الارشيف / عرب وعالم

جامع الشيخ زايد الكبير.. الإمارات في صورة مسجد (صور)

  • 1/4
  • 2/4
  • 3/4
  • 4/4

محمد الرخا - دبي - الخميس 28 مارس 2024 10:10 صباحاً - قد تكون زيارة المساجد في الإمارات، أمرًا اعتياديًّا للمصلين الكثر في البلد العربي والإسلامي، لكن الأمر يختلف كليًّا عندما تكون الوجهة هي جامع الشيخ زايد الكبير، فالزيارة بحاجة لشيء من التخطيط المسبق لمكان يقصده الجميع.

فقد استطاع المسجد منذ تدشينه عام 2007 في أبو ظبي، حجز مكان متقدم له بين معالم البلد الذي يشهد نهضة عمرانية متواصلة، تتقدمها الأبراج الشاهقة الشهيرة التي تحضر في ذهن كل زائر للإمارات.

ورغم كون المسجد أفقي البناء، لكنه بلونه الأبيض الناصع وقبابه الكثيرة، حاضرٌ أيضًا في أذهان السكان والقادمين للإمارات، وهو ما يظهر في قائمة زواره يوميًّا، والتي تضم زعماء وقادة ومسؤولين ومشاهيرَ من مختلف المجالات، ووفودًا سياحية بجانب المصلين الكثر.

داخل باحة المسجدمواقع التواصل الاجتماعي

ويبدو المسجد في مساحته الكبيرة جدًّا، حيث يتسع لآلاف المصلين، وتصميمه الفاره والتراثي في آن، والمرافق الكثيرة التي تتبع له، من سوق وممشى رياضي ومكتبة كبيرة وقاعة ومركز لتنظيم الفعاليات الثقافية والدينية المختلفة، أشبه بصورة مصغرة عن الإمارات كبلد متقدم جدًّا بجانب محافظته على هويته الخليجية والعربية والإسلامية.

كما تكشف الرحلة الأفقية داخل المسجد، وفي الساحات والحدائق المحيطة به، المكان العصري المتطور والكثير من معالم الإمارات الشهيرة الأخرى، حيث يكون التنقل فيها في الاتجاهين، أفقيًّا وعموديًّا تفرضه الأبراج العالية ومصاعدها التي توصل الزائر لوجهته سواء كانت تلك الوجهة، شقةً سكنية أو مكتب عمل أو صالة اجتماعات أو مطعمًا أو أي مقر آخر يعانق الغيوم.

وتعود فكرة بناء المسجد، إلى رئيس الإمارات الراحل، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، فبينما كانت البلاد تشهد نهضة شاملة وتتحول لوجهة عالمية للاستثمار والسياحة، أراد للمسجد أن يكون رمزًا يجسد رسالة الإسلام المتمثلة في السلام والتسامح والتعايش مع الآخر، وأن يكون الجامع الكبير مرجعًا حيًّا للعمارة الإسلامية الحديثة التي تربط الماضي بالحاضر، وأن يكون منارة للعلوم الإسلامية والمنهجية التي تعكس القيم الإسلامية الأصيلة.

من داخل باحة المسجد

من داخل باحة المسجدمواقع التواصل الاجتماعي

وتحققت الفكرة التي أنشئ المسجد لأجلها بالفعل، فسرعان ما بدأ المسجد باستقبال المصلين والزوار منذ افتتاحه عام 2007، بعد أن تم تصميم وبناء الهيكل الكبير من قبل فرق ماهرة من جميع أنحاء العالم، قبل أن يتوافد الزوار عليه من مختلف الأديان والطوائف والجنسيات، بجانب إقبال المصلين المسلمين عليه يوميًّا.

ولا يمكن حصر مَن زاره عبر تلك السنين من القادة والزعماء ونجوم الفن والرياضة ومشاهير من مختلف المجالات، فيما تنتشر صوره يوميًّا في مواقع التواصل الاجتماعي من خلال كل زائر لا يفوّت فرصة توثيق وجوده في المسجد المدهش بعمارته بكل تفاصيلها.

لكن كل ذلك لا يخفي طبيعة المكان الدينية، حيث شرط الملابس المحتشمة للجنسين إلزامي، وغيرها من التفاصيل التي تلائم المسجد كمكان للعبادة يستقبل ما يصل إلى 50 ألف مصلٍ يوميًّا، وفي أيام الجمعة، يتم إغلاق قاعة الصلاة الرئيسة للزوار بين الساعة الـ12 ظهرًا والـ3 عصرًا عند أداء صلاة الجمعة.

جامع الشيخ زايد الكبير

جامع الشيخ زايد الكبيرمواقع التواصل الاجتماعي

ويتميز الجامع بعدد كبير من القباب تصل إلى 82 قبة، وأكثر من ألف عمود. كما تُزيّن الجامع ثريات مطعّمة بالذهب من عيار 24 قيراطًا، وتغطّي أرضيته أكبر سجادة يدوية الصنع في العالم بمساحة 5700 متر مربع.

وتحيط بالمسجد أربع مآذن يبلغ طول كل مئذنة 106 أمتار تقريباً، دمجت في بنائها الأساليب المعمارية المغربية والأندلسية والمملوكية والعثمانية، بينما يعود المصباح الذي يتوّج المئذنة المغطاة بفسيفساء الزجاج المطلي بالذهب إلى العصر الفاطمي.

ويظل الزائر لجامع الشيخ زايد يتعرّف على مزيد من التفاصيل الجميلة للمكان، فلإضاءة المسجد قصة، وللّون الأبيض الذي يزينه قصة أخرى، ولكل عمود وقطعة رخام حكاية تربط الماضي بالحاضر.

Advertisements