محمد الرخا - دبي - الجمعة 29 مارس 2024 12:02 مساءً - تعد مدينة العقبة (330) كم جنوب العاصمة الأردنية عمان، المتنفس البحري الوحيد في البلاد الواقعة على البحر الأحمر، وهي مدينة تحتل موقعا إستراتيجيا يتوسط الطرق التجارية بين قارتي آسيا وأفريقيا.
ومنذ القدم كان منفذ العقبة البحري محط الاهتمام، فهو يجاور الحدود البرية مع المملكة العربية السعودية، والحدود البحرية مع مصر وأيضا مع الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتشتهر المدينة بكونها منطقة جاذبة لهواة الغوص بشواطئها المطلة على البحر الأحمر.، كما تشتهر بالشعب المرجانية الفريدة ذات الألوان الزاخرة في قاع خليجها.
ويعد الأدوميون العرب أول من سكن العقبة قبل أكثر من ثلاثة آلاف عام، وقد أنشأ الأدوميون حضارة محلية عريقة في المدينة ضاهت الحضارات الأخرى، كما أنشأوا أسطولا تجاريا يربطهم بموانئ الشرق الأقصى، وبنوا علاقات تجارية كبيرة مع الهند والصين في الشرق الأقصى والفراعنة بمصر وأقاموا علاقات تجارية مع الفينيقيين على سواحل البحر الأبيض، حيث استعانوا بالخبرات الفينيقية والبحارة الفينيقيين لصناعة وإدارة السفن الأدومية.
وكانت العقبة قديمًا ممرًا للتجار الذين قدموا منها وعادوا إليها من الحجاز وجنوب الجزيرة العربية متجهين إلى مصر وبلاد الشام، وقد سكنها اليونانيون والرومان وأطلقوا عليها اسم إيلا، وباتت اليوم تشكل مع منطقتي وادي رم ومدينة البترا إحدى عجائب الدنيا السبع، ما يعرف بمثلث الأردن السياحي الذهبي.
واليوم تدار مدينة العقبة اقتصاديا وخدماتيا من خلال سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، والتي أسهمت بتحويل المدينة إلى مكان منخفض الضرائب وخالٍ من الرسوم الجمركية، الأمر الذي جعلها نقطة جاذبة لكبريات المشاريع مثل مرسى زايد.
ويجري العمل حاليًّا على فكرة جعل العقبة مدينة ذكية تتفاعل فيها حركة الأفراد والحكومات والشركات على أن يتم ربط هذه المكونات المتنوعة بواسطة إنترنت الأشياء أي أن تصبح مكونات المدينة موصولة بالإنترنت ويتم تحويل الأشياء والأفراد وحركاتهم إلى مكون رقمي تقوم أنظمة المدينة بحوسبته وتحليله وتحويله إلى معلومات مفيدة.
وتحتل العقبة مركزًا تجاريًّا يعتبر حلقة وصل رئيسة للأردن مع دول العالم، ومن خلال ميناء العقبة يستورد الأردن معظم احتياجاته من النفط ويصدر من خلاله الفوسفات والبوتاس وكذلك يوجد في ميناء العقبة محطة رئيسية لاستقبال الغاز من مصر.
ويوجد في العقبة فرقة بحرية للفنون الشعبية، تهدف إلى إبراز التراث البحري وحرفة البحر نظراً لاهتمامها المباشر وتركيزها على أداء اللوحات والرقصات البحرية بمصاحبة آلة السمسمية محلية الصنع.