الثلاثاء 11 أكتوبر 2022 02:14 مساءً - أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، أن بلاده ستعمل على مضاعفة التعاون مع روسيا في السنوات المقبلة.
ماذا قال رئيس دولة الإمارات أثناء مقابلة نظيره الروسي في موسكو؟
جاء ذلك خلال لقاء رئيس دولة الإمارات بنظيره الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم الثلاثاء.
وقال الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: "ضاعفنا حجم التبادل التجاري مع روسيا من 2.5 إلى 5 مليارات دولار بعد جائحة كورونا.
ووجه شكره لروسيا لدعمها السياحة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مضيفا: " لدينا 4 آلاف شركة روسية ونحتفل بافتتاح أول مدرسة روسية في البلاد".
من جانبه، وصف الرئيس الروسي، دور دولة الإمارات في المنطقة بأنه "كبير".
وتابع: "نشكر جهود دولة الإمارات الوسطية لحل المسائل العالقة".
وأضاف: "الاتصالات مع دولة الإمارات تتطور وتشكل عاملا مهما في استقرار المنطقة والعالم".
ونبه إلى أنه سيناقش مع رئيس دولة الإمارات في مجريات الأحداث بمحطة زابوريجيا النووية.
وقال فلاديمير بوتين: "موسكو تستجيب دائما لاحتياجات سوق الطاقة على نحو ملائم.. ونعمل بشكل مكثف مع أوبك+ وتحركاتنا هدفها تحقيق الاستقرار".
ومضى في حديثه: "نريد تحقيق توازن بين العرض والطلب في أسواق الطاقة".
وشدد بوتين على أن تصرفات بلاده "غير موجهة ضد أحد ولا نسعى لخلق مشاكل أو عوائق".
بحوار سياسي مستقر وموثوق، توجت روسيا والإمارات مسيرة 51 عاما من علاقات دبلوماسية، عُدت ركيزة لحفظ السلام والأمن دوليًا وعربيًا.
تلك العلاقات الدبلوماسية انطلقت بين موسكو (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية آنذاك) وأبوظبي، بعد إعلان قيام دولة الإمارات العربية المتحدة في ديسمبر/كانون الأول 1971.
وبحسب موقع وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية، فإنه بعد شهر من قيام دولة الإمارات، وتحديدًا في يناير/كانون الثاني 1972، زار وفد من اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية الإمارات، للاتفاق على إنشاء بعثات دبلوماسية للدولتين على مستوى السفراء.
إلا أنه رغم ذلك، لم يتم تنفيذ هذه الاتفاقيات حتى نوفمبر/تشرين الثاني 1985، عندما أعلنت موسكو وأبوظبي إقامة علاقات ثنائية على مستوى السفارتين، حسب وزارة الخارجية الإماراتية، التي قالت إنه تم افتتاح البعثة الدبلوماسية لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية في مارس/آذار 1986.
وبعد عام وتحديدًا في أبريل/نيسان 1987، افتتحت سفارة الإمارات العربية المتحدة في موسكو، فيما أعلنت دولة الإمارات رسميًا الاعتراف بروسيا خلفًا قانونيًا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية السابق.
وتعمل القنصلية العامة للاتحاد الروسي في دبي منذ العام 2002، فيما تنظر روسيا إلى دولة الإمارات كشريك ودود وموثوق على الصعيدين الإقليمي والعالمي، حسب الخارجية الإماراتية، التي قالت إن التفاعل السياسي الروسي الإماراتي يعد أحد العناصر المهمة للحفاظ على السلام والأمن على الساحة الدولية والمنطقة العربية، بما في ذلك منطقة الخليج العربي.
وفيما يتبنى البلدان مواقف متقاربة بشأن مجموعة واسعة من القضايا على جدول الأعمال الدولي والإقليمي، يلتزمان بنظام عالمي قائم على المبادئ المتعددة الأطراف، والرغبة في التسوية السياسية والدبلوماسية لحالات النزاع، ودعم الحوار والتفاهم المتبادل بين الأديان والثقافات المختلفة، واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي ونبذ التطرف والإرهاب.
وتحافظ روسيا ودولة الإمارات تقليديًا على حوار سياسي مستقر وموثوق، تدعمه مجالات تعاون متعددة الأوجه على أعلى المستويات، ترجم في العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين.
علاقات مزدهرة
وتخضع روسيا ودولة الإمارات للاتفاقية الحكومية الدولية بشأن التعاون التجاري والاقتصادي والفني، فيما دخلت اتفاقية التعاون حيز التنفيذ بين غرفة التجارة الروسية واتحاد غرف التجارة في دولة الإمارات في العام 2013.
كما دخلت الاتفاقيات الحكومية الدولية حيز التنفيذ بشأن فرض الضرائب على دخل الاستثمار للدول المتعاقدة ومؤسساتها المالية والاستثمارية، وكذلك بشأن التشجيع والحماية المتبادلة للاستثمار.
وفي العام 2013، وصلت التجارة الثنائية بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة إلى الحد الأقصى التاريخي البالغ 2.5 مليار دولار، إلا أن الرقم انخفض إلى نحو 1.2 مليار دولار عام 2015، في السنوات اللاحقة، بسبب الوضع المالي والاقتصادي العالمي، ولا سيما انخفاض قيمة الروبل.
وتهيمن المعادن والأحجار الكريمة والمعادن غير الحديدية والمعادن الحديدية ومنتجات النحاس والآلات والمعدات والمركبات والمنتجات الكيماوية والأخشاب والورق والكرتون والمنتجات الزراعية على الصادرات الروسية إلى دولة الإمارات، فيما تزود أبوظبي روسيا بالقوارب والأثاث ومعدات الإضاءة والقهوة والشاي والتوابل.
وبحسب السفارة الإماراتية في موسكو، فإنه يوجد حاليًا أكثر من 40 مكتبًا تمثيليًا لشركات روسية محلية مسجلة في دولة الإمارات، مشيرة إلى أن نحو 100 شركة روسية أخرى تعمل في المناطق الاقتصادية الحرة في دولة الإمارات، بالإضافة إلى أكثر من 400 مشروع مشترك قيد التشغيل، خاصة في مجال التجارة والضيافة والعقارات والسياحة.