محمد الرخا - دبي - الجمعة 29 مارس 2024 02:14 مساءً - عادت قضية ناحية "جرف الصخر" العراقية لتطفو على السطح مع مطالبات بإعادة نازحي الناحية إلى مناطق سكناهم، بعد 10 أعوام من التهجير القسري.
وتشير تقارير إلى أن فصائل عراقية موالية لإيران باتت تسيطر على "جرف الصخر" التي تبعد 80 كيلومترًا إلى الجنوب من العاصمة العراقية.
وكان أكثر من 140 ألف نسمة أرغموا على العيش في مخيمات النزوح عند معبر "بزيبز" غربي بغداد، ومخيمات أخرى في إقليم كردستان العراق.
ففي 10 يونيو/حزيران عام 2014، سيطر تنظيم داعش على مناطق جنوب بغداد، ومنها "جرف الصخر"، ورغم ذلك لم ينزح الأهالي من المنطقة رغم سيطرة التنظيم عليها، إلا أن العمليات العسكرية التي قادتها فصائل "الحشد الشعبي" بشكل رئيس، مع وحدات من الجيش العراقي ضد "داعش"، دفعت الأهالي للنزوح على أمل العودة بعد طرد التنظيم.
وتتميز "جرف الصخر" بكونها واحدة من أكبر الأراضي الزراعية في العراق، وتغطي معظم أراضيها الأشجار وكأنها غابة تمتد لعشرات الكيلومترات، وتحوي على أكثر من 3000 بحيرة أسماك، وآلاف الرؤوس من الأغنام والأبقار، لذا تعد موردًا اقتصاديًا كبيرًا، وفي الوقت ذاته، يمكن من خلال أراضيها الشاسعة إخفاء العشرات من القطعات العسكرية والمصانع.
معسكر إحدى الميليشيات في جرف الصخر تعرض بعد تعرضه لقصفمتداولة
ومجددًا، تعالت أصوات نواب المناطق العراقية الغربية، مطالبة بإعادة نازحي "جرف الصخر" إلى مناطق سكناهم، فقد طالب القيادي في تحالف السيادة خميس الخنجر، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وأحزاب "الإطار التنسيقي"، أكبر التحالفات الشيعية داخل الحكومة العراقية، بحلحلة قضية "جرف الصخر" وإعادة الأهالي إلى الناحية.
مخيم النازحين
ووصف الخنجر، خلال زيارة مخيم نازحي "جرف الصخر"، ما تعرض له أبناء تلك الناحية بـ"العقاب الجماعي".
من جانبه، كشف مصدر سياسي، رفض الكشف عن اسمه، عن سيطرة فصائل مسلحة تابعة لإيران على ناحية "جرف الصخر"، موضحًا أن من بين تلك الفصائل "كتائب حزب الله العراقية، وعصائب أهل الحق، وكتائب الإمام علي، والخرساني".
وأكد المصدر أن تلك الفصائل تفرض طوقًا أمنيًا صارمًا على منطقة "جرف الصخر".
بدورها، أكدت مصادر عسكرية، فضلت عدم الكشف عن هويتها لحساسية الموضوع، أن المسؤولية الأمنية في "جرف الصخر" مناطة بفصائل تنتمي للحشد الشعبي، حتى أن الجيش العراقي النظامي غير قادر على دخول بعض مناطق الناحية.
وتشير تقارير استخبارية وإعلامية، اطلع عليها موقع "الخليج 365"، إلى أن "إيران أنشأت بمساعدة فصائل تابعة لها مصانع للأسلحة والصواريخ داخل الناحية، كما جعلت منها مستودعات نقلت إليها عشرات الصواريخ منها باليستية، تستخدم بين الحين والآخر لاستهداف سفارات أجنبية، وقواعد عسكرية تضم قوات من التحالف الدولي تعمل على تدريب القطعات العراقية".
فصائل موالية لإيران في جرف الصخرالأناضول
أخبار ذات صلة
العراق .. هل تستطيع حكومة الكاظمي إعادة 180 ألف نازح إلى جرف الصخر؟
تغيير ديموغرافي
من جانبها، اتهمت النائبة عن اتحاد القوى العراقية السنية، لقاء وردي، جهات سياسية وميليشيات شيعية بمحاولة إجراء تغيير ديموغرافي في "جرف الصخر"، داعية الأمم المتحدة للتدخل وإعادة النازحين إلى مناطق سكناهم وحمايتهم.
وتتبع ناحية "جرف الصخر" إداريًا إلى محافظة بابل، التي يتفق غالبية أعضاء المجلس المحلي فيها على عدم السماح لأهالي "الجرف" بالعودة.
وكان المجلس المحلي قد صوت في وقت سابق على قرار يقضي برفع دعوى قضائية على أي من السياسيين الذين يطالبون بعودة أهالي ناحية جرف الصخر إلى ديارهم.
"برمودا العراق"
ووصف الخبير القانوني، أمير الدعمي، ناحية جرف الصخر بـ"برمودا العراق"، مشيرًا إلى عدم قدرة رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني على مواجهة الميليشيات التي تسيطر على الناحية.
وأكد الدعمي أن إبعاد آلاف العوائل عن منازلهم يتعارض مع الدستور العراقي.
أما رئيس الوزراء العراقي السابق، إياد علاوي، فقد قال مؤخراً في تصريحات متلفزة، إن "ملف جرف الصخر وعودة نازحي الجرف بيد إيران وقيادات في لبنان حصرًا".
وتطابق تصريح علاوي مع تقارير أمريكية تشير إلى اتخاذ الحرس الثوري الإيراني من جرف الصخر قاعدة متقدمة له لاستهداف قواتها في العراق، الأمر الذي دفع أمريكا إلى استهداف عدة مواقع للفصائل الشيعية في جرف الصخر، معللة ذلك بكونها نقطة انطلاق للصواريخ التي استهدفت قواتها في العراق خلال الأشهر القليلة الماضية.