الارشيف / عرب وعالم

بروتين يعدُ بتجديد العصب البصري

محمد الرخا - دبي - الخميس 28 مارس 2024 06:02 مساءً - حقق باحثون في جامعة كونيتيكت الأمريكية طفرة كبيرة في مجال استعادة الرؤية، حيث كشفوا عن بروتين قادر على تحفيز تجديد العصب البصري.

وبحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبرس"، توفر نتائج الدراسة الأمل للملايين المتضررين من العمى الذي لا رجعة فيه الناجم عن تلف العصب البصري، والذي يُعزى غالبًا إلى حالات مثل الجلوكوما.

وفقًا لبيانات مراكز السيطرة على الأمراض، يعاني أكثر من 3 ملايين فرد في الولايات المتحدة من ضعف البصر أو العمى بسبب تلف العصب البصري. يعتبر الجلوكوما، وهو مجموعة من أمراض العيون التي تؤثر على ديناميكيات السوائل داخل العين، السبب الرئيس لمثل هذا الضرر، ما يؤدي في النهاية إلى تدهور البنية الخلوية للعصب البصري. وحتى الآن، كان الاجماع السائد بين الباحثين هو أن هذه الخلايا العصبية لا يمكنها التجدد، ما يؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم.

وقد حدد فريق البحث، بقيادة عالم الأعصاب إفرايم تراختنبرج من كلية الطب بجامعة كاليفورنيا، بروتينًا تم تجاهله سابقًا، وهو العامل النووي الكريات الحمر (Nfe3)، كمحفز محتمل لتجديد الخلايا العصبية. ويُظهر Nfe3، الغائب عادةً في الخلايا العصبية البالغة، وجودًا فريدًا داخل الخلايا العصبية الناشئة من شبكية العين، ما دفع الفريق إلى التحقيق في دوره في نمو الأعصاب.

ومن خلال تقنيات العلاج الجيني المبتكرة، حفز الباحثون إنتاج Nfe3 في الفئران البالغة ذات الأعصاب البصرية المنسحقة. ومن اللافت للنظر أن هذا التدخل أثار تجديد الألياف العصبية الفردية داخل الأعصاب البصرية التالفة، ما يشير إلى إمكانات البروتين كعامل تجديد.

وما يميز Nfe3 عن عوامل التجديد الموجودة هو افتقاره الواضح إلى التأثيرات الضارة مثل الالتهاب أو تكون الأورام، وهي عيوب شائعة مرتبطة بالعلاجات الأخرى. وينظر تراختنبرغ إلى هذا الاكتشاف باعتباره بوابة إلى حدود جديدة في الأبحاث، مما قد يُحدث ثورة في مجال العلاج لحالات مثل الجلوكوما وأشكال مختلفة من تلف الأعصاب.

وتستلزم المرحلة التالية من الدراسة مراقبة الخلايا العصبية المتجددة على مدى فترة طويلة لتقييم قدرتها على إعادة الاتصال بالدماغ، وهي خطوة حاسمة نحو استعادة الرؤية. في حالة تحقيق هذا الاتصال، يمكن أن يظهر Nfe3 كخيار علاجي قابل للتطبيق لتلف العصب البصري، مع إمكانية التطبيقات العلاجية والوقائية في الأمراض التي تؤثر على الخلايا العصبية في شبكية العين والعصب البصري.

علاوة على ذلك، فإن آثار Nfe3 تمتد إلى ما هو أبعد من الاضطرابات المرتبطة بالرؤية، مع تطبيقات محتملة في علاج الشلل والأشكال الأخرى من تلف الأعصاب التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي.

وبهذا، يمثل اكتشاف Nfe3 كمحفز قوي لتجديد العصب البصري تقدمًا كبيرًا في مجال تجديد الأعصاب، مما يوفر أملًا جديدًا للأفراد الذين يعانون من فقدان البصر الذي لا رجعة فيه ويمهد الطريق لإستراتيجيات علاجية مبتكرة لمعالجة مجموعة من الحالات العصبية.

Advertisements