محمد الرخا - دبي - الخميس 16 نوفمبر 2023 01:08 مساءً - انتهت، أمس الأربعاء، قصة "حكاية كاملة" من المسلسل المصري "حدث بالفعل"، والذي يتناول قصصا من الواقع المعاش، وفق ما أعلنه القائمون على العمل منذ بدايته.
ومن المفترض أن يروي المسلسل، بحسب القائمين عليه، قصصا تم استنباطها من العيادات النفسية، وتتناول حياة أشخاص عانوا من اضطرابات نفسية، وكانت نهاياتهم غير متوقعة.
وانطلق "حدث بالفعل" مع قصة "تحت الحزام" وهي من بطولة الفنانة المصرية غادة عبدالرازق. وتمكنت الفنانة "عبدالرازق" في "تحت الحزام" من تقمص دور الطبيبة المضطربة نفسيا ببراعة، كما لعبت النهاية غير المتوقعة بالفعل دورا كبيرا في نجاح العمل.
ومع نجاح أولى قصص المسلسل، حقق أعلى المشاهدات سريعا لقصصه التي أتت تباعا، ورغم تمكن القصص اللاحقة من تحقيق النجاح، واللعب على الحبكة والنهاية بطريقة جاذبة، لكنها لم تكن مطلقا بقوة القصة الأولى "تحت الحزام".
لكن مع ذلك، ظلت أحداث "حدث بالفعل" قادرة على استدراج المشاهد إليها قصة تلو الأخرى وصولا إلى "حكاية كاملة".
ويبدو أن "حكاية كاملة" جذبت الأنظار إليها، نظرا لأن المشاهد كان ينتظر كعادته قصة تتحدث عن جريمة مرتكبة وجانب مظلم من حياة الجاني، إلا أن "حكاية كاملة" خلت تقريبا من أي حكاية.
وتروي "حكاية كاملة" قصة معاناة عارضة أزياء شهيرة مع الانتقادات والتنمر الذي تعرضت له في طفولتها، ما جعلها تعاني من شره الطعام المرضي، واضطراب في حياتها الشخصية.
ومع انتظار المشاهد لحبكة العمل، إلا أنها لم تظهر مطلقا طوال الحلقات الثلاث، التي ظلت وبشكل ممطوط تعكس صراع العارضة "كاملة" مع نفسها فقط، دون أي أحداث تذكر. كما لم يفلح القائمون على العمل في اللعب على عنصر التشويق، خاصة مع محاولة الإيحاء المستمرة وكأن هناك أحداثا ستقع، لكن دون جدوى.
وتظهر على العديد من الأحداث في القصة، المبالغة في ردات الفعل، ومحاولة اصطناع حبكة من اللاشيء، على غرار مشهد إغماء "كاملة" على منصة عرض الأزياء، وانقلاب هذا الأمر بشكل سلبي عليها، وانتقاد "فقدانها الوعي". رغم أن مثل هذه المواقف تثير تعاطف الآخرين لا انتقادهم، وتزيد من شعبية المشهور وليس العكس.
وخلافا للنهايات غير المتوقعة، جاءت نهاية "حكاية كاملة" غامضة بشكل مبالغ فيه، حيث تركت الباب مواربا دون أن يبدو واضحا مصير البطلة، رغم صوت الرصاص، الذي يتم سماعه، بقي السؤال مفتوحا هل قتلت "كاملة" والدها، الذي تسبب بمشكلاتها منذ الصغر، أم العكس؟.
وتوحي النهاية الغامضة، والتي لم تقدم شيئا في الأصل للحكاية، بل تركتها بلا هدف وزادت من ضعفها، كأنها كانت من افتعال المؤلف، وليس من واقع القصة، وذلك لأن مصير البطلة ظل معلقا، وهو أمر غير منطقي، إذ إنه في القصة الحقيقية لابدّ أن مصيرًا ما قد وقع.
قصة "حكاية كاملة" خيبت التوقعات، وجاءت أقل من باقي القصص، ما يجعلنا أمام سؤال عن قدرة صناع العمل على الاستمرار في النجاح الذي انطلقوا به.. أم أن "حكاية كاملة" ستكون إيذانا ببداية السقوط؟.