محمد الرخا - دبي - الأحد 10 سبتمبر 2023 12:01 صباحاً - تتواصل الدعوات في اليمن إلى سرعة تشكيل فريق تفاوضي مشترك بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي؛ لتولي عملية التفاوض مع مليشيات الحوثيين للوصول إلى عملية سلام شامل ومستدام في البلاد، برعاية من الأمم المتحدة.

ودعا عضو مجلس القيادة الرئاسي في البلاد، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيدي، اليوم السبت، إلى الإسراع في الإعلان عن فريق تفاوضي مشترك لإدارة العملية التفاوضية.

وأكد الزبيدي، في لقاء مع مبعوث الولايات المتحدة الأمريكية إلى اليمن، تيم ليندر كينج، في العاصمة المؤقتة عدن، حرص المجلس الانتقالي الجنوبي على "وحدة وتماسك مجلس القيادة الرئاسي"، طبقًا لما نقله الموقع الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي.

رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزبيديمتداولة

وكانت هيئة التشاور والمصالحة، المشكّلة بموجب الإعلان الدستوري للرئيس اليمني السابق، قد شددت، يوم الاثنين الماضي، على "ضرورة تشكيل وفد تفاوضي مشترك، يمثّل الشرعية التي يقودها مجلس القيادة الرئاسي".

وقالت الهيئة في اجتماع لها "إن تأخير ذلك لم يعد مفهومًا، ولا يمكن أن يخدم الشرعية"، مشيرة إلى أهمية اضطلاع الشرعية بدورها المباشر في أي جهود تتعلق بالسلام والعملية السياسية.

وأكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية لدى المجلس الانتقالي الجنوبي، منصور صالح، أن الاتفاق على تشكيل وفد تفاوضي مشترك "هو أحد مخرجات اتفاق ومشاورات الرياض، والمجلس الانتقالي متمسك بذلك، كما يتمسك بضرورة وضع إطار خاص بقضية الجنوب، كما ورد في البيان الختامي للمشاورات في 7 إبريل/ نيسان من العام الماضي".

وكشف صالح، في حديث خاص لـ"الخليج 365"، عن تعطيل لعملية تشكيل الوفد التفاوضي المشترك من قبل بعض القوى الممثلة في مجلس القيادة الرئاسي، التي قال إنها "لا تتعامل بجدّية مع ما تم الاتفاق عليه، ولذلك تأخّر تشكيل هذا الوفد، وهذا مؤشر سلبي لا يخدم الوصول إلى عملية سياسية تقبل بها جميع الأطراف".

وأشار إلى أن المجلس الانتقالي الجنوبي أكد مرارًا دعمه لأي جهود تُفضي إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، وتؤسس لعملية سلام مستدام على أن تكون فيها قضية الجنوب حاضرة في جميع مراحلها ضمن إطارها التفاوضي الخاص بها.

مجموعة من الحوثيينمتداولة

بدوره، رأى المحلل السياسي صلاح السقلدي، في حديثه لـ"الخليج 365"، أن تشكيل الوفد التفاوضي المشترك "هو أقل ما يمكن القبول به لطرح القضية الجنوبية على طاولة التسوية السياسية النهائية".

وقال إن القضية الجنوبية تستحق، بحكم عدالتها ووزنها ومكسبها العسكري، "وإن كان ثمّة نوايا حقيقية لدى الأطراف بطيّ ملف الأزمة والحرب، فيجب أن تكون المشاورات القادمة بين طرفي الأزمة السياسية، وأعني بين الجنوب والشمال، وما دون ذلك فهو يعني ترحيل الصراعات والخياطة على جرح ملوّث".

وذكر السقلدي أن "المجلس الانتقالي الجنوبي، باعتباره المتصدر لتمثيل القضية الجنوبية، معني برفض أية مشاريع تنتقص من حجم القضية الجنوبية، سواء عبر تغييبها عن التسوية السياسية أو حتى تمثيلها بشكل هزيل مخادع، كما يتم التخطيط له من قبل القوى التي كانت أساسًا في سبب مأساة الجنوب وسبب بروز قضيته، بل وكانت سبب الأزمة والحرب وكل الحروب منذ حرب العام 1994 وما تلاها من حروب وصراعات دموية".