الارشيف / عرب وعالم

تهديد جديد يتربّص بالناجين من زلزال المغرب

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

محمد الرخا - دبي - الأحد 17 سبتمبر 2023 10:03 مساءً - في مدينة أمزميز المغربية التي ضربها الزلزال، ابتكرت زينة مشغازي مغسلة من خلال وضع دلو زهري اللون وقطعة من الصابون على الأرض المغبرة وسط الأنقاض.

وروت هذه المرأة من أمزميز، الواقعة أسفل جبال الأطلس الكبير، على مسافة نحو 60 كيلومترًا جنوب غرب مراكش: "لم أستحم منذ 7 أيام".

وبعد مرور أكثر من أسبوع على وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 6,8 درجات على مقياس ريختر، ودمر مناطق وسط المغرب، تكثر المخاوف من أن تشكل الظروف المعيشية السيئة، وقلة النظافة، تهديدات جديدة للناجين.

وأدى الزلزال إلى مقتل نحو 3 آلاف شخص، وإصابة آلاف آخرين، عندما ضرب ولاية الحوز جنوب مدينة مراكش السياحية، في 8 أيلول/سبتمبر الجاري.

وبقي الكثير من الناجين قرب قراهم المدمرة، وهم ينامون الآن في ملاجئ مستحدثة، وخيم بسيطة، قدمتها خدمة الحماية المدنية المغربية.

ولاحقًا، انشغلت "مشغازي" بالعجن لصنع الخبز، فيما كانت تجلس على كرسي إلى جانب موقد في العراء، وعندما انتهت، غسلت يديها بمياه غير معالجة من إبريق، غير آبهة بأنه متسخ، وقالت: "علينا أن نتأقلم" مع الظروف.

ومع وجود عدد قليل من المنازل التي صمدت وبقيت صالحة للسكن في أمزميز، أصبحت الحمامات والمراحيض العاملة تعد من الكماليات، وغالبًا ما تكون مكتظة.

وأشارت "مشغازي" إلى قطعة أرض خالية قريبة، حيث توفر الآن مجموعة من أشجار الزيتون وحدها الخصوصية لقضاء الحاجة.

مغربية أمام خيمتها في أمزميز

مغربية أمام خيمتها في أمزميزأ ف ب

أمطار وبرد

وخلال النهار، تزيد درجات الحرارة في أمزميز على 30 درجة مئوية، لكنها تنخفض في الليل، ويحل برد قارس في المنطقة الجبلية.

وقالت رابعة منصور وهي تحمل طفلها: "الشتاء على الأبواب، والوضع صعب، خاصة بالنسبة إلى الأطفال"، مضيفة أنه "ستكون المشكلات الناجمة عن الأمطار والبرد تحديًا".

بدورها، قالت حسنا، وهي امرأة حامل لم ترغب في إعطاء اسمها الكامل، إنها مرعوبة.

وأضافت: "لم أفكر مطلقًا بأنني سأنجب طفلي في هذه الظروف".

وتابعت: "ليس لدي الكثير من المياه، وهناك صعوبة في قضاء الحاجة، وأفضل ألا أفكر حتى في الطريقة التي سأتدبر فيها أموري.. إن ذلك يوتّرني كثيرًا".

وعلى مسافة بعض الخيم، تقدم الإسعافات الأولية لأشخاص مصابين أو مرضى.

وبالنسبة إلى القرويين الذين أصيبوا بجراح بالغة أو إعاقات جراء الزلزال، فإن مسألة مرافق النظافة والخدمات الصحية مهمة جدًا.

أما سعيد يحيى فيقبع في أحد مستشفيات مراكش منذ أن فقد ساقيه بعدما سحقتهما صخرة أثناء محاولته إنقاذ ابنه من منزلهما.

وروى من على سريره في المستشفى: "أعيش في مكان ناءٍ في الجبال.. لا أعرف ماذا سيحل بي".

مغربيات أمام صنبور مياه عام

مغربيات أمام صنبور مياه عامأ ف ب

ناقل للأمراض

من جانبه، قال منسق المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، لصحفيين في جنيف، يوم الجمعة الماضي، إنه يتوقع أن يطلب المغرب المزيد من المساعدات قريبًا من الأمم المتحدة.

وستكون هناك حاجة ملحة خاصة إلى المياه النظيفة التي كانت شحيحة أصلًا في بعض المناطق قبل الزلزال.

بدوره، قال مدير الطوارئ في منظمة "سوليداريتيه إنترناسيونال" الفرنسية الخيرية، فيليب بونيه، في تصريح صحفي عبر الهاتف، إن المياه الملوثة "ناقل رئيس للأمراض من الإسهال إلى الكوليرا".

وأضاف أن غياب النظافة قد يؤدي كذلك إلى مشكلات جلدية، كما أن البرد يسبب أمراضًا تنفسية مثل التهاب الشعب الهوائية.

وأرسلت المنظمة فريقًا إلى المغرب مزودًا بمعدات لاختبار المياه من بين أمور أخرى.

وأنشأت منظمات بعض المراحيض في تافغاغت، على مسافة 7 كيلومترات في جنوب أمزميز، فيما قالت جمعيات خيرية إنها قد ترسل أيضًا مراحيض نقالة.

Advertisements