محمد الرخا - دبي - الأربعاء 26 يوليو 2023 04:01 مساءً - استيقظ سكان نيامي، عاصمة النيجر، صباح الأربعاء على تحركات مريبة لمجموعة عسكرية محدودة من عناصر الحرس الرئاسي، بادرت بتطويق مقر إقامة الرئيس محمد بازوم، ومنعت دخول العاملين في القصر الجمهوري، كما لم يتمكن الأمن الخاص للرئيس من الوصول إليه، وفق ما أفادت مصادر محلية.
ما يحدث يشبه إلى حد كبير محاولة انقلاب على الطريقة الأفريقية، التي قد لا يكفي لنجاحها احتجاز الرئيس داخل قصره، ما لم تكن هناك مباركة من كبار الضباط.
رغم أن الصورة في نيامي ضبابية والمعلومات شحيحة، إلا ما يحدث يشبه إلى حد كبير محاولة انقلاب على الطريقة الأفريقية، التي قد لا يكفي لنجاحها احتجاز الرئيس داخل قصره، ما لم تكن هناك مباركة من كبار الضباط، إذ يلعب ولاء قادة الجيش والوحدات دورًا حاسمًا في إنقاذ الرئيس حال كان مدبر المحاولة الانقلابية "غير مرغوب فيه"، أو لم ينسق معهم من قبل، وتميل الكفة لصالح رفاق السلاح كلما كان قائد الانقلاب معروفًا ومقنِعًا.
بداية التمرد
تشير الأنباء الواردة من النيجر، إلى أن عناصر الحرس الرئاسي، تحركوا في الساعة السادسة صباحًا، حيث احتجزوا الرئيس محمد بازوم بمقر إقامته، كما منعوا لاحقًا وصول أمنه الخاص.
الجنود دخلوا في مفاوضات مع الرئيس، ربما في محاولة لإقناعه بالتنحي، لكن شيئًا لم يحدث حتى اللحظة، وهي إشارة على أن بازوم ربما يراهن على تحرك الوحدات خارج القصر لإفشال التمرد.
وقالت وسائل إعلام، إن الجنود دخلوا في مفاوضات مع الرئيس، ربما في محاولة لإقناعه بالتنحي، لكن شيئًا لم يحدث حتى اللحظة، وهي إشارة على أن بازوم ربما يراهن على دعم من الوحدات خارج القصر للتحرك وإفشال المحاولة الانقلابية، كما حدث قبل عام في غينيا الاستوائية.
من هو العقل المدبر؟
تداولت مواقع إخبارية في النيجر وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، منذ الصباح اسم قائد الحرس الرئاسي الجنرال "عمر تشياني"، باعتباره العقل المدبر لمحاولة الانقلاب أو التمرد الجارية في النيجر.
الجنرال "عمر تشياني"
وقال النشطاء، إن الرئيس محمد بازوم، كان يخطط لإقالته من منصبه، وهو ما أكدته أيضًا صحيفة "جون أفريك"، التي قالت إن الجنرال المتمرد يفاوض الرئيس، دون توضيح المزيد من التفاصيل.
يقود الجنرال تشياني، الحرس الرئاسي منذ عهد الرئيس السابق محمدو يوسفو، وأبقى عليه بارزم في منصبه منذ استلامه السلطة في أبريل 2021.
ويقود الجنرال تشياني، الحرس الرئاسي منذ عهد الرئيس السابق محمدو يوسفو، وأبقى عليه بارزم في منصبه منذ استلامه السلطة في أبريل 2021، باعتباره أحد أصدقائه ومن رجال الرئيس المنصرف المخلصين.
سيناريوهات
ترجح بعض المصادر أن تكون الساعات المقبلة حاسمة في نجاح الانقلاب من فشله، إذْ لم يتحرك الجيش حتى اللحظة، في وقت تتواصل فيه المفاوضات بين المتمردين والرئيس المحتجز، وقد يكون الجنرال يريد من بازوم التراجع عن التفكير بإقالته لإنهاء التمرد، وهو ما فسره البعض بأن الانقلابيين لم يطلقوا رصاصة واحدة منذ بداية تحركهم.
قد تكون الساعات المقبلة حاسمة في نجاح الانقلاب من فشله، إذْ لم يتحرك الجيش حتى اللحظة، وقد يكون الجنرال عمر تشياني يريد من بازوم التراجع عن التفكير بإقالته لإنهاء التمرد.
وفي حال رفض الرئيس محمد بازوم التجاوب مع مطالب قائد الحرس الرئاسي، قد ينفذ تشياني الانقلاب في حال كان لديه دعم أو تنسيق مع كبار الضباط في التشكيلات العسكرية الأخرى، وقد يتم اعتقاله وإفشال تمرده، إذا ما تم استقدام تعزيزات عسكرية من الجيش إلى القصر الرئاسي لفك الحصار عن رئيس النيجر.
4 انقلابات
جمهورية النيجر، شهدت منذ استقلالها عن فرنسا في 1960، أربعة انقلابات عسكرية، وكانت آخر محاولة انقلابية فاشلة نفذت في مارس 2021 في آخر أيام المأمورية الثانية للرئيس السابق محمدو يوسفو، وقبل يومين من تأدية محمد بازوم اليمين الدستورية كأول رئيس عربي للبلاد، وأول شخص من الأقلية العربية يتولى السلطة، وذلك في أول انتقال ديمقراطي للسطة بين رئيسين منتخبين في هذا البلد الأفريقي.
