الارشيف / عرب وعالم

رواية "البرّاني"... مزج خيالي بين عالمَي البداوة والتكنولوجيا في موريتانيا

محمد الرخا - دبي - الأربعاء 1 نوفمبر 2023 02:11 مساءً - تشدّ رواية "البرّاني" للكاتب الموريتاني أحمد ولد إسلم الأنظار والأسماع بعد حصولها على جائزة "شنقيط للآداب والفنون" لسنة 2023، حيث تمنح هذه الجائزة كل عام في تخصصات العلوم والتقنيات والآداب والفنون والدراسات الإسلامية.

ورواية البراني هي الرواية الثانية للكاتب أحمد ولد إسلم وكانت صدرت منتصف 2021 عن دار "الآداب" في بيروت، وسبقتها رواية "حياة مثقوبة" عام 2020 عن دار "الشروق" المصرية.

والرواية هي مزيج من الإثارة الاجتماعية والفكرية، يراوح فيها الكاتب بين عالم مغرق في البساطة والبدائية والأصالة وآخر موغل في المدنية والسرعة، مطبوع بطابع الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتطورة والمتسارعة في هذا العالم.

وتقع الرواية في 222 صفحة يسافر فيها الكاتب بقرّائه بين هذين العالمين المتناقضين، والذي جمعهما على نحو فريد، بدءًا بصورة الغلاف التي تضمنت آلة موسيقية موغلة في القدم تمسك بها يد "روبوت" من الزمن الحاضر وهو بذلك يحاول ربط الأزمان الغابرة بالواقع الذي نعيشه اليوم ويستشرف علاقة جيل اليوم بالتكنولوجيا وبالمستقبل الذي ينتظره.

ولم يكن اختيار آلة "التيدينيت" المشهورة في موريتانيا اعتباطيًّا، فقد كان للموسيقى حضور لافت في الرواية بدءًا بصيغة الإهداء الذي وجهه أحمد ولد إسلم إلى أشهر فناني موريتانيا، سيدي أحمد البكاي ولد عوه، وينطلق بعد ذلك في مزيج من الموسيقى والتكنولوجيا في مسعى لتسليط الضوء على التغيرات التكنولوجية وأثرها في المجتمعات، لا سيما انّ كثيرا من سكان موريتانيا من البدو لا فكرة لديهم عن هذه التطورات بل ربما لا يدركون معنى "إنترنت".

ورغم هذا التباعد الظاهر بين عالمين لا يجتمعان، فقد نجح الكاتب بأسلوبه السلس ولغته الواضحة أن ينسج رابطًا خياليًّا بين العالمَين ويخلق من خلال شخصيات الرواية نقاط اتصال بين عالم الموسيقى المحلية ولغة التكنولوجيا الكونية.

وفي الرواية شخصية "مختور ولد إحبيب" وهي شخصية طريفة لشاب يرعى الأغنام والأبقار ويتولى القيام بهذه المهما صباحًا قبل أن يعود مساء إلى سهور "النعمة" في أقصى شرق موريتانيا ويتواصل مع مزرعته بتقنية عالية التعقيد للاستماع إلى صوت بقراته.

وعلى هذا النحو يراوح الكاتب بين عالم البساطة والبداوة وعالم الخيال والتكنولوجيا عالية الدقة، بين بساطة الحياة وكرم الأهل من جهة وتوحش الرأسمالية وتنامي قيم الفردانية في الجهة المقابلة.

Advertisements

قد تقرأ أيضا