محمد الرخا - دبي - الخميس 28 مارس 2024 02:27 مساءً - أشارت أبحاث أجراها علماء نفس من السويد إلى أن ليلتين فقط من النوم المتقطع يمكن أن تجعل الأفراد يشعرون بأنهم أكبر سنًا بكثير من عمرهم الفعلي. وسلطت الدراسة، التي أجريت في معهد كارولينسكا في ستوكهولم ونشرتها صحيفة الغارديان، الضوء على الدور الحاسم للنوم المستمر والمريح في الحفاظ على الشعور بالحيوية والشباب.
وبحسب نتائج الدراسة، أفاد المشاركون الذين ناموا أربع ساعات فقط على مدى ليلتين متتاليتين بأنهم شعروا بأنهم أكبر سنا بسبب الحرمان من النوم. وعلى العكس من ذلك، فإن أولئك الذين سمح لهم بالنوم لمدة كافية كل ليلة أفادوا بأنهم شعروا أنهم أصغر من عمرهم الفعلي.
وشددت الدكتورة ليوني بالتر، أخصائية المناعة العصبية النفسية والمؤلفة الرئيسة للدراسة، على التأثير العميق للنوم على عمر الفرد، وقالت: "للنوم تأثير كبير على عمرك وليس فقط أنماط نومك على المدى الطويل. حتى عندما تنام أقل لمدة ليلتين فقط، فإن ذلك له تأثير حقيقي على ما تشعر به".
وأكدت الدراسة أنّ عواقب الشعور بالتقدم في السن تمتد إلى ما هو أبعد من مجرد التصور، حيث تؤثر على السلوكيات الصحية للأفراد. وأشارت بالتر إلى أن تصور التقدم في السن قد يؤدي إلى عادات غذائية غير صحية، وانخفاض النشاط البدني، وانخفاض المشاركة الاجتماعية.
وقد تكونت الدراسة من مرحلتين، تم في المرحلة الأولى استطلاع آراء 429 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 18 و70 عامًا حول جودة نومهم ومدى شعورهم بالعمر مقارنة بأعمارهم الفعلية. وأفاد أولئك الذين عانوا من قلة النوم أنهم يشعرون بأنهم أكبر بثلاثة أشهر في المتوسط لكل ليلة من النوم المتقطع. وعلى العكس من ذلك، فإن الأفراد الذين لم يحصلوا على ليلة نوم سيئة شعروا بأنهم أصغر من عمرهم الفعلي بنحو ست سنوات.
وفي المرحلة الثانية، التي شملت 186 متطوعًا تتراوح أعمارهم بين 18 و46 عامًا، تم فحص المشاركين بعد أن أخذوا ليلتين من النوم الكافي (تسع ساعات في الليلة) أو النوم المحدود (أربع ساعات في الليلة). وبعد فترة النوم المقيدة، أبلغ المشاركون عن شعورهم بتقدمهم في السن بمعدل 4.44 سنة، ما يسلط الضوء على العلاقة بين عدم كفاية النوم والشعور بالشيخوخة.
بالإضافة إلى ذلك، سلطت الدراسة الضوء على الاختلافات في الاستجابات للحرمان من النوم بناءً على الأنماط الزمنية للأفراد، سواء كانوا من النوع الصباحي أو المسائي، إذ يميل الأشخاص المسائيون إلى الشعور بأنهم أكبر من أعمارهم الفعلية حتى مع النوم الكافي، في حين أن الأشخاص الصباحيين كانوا أكثر تأثراً سلبياً بالنوم المتقطع.
واقترحت الدكتورة بالتر أنّ فهم مدى مرونة العمر الشخصي يمكن أن يكون له آثار عملية، فمن خلال مساعدة الناس على الشعور بأنهم أصغر سنا، قد يشجعهم ذلك على تبني سلوكيات صحية والمشاركة في المزيد من الأنشطة الاجتماعية والبدنية.
ومع ذلك، يؤكد الخبراء الحاجة إلى مزيد من الأبحاث، خاصة بين كبار السن، لفهم الآثار طويلة المدى لقلة النوم على العمر الشخصي. وشددت الدكتورة سيرينا ساباتيني من جامعة سري على أهمية دراسة الآثار التراكمية للنوم السيئ مع مرور الوقت.
وبشكل منفصل، سلطت دراسة استمرت عقدًا من الزمن وشارك فيها أكثر من 4000 أوروبي، الضوء على العلاقة بين التمارين الرياضية ونوعية النوم. وقد تم الاعتماد على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتقليل احتمالية الأرق بشكل كبير وتعزيز أنماط النوم الصحية، ما يؤكد الترابط بين عوامل نمط الحياة في الحفاظ على الصحة العامة على المدى الطويل.