساكنيها كما يحدث في محيط مجمع الشفاء الطبي، لا يمكن أن تؤخذ في إطار الالتزام الإسرائيلي النسبي ببعض بنود قرار مجلس الأمن، وفق قراءته".
أهداف خفية
من جهته، قال الخبير في الشؤون السياسية الدولية رائد نجم إنه "بات من الواضح جدًا أن نتنياهو ومن خلفه اليمين واليمين المتطرف لديهم أهداف خفية غير تلك المعلنة في الحرب، يسعون لتحقيقها بكل الأشكال".
وأوضح نجم، في حديث لـ "الخليج 365"، أن "نتنياهو يسعى إلى إطالة أمد الحرب إلى أكبر مدة ممكنة، وهو ما يحاول فعله من خلال عدم الالتزام بالقرارات والدعوات الأممية الرامية إلى وقف إطلاق النار الشامل".
وتابع: "يحتاج نتنياهو إلى الوقت كعامل أساسي لنجاح خطته غير المعلنة بإعادة هندسة الواقع الأمني والسياسي والتركيب السكاني لقطاع غزة، بما يخدم متطلبات الأمن الإسرائيلي ويمكنه من إحداث حالة ردع غير مسبوقة في المنطقة"، وفق تعبيره.
وأكد نجم أن "الجيش الإسرائيلي بالصبغة اليمينية التي تسيطر عليه يريد التخلص من الكم الديموغرافي، سواء في الضفة أو غزة، من خلال القتل والتدمير وإعدام سبل الحياة؛ من أجل التفكير بخيار وحيد وهو الهجرة الطوعية في ظاهرها، وبالتالي وقف التفوق الفلسطيني الديموغرافي على الأرض".
ولعلّ "من أسباب استمرار الحرب إنهاء فكرة قيام دولة فلسطينية من خلال فرض وقائع سياسية وعسكرية، تتمثل في استخدام أنماط جديدة من الاحتلال، ليكون احتلالاً بأقل تكلفة ممكنة"، وفق ما يراه نجم.
سوابق إسرائيلية
وربط المحلل السياسي محمد دياب عدم التزام إسرائيل بقرار مجلس الأمن بتصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، التي قال فيها إنه لا وقف لإطلاق النار قبل تحرير جميع الرهائن ودخول مدينة رفح".
وأوضح دياب، في حديث لـ "الخليج 365"، أن سوابق إسرائيل مع قرارات مجلس الأمن والقرارات الدولية بشكل عام معروفة، فقد كان عنوانها عدم الالتزام بتاتًا معتمدة بذلك على علاقتها الوطيدة بواشنطن"، وفق قوله.
وذكر المحلل السياسي أن "عدم الالتزام بقرار مجلس الأمن أعطى الدول حق الحديث عن فرض عقوبات على إسرائيل جرّاء عدم التزامها، وهو ما تخشاه من ناحية وتستند على "الفيتو" الأمريكي ضد أي قرار يقضي بفرض عقوبات"، حسب قوله.
وختم دياب حديثه قائلاً إن "الجيش الإسرائيلي يقتل عشرات آلاف المدنيين ويدمر المربعات السكنية ويمارس عمليات الإعدام والتنكيل بالمعتقلين والأطفال والنساء، إلى جانب المواقع العسكرية والطرق النوعية التي يقوم بإنشائها؛ ما يشير إلى أن هناك أهدافا إسرائيلية غير تلك التي أعلنها في بداية الحرب".