يظهر مختار في المسلسل السوري "ولاد بديعة" كمريض نفسي، ويجسد هذه الشخصية باقتدار الممثل السوري محمود نصر، ومنذ الحلقات الأولى يخرج من مشفى الأمراض النفسية، ومع استمرار تطور الأحداث نرى الأوهام تطارده ويُحرِّك يده باتجاه أذنه كمن يطرد الوساوس، فضلاً عن تعاطيه الأدوية المُهدِّئة.

لكن ما كشف عنه الطبيب النفسي فرانسوا داراني أن شخصية مختار هي الوحيدة ضمن المسلسل المُشخَّصة بمرضها الذهاني، أما بقية الشخصيات فيتم التعاطي معهم على أنهم طبيعيون، في حين أن ذلك غير صحيح، فهناك العديد من الشخصيات تعاني أمراضًا نفسية لكنها غير مُشخَّصة في العمل.

يقول داراني: على سبيل المثال شخصية سكر التي تؤديها الفنانة سلافة معمار هي "شَخص نرجسي هَشّ" وهو ما يسمى اصطلاحاً (Vulnerable Narcissism) وهي إحدى أنواع الشخصيات النرجسية التي تملك ظهوراً نرجسياً في العلن، بمعنى أنها تريد كل شيء، وهي قوية لا يهمها كلام أحد، لكنها في الخفاء ضعيفة جداً، يضاف إلى اضطراب الشخصية الهلوسات البصرية المتعلقة بوالدتها بديعة.

ويضيف الطبيب النفسي: شخصية ️ياسين التي يجسدها الفنان يامن الحجلي هي نمط الشخصية العصبية (‏Irritable personality) وهي غالباً ما تكون عصبية زيادة عن اللزوم باتجاه محدد إما ديني، أو ثقافي، أو عائلي، في حين أنها ضمن المسلسل يتمحور تعصُّبها حول المال، على اعتبار ياسين بخيلاً ويحسبها على الليرة وهو ضعيف أمام كل ما له علاقة بالنقود.

حتى الآنسة هديل التي تؤديها الفنانة نادين تحسين بيك، فهي بحسب الطبيب داراني مثال كتابي ممتاز للشخصية شديدة الحذر (avoidant personality) إذ تخاف من كل شيء، ولا تتعلم من تجاربها، كما إنها مستعدة للبكاء والحزن وتدمير حياتها من أجل ألا تتخذ قرارًا يحزن أحدهم.

يقول داراني: صُنَّاع مسلسل ولاد بديعة ذهبوا أكثر من ذلك في المجال النفسي، فشخصية جمعة (مصطفى المصطفى) يعاني أيضاً من متلازمة المقامر، إذ لا يتخلى عن المراهنة ضمن لعبة "صراع الديكة"، وهو مهووس بها إلى درجة كبيرة، حتى أنه استبدل موبايل آيفون آخر إصدار لشراء أحد الديكة ليُقامر به.

يضيف الطبيب النفسي: شخصية أبو الهول التي يجسدها الفنان محمد حداقي هي أيضاً مريضة نفسياً وتعاني من هوس العنف والعدوانية، هذا التشخيص المعروف طبياً بـ"الاضطراب الانفعالي المتقطع" (IED) بمعنى أن معظم شخصيات "ولاد بديعة" بحاجة إلى طبيب نفسي وليس مختار وحده.