الارشيف / عرب وعالم

استقالة رئيس جامعة أمريكية مرموقة بعد "فضيحة علمية"

محمد الرخا - دبي - الجمعة 21 يوليو 2023 12:01 صباحاً - أعلن العالم الأمريكي مارك تيسيير لافين، اليوم الأربعاء، أنه سيستقيل من منصب رئيس جامعة ستانفورد بعد أن أوضحت مراجعة لبحوثه عيوبًا كبيرة في الدراسات التي أشرف عليها منذ عقود، وذلك بعد شهور من الفحص المكثف لعمله العلمي.

وبحسب صحيفة النيويورك تايمز، أجرت المراجعة  لجنة من العلماء، و دحضت أخطر الادعاءات المتعلقة بعمل الدكتور لافين، تتعلق بدراسة مهمة لمرض الزهايمر عام 2009 كانت موضوع تحقيق ، حيث وجدت بيانات مزورة، وأن الدكتور  لافين قد غشها.

وخلصت اللجنة إلى أن بعض الادعاءات "تبدو خاطئة" وأنه لا يوجد دليل على بيانات مزورة ، أو أن الدكتورلافين قد تورط في عمليات احتيال.

وتمت تبرئة الدكتور لافين من اتهامات الاحتيال العلمي وسوء السلوك، لكن المراجعة قالت إن عمله كان فيه مشاكل متعددة و "كان أقل من المعايير العرفية الصرامة العلمية".

وتبين أنه أثناء مراجعة  أبحاثه وجدت مشكلات متعددة، إضافة إلى  تراجع عن المعايير العرفية للصرامة العلمية والعملية حول دراسة نشرت عام 2009 ، والتي أجريت عندما كان مديرًا تنفيذيًا في شركة Genentech للتكنولوجيا الحيوية، ولا سيما بهذا النوع من الاوراق التي يحتمل أن تكون في غاية الأهمية .

وكنتيجة  للمراجعة، كان من المتوقع أن يطلب الدكتور لافين تصحيحات جوهرية في ورقة عام 2009 ، المنشورة في مجلة Nature ، بالإضافة إلى دراسة أخرى،  وقال أيضًا إنه سيطلب التراجع عن بحث عام 1999 ظهر في مجلة Cell و آخريين ظهرا في مجلة Science في عام 2001.

كما خلص تقرير لجنة ستانفورد المؤلف من 89 صفحة، استنادًا إلى أكثر من 50 مقابلة ومراجعة لأكثر من 50 ألف مستند، إلى أن أعضاء مختبرات الدكتور لافين شاركوا في التلاعب غير المناسب ببيانات البحث أو الممارسات العلمية الناقصة، الأمرالذي  أدى إلى عيوب كبيرة في  خمس ورقات أدرجت  لافين كمؤلف رئيسي.

وتشتهر جامعة ستانفورد بريادتها في مجال البحث العلمي، وعلى الرغم من أن المزاعم تضمنت أعمالًا نُشرت قبل وصول الدكتور لافين إلى الجامعة في عام 2016، إلا أن الاتهامات انعكست بشكل سيء على نزاهة الجامعة.

وسيتخلى الدكتور تيسييه لافين في نهاية  آب / أغسطس المقبل، عن رئاسة الجامعة، لكنه سيبقى في الجامعة كأستاذ لعلم الأحياء. وكرئيس، بدأ أول كلية  جديدة في الجامعة منذ 70 عامًا، وهي كلية  دوير للاستدامة التي تركز على المناخ.

وفضلا عن ذلك فهو عالم أعصاب مشهور، نشر أكثر من 220 ورقة بحثية، حول سبب وعلاج أمراض الدماغ.

وقال الدكتور  لافين: "أتوقع أنه قد يكون هناك نقاش مستمر حول التقرير واستنتاجاته، على الأقل في المدى القريب، مما قد يؤدي إلى نقاش حول قدرتي على قيادة الجامعة في العام الدراسي الجديد".

من جانبه، قال الدكتور ماثيو شراغ، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في جامعة فاندربيلت، الذي أشار في شباط  الماضي  إلى وجود مشكلات في دراسة مرض الزهايمر لعام 2009، إن نشر الدراسة أوضح كيف تمنح المجلات العلمية أحيانًا الباحثين البارزين ميزة الشك أثناء فحص دراساتهم.

وقال الدكتور شراغ إنه بالنسبة لكبار العلماء الذين يديرون مختبرات مزدحمة، قد يكون من الصعب فحص كل جزء من البيانات التي ينتجها المزيد من الباحثين المبتدئين الذين يشرفون عليهم، مضيفا "أعتقد أن تراكم المشاكل يرتفع إلى مستوى يحتاج إلى بعض الإشراف".

وأضاف أن استقالة الدكتور لافين كانت منطقية، وكذلك الحال بالنسبة لبقائه في هيئة التدريس، لافتا إلى أن العديد من اكتشافاته قد تم التحقق من صحتها وساعدت في حل ألغاز حاسمة لعلم الأعصاب.

"نيويورك تايمز"

Advertisements