محمد الرخا - دبي - السبت 16 سبتمبر 2023 10:03 مساءً - لا يكاد الشرق الليبي يلملم بعضًا من جراحه بعد الكارثة المأساوية التي خلفها الإعصار دانيال، حاصدًا أرواح آلاف المواطنين، حتى بدأت كارثة أخرى تلوح في الأفق.
وتعالت أصوات كثيرة على غرار منظمة الإغاثة الإسلامية وأطباء بلا حدود، تحذر من انتشار الأوبئة والأمراض في المناطق التي ضربها الإعصار جراء تلوث المياه نتيجة تحلل الجثث.
إلى ذلك، تحدثت وسائل إعلام ليبية عن حدوث تلوث لمياه الشرب في عدد من مناطق شرقي البلاد.
من جهته، دعا وزير الصحة في الحكومة المكلفة من البرلمان عثمان عبد الجليل، المواطنين، لعدم استخدام مياه الشرب في مدينة درنة الأكثر تضررًا من الإعصار.
وطالبهم الوزير "الاعتماد على العبوات التي جلبت من خارج المدينة"، حسبما نقلت عنه صحيفة "المرصد" المحلية.
وقال إن الوزارة "تتابع كل التفاصيل المتعلقة باحتمال انتشار الأوبئة وستطبق أي إجراء للحد من ذلك".
بدورها، نقلت صحيفة "الوطن" الليبية، اليوم السبت، عن شركة المياه والصرف الصحي في إدارة منطقة الجبل الأخضر، تحذيرها، المناطق المنكوبة والمتضررة من الفيضانات بعدم شرب مياه الآبار واستخدامها في الغسيل إذا لزم الأمر.
وجاء التحذير الذي أطلقته الجهات المختصة بعد تسجيل حالة تسمم لإحدى المواطنات.
وكان بيان لمنظمة الصحة العالمية انتقد، أمس الجمعة، دفن جثث الكارثة في مقابر جماعية، محذرًا من خطورتها الصحية.
وأشار البيان إلى أن جثث ضحايا الكوارث الطبيعية لا تشكل "على الإطلاق تقريبا" أي تهديد صحي، وأن الاستثناء هو وجود الجثث عند مصادر المياه العذبة أو بالقرب منها بسبب احتمال تسرب الفضلات منها.
وقالت الأمم المتحدة في تقرير سابق إن أكثر من ألف جثة في درنة وما يزيد عن 100 جثة في البيضاء دفنت في مقابر جماعية بعد الفيضانات التي وقعت في 11 أيلول/سبتمبر.
ولا تزال أرقام ضحايا الفيضانات متضاربة، إذ أعطى وزراء في حكومة الشرق أرقامًا غير متطابقة خلال الأيام الماضية.
لكن في آخر حصيلة لهم، أفاد المتحدث باسم وزارة الداخلية في حكومة الشرق بأن أكثر من 3800 شخص قضوا في الفيضانات.
أما المفقودون فبالآلاف، وفق مصادر عدة، بينها الصليب الأحمر الدولي.