محمد الرخا - دبي - الأحد 22 أكتوبر 2023 02:07 مساءً - دخلت العلاقات بين المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، والشرق متمثلًا في البرلمان وحكومة أسامة حماد، مرحلة من القطيعة، ما يثير علامات استفهام حول مستقبل الرجل ومهمته في البلاد، التي تعيش أزمة سياسية وأمنية منذ أعوام.
وكثف نواب في البرلمان الليبي خلال الأيام الماضية انتقاد باتيلي، لاسيما بعد إعلانه رفض القوانين الانتخابية التي صادق عليها المجلس المنعقد في طبرق، والمدعوم من الجيش بقيادة المشير خليفة حفتر، وسط تحركات تطالب برحيل المبعوث الأممي السنغالي الأصل.
وقال عضو مجلس النواب، عبدالمنعم العرفي: "سنطالب بإبعاده، باتيلي ليس رسولًا أو نبيًا، تاريخ الاصطفافات والدفع من تحت الطاولة موجود، وبالتالي البعثة الأممية ليست منزهة".
واعتبر العرفي في تصريح لـ"الخليج 365" أن المبعوثين الأمميين تحولوا إلى ما يشبه الدمى، موضحًا أن ما يقوم به باتيلي سيكون له تأثير على الانتخابات، خاصة في ظل رفض القوانين الانتخابية.
وأشار إلى أن "هناك تخبطًا في مجلس الدولة حول باتيلي، ورئيس هذا المجلس فاجأنا بتنصله من الاتفاق حول القوانين الانتخابية، لذلك ننتظر إجماعًا من قبل أعضاء المجلس للمطالبة برحيل باتيلي".
ويعتقد العرفي أن "باتيلي اقترب من نهاية الطريق بعد عدم قبوله بالقوانين الانتخابية"، معتبرًا أنه يسعى إلى إطالة أمد الأزمة، وليس حلها، لكن المشكلة تتمثل في أن مجلس الأمن سيكون عاجزًا عن تعيين مبعوث جديد، وبالتالي فقد يمدد فترة تولي باتيلي.
البرلمان الليبيرويترز
لكن المتحدث باسم مبادرة القوى الوطنية الليبية، محمد شوبار، قال إنه "لا توجد قطيعة بين البعثة الأممية والأطراف الرئيسة بما في ذلك مجلس النواب، والبعثة الأممية لم تدعم طرفًا من أطراف الصراع على حساب طرف آخر".
وأضاف شوبار في تصريح لـ"الخليج 365" أنّ "الدعوة التي قدمها عبدالله باتيلي للأطراف الرئيسة للاجتماع لإيجاد حل للخلافات حول القوانين الانتخابية وتشكيل حكومة جديدة، هي دعوة تؤكد جدية المجتمع الدولي للوصول إلى الانتخابات في أقرب وقت ممكن، وأنّ مندوبي مجلس الأمن الدولي يدعمون دعوة باتيلي لأجل إنهاء أزمة الشرعية في ليبيا".
وشدد على أنه لا يعتقد أن "هناك نوايا للمجتمع الدولي تهدف لتعيين مبعوث أممي جديد، لأن الأمر الذي يعمل عليه المجتمع الدولي هو سرعة الوصول إلى الانتخابات التي ستمهد لها حكومة جديدة موحدة مدعومة دوليًّا".
من جهته، اعتبر الخبير المتخصص في الشأن الليبي، رشيد خشانة، أن "المؤثرين الليبيين ينتقدون بشدة باتيلي، إذ يرون أنه بدأ يتدخل خارج المربع الذي حددته له الأمم المتحدة.. ما يحدث الآن أن لغة الحوار تعطلت بين المنطقة الشرقية والمبعوث الأممي، ما قد يؤدي إلى إبعاده في المرحلة المقبلة".
ولفت خشانة في تصريح لـ''الخليج 365" إلى أنه "قد يلجأ مجلس الأمن الدولي إلى إصدار بيان في الأسابيع المقبلة يعلن فيه عن تنحي باتيلي بصيغة يتم الاتفاق حولها معه، هناك عمل اليوم على إنهاء مهمته بالفعل، كما انتهت مهمات غيره من المبعوثين.. الجدار المشترك بين الشرق الليبي والمبعوث الأممي كُسر اليوم، ومن الصعب ترميمه".
واستدرك بالقول: "لكن المشكلة في الفرقاء الليبيين الذين يسعون إلى تعطيل الوصول إلى حل للأزمة الراهنة حفاظًا على مصالحهم، ففي وسائل الإعلام يتحدثون عن المصالحة وانتخابات، لكنهم لا يؤمنون بها في الحقيقة".